كتبت- هبة البيه: أكد أكاديميون وخبراء لـ الراية ضرورة بدء إجراء أبحاث لدراسة الحصار من مختلف جوانبه الاقتصادية والقانونية والاجتماعية لتقييم آليات التعامل مع تداعيات الحصار والاستفادة من تلك النتائج لوضع خطط واستراتيجيات للتعامل مع كافة التحديات المحتملة. وكشفوا لـ الراية على هامش منتدى دور القيادات الوطنية تجاه الحصار عن بدء إجراء أبحاث قانونية حول الانتهاكات القانونية التي ارتكبتها دول الحصار للمواثيق والاتفاقيات الدولية. ودعوا لوضع استراتيجية شاملة وحلول لاستقبال الطلاب العائدين من الحصار وضرورة العمل على دعم الأسر المتضررة اجتماعياً ونفسياً. وأكدوا أن أهمية تلك البحوث تكمن في ضرورة وضع أسس علمية وبحثية يمكن أن تبنى عليها الإستراتيجيات والأفكار المستقبلية وكذلك لكي تكون مرجعاً للأجيال القادمة والحالية للوقاية في حالة حدوث مثل هذا الحصار مرة أخرى. وثمنوا نجاح الدولة في مواجهة الحصار عبر التدابير والإجراءات السريعة لمواجهة التداعيات الاقتصادية والغذائية والأمنية والاجتماعية. وأشاروا إلى أن الحصار خلف العديد من المبادرات الوطنية لتعزيز الإنتاج المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي ودعم المنتجات الزراعية المحلية، مقترحين ضرورة العمل على غرس ثقافة الزراعة والإنتاج لدى النشء منذ الصغر في المدارس لتشجيع الشباب على دخول مجالات الزراعة والإنتاج. المهندس طارق السليطي: الالتفاف الشعبي حول القائد .. درس للأجيال القادمة أكد المهندس طارق السليطي أن التلاحم الفريد الذي تعيشه قطر بالتفاف الشعب على قلب رجل واحد حول قائده الذي ائتمنه على القيادة يعكس التأييد والحب والولاء للقيادة الرشيدة، لافتا إلى أن عبارات المواطنين التي يسجلونها على جداريات المجد تعكس روح الولاء والفداء للوطن والقائد الذي رفض المساس باستقلالية الوطن أو فرض الوصاية والإملاءات الخارجية .. وهي ملحمة جديرة بالدراسة لتتعلم الأجيال القادمة معنى التضحية والفداء من أجل العزة والسيادة الوطنية. وقال: قطر نجحت باقتادر في إدارتها للأزمة بشكل فوري وسريع واستطاعت أن تخرجنا من القاع عندما شعر الجميع بالخوف من عدم الأمان أو من الجوع، ولكن ما حدث فاق التوقعات في توفير كافة سبل الأمن الغذائي والاقتصادي والأمني، وأمن في كل شيء لكافة من يعيش على أرض قطر المقدر عددهم بحوالي مليونين و700 ألف نسمة. عادل الهاشمي: قطر تغلبت على تحديات الحصار قال عادل الهاشمي - مدير مكتب التدقيق الداخلي للجنة الأولمبية القطرية، وخريج منتسب لمركز قطر للقيادات: قطر واجهت الحصار بشكل مقتدر على جميع المستويات، فعلى المستوى الاجتماعي رأينا اللحمة الوطنية، وعلى المستوى الاقتصادي رأينا عن طريق وزارة الاقتصاد والتجارة كيفية التغلب على الحصار بتشكيل لجنة لإدارة الأزمة وتأمين احتياجات السوق من السلع الغذائية والاستراتيجية. وأكد ضرورة العمل على الاستفادة من حل الأزمة، خاصة وأن مقترحات حلولها تطرحها الأزمة نفسها من خلال المبادرات الوطنية وشباب قطر من خلال التغلب على التحديات التي واجهتنا خلال الأزمة سواء على مستوى استيراد الموارد من خارج الدولة، كما رأينا أن الدولة بدأت تفكر وتتجه نحو إنتاج العديد من هذه المواد محلياً. د. علي الكبيسي: إطالة الأزمة الخليجية تفاقم آثارها أكد د. علي الكبيسي - أستاذ مساعد للأبحاث الأكاديمية بمعهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المسحية بجامعة قطر ضرورة العمل على تحويل محنة الحصار لمنحة فقد فعّل الحصار الأفكار لتعويض النواقص، وإتاحة الفرص التجارية وكذلك في النطاق البحثي. وأشار إلى أنه بدأ العمل على بحوث في الجانب القانوني في البداية لإلقاء الضوء على الجانب القانوني ومدى قانونية ما حدث من جانب المحاصرين والمواثيق التي وقعوها وتم خرقها. وقال: إن الأزمة في مصيرها للحل عاجلاً أم آجلاً ولكنها ليست الأزمة الأولى في تاريخ الأزمات الخليجية، ولكنها هذه المرة أكبر بكثير لأنها أضرت بالشعوب الثلاثة بالإضافة للشعب المصري، وهي في النهاية أزمة ستترك أثراً سلبياً، وكلما طالت الأزمة كلما زادت سلبياتها وآثارها. وقال إنه عندما ألغيت احتفالات اليوم الوطني هذا العام تضامناً مع الشعب السوري في حملة حلب لبيه، الله عوضنا بعد 7 شهور بـ42 يوماً وطنياً نعيشها حالياً في ملحمة وطنية سيسطرها التاريخ منذ بداية الحصار، من التفاف الشعب مواطنين ومقيمين حول القيادة، وذلك بسبب أن ما حدث من حصار كان ظلماً كبيراً لم يراع فيه المحاصر حرمة الشهر الكريم ولا حتى أساسيات الأخوة والجيرة العربية أو الخليجية، وأتمنى أن تحل وكلما حلت أسرع كلما كان تأثيرها في النفوس البشرية أقل. وقال: وللأسف إن العلاقات العربية - العربية ليست علاقات إستراتيجية واتضح أنها هشة بمجرد جرة قلم نلغي كل المواثيق والعهود التي وقعنا عليها طيلة 20 عاماً وهي من الدروس التي تعلمناها خلال الأزمة. عائشة عبدالرحمن آل ثاني: إجراءات لاستقبال الطلبة العائدين من دول الحصار قالت الشيخة عائشة عبد الرحمن آل ثاني- خبير قبول بجامعة قطر، وخريجة مركز قطر للقيادات-: نعمل جميعاً كخريجين بتقديم كل جهودنا للمشاركة في مبادرات لوضع حلول لأزمة الحصار والتقليل من حدتها والتخفيف على المتضررين، خاصة من الناحية الإجتماعية العوائل والطلبة، باعتبارهم أكثر المتضررين. وأضافت: وبالنسبة للطلبة العائدين من دول الحصار، فمن الممكن أن يتم تسجيلهم في الفصول الصيفية لاستكمال ساعاتهم الدراسية، لعدم تعطيل تخرجهم، خاصة وأن الكثير منهم كانوا قاربوا على التخرج وتم إعادتهم وقت اختباراتهم. وقالت: من الممكن كذلك أن يتم فتح بعض المواد العامة الموجودة لدى جامعة قطر، كتكملة للساعات المتبقية لهم على التخرج، وأعتقد أن هناك صعوبة في فتح تخصصات جديدة لأنها تحتاج وقتاً وإجراءات عديدة، وهذه أزمة حالية لابد من حلها في أسرع وقت ممكن. وقالت: فضلاً عن إمكانية حصول الطلاب على الساعات المعتمدة، وكذلك العمل على حصرهم ومعرفة البدائل التي يمكن توفيرها لهم عن طريق وزارة التعليم والتعليم العالي في الدول الأخرى التي من الممكن أن توفر الساعات اللازمة لاستكمال دراستهم في التخصصات غير الموجودة داخل قطر، على أن يتم توفيرها لهم في فصل الصيف أو في الفصل القادم، في أسرع وقت ممكن، وقد بدأت الجامعة والوزارة في هذا الاتجاه. وقالت: نعمل على نشر التوعية بين أفراد المجتمع حتى على المستوى الاقتصادي وعدم شراء أشياء تزيد على احتياجاتهم ففي حالة الحصول على احتياج زائد عن الحاجة، بذلك يفقد آخرون فرصتهم في الحصول على ما يحتاجونه. وأكدت أنه على الرغم من أن كل شيء متوفر حولنا لابد من تنمية الوعي ومشاركة ودعم الأسر المتضررة وأن نكون بجانبهم في هذا الوقت حتى عبور هذه الأزمة. د. نور المعاضيد: دراسة القرصنة والكتائب الإلكترونية أكدت د. نور المعاضيد - أستاذ مساعد بكلية الهندسة جامعة قطر، ضرورة إجراء بحوث تتناول أزمة الحصار من مختلف الاتجاهات خاصة تلك التي تركز على الجانب الإقتصادي وكيفية تحقيق الاكتفاء الذاتي. وقالت: إن أهمية البحوث تعود إلى ضرورة أن تبنى الإستراتيجيات المستقبلية والأفكار على معلومات وأسس علمية، ولدراسة المشكلات، وتوفير المعلومات وتوثيقها، ولذلك لابد أن تكون تلك الإستراتيجيات مبنية على أسس علمية وبحثية. وأشارت إلى ضرورة دراسة الجرائم الإلكترونية التي كانت مقدمة لقرارات حصار قطر باختراق موقع وكالة الأنباء القطرية وعدد من الجهات الحكومية، فضلاً عن ضرورة عمل بحوث عن الأمن الغذائي، وكذلك تأثير وسائل الاتصال الاجتماعي وما شهدته الأزمة الخليجية من توجيه دول الحصار كتائب إلكترونية لترويج الشائعات والاتهامات الكاذبة ضد قطر. وضحى البادي: تعزيز دور القطاع الخاص في الأغذية والزراعة دعت وضحى سلطان البادي - باحثة دكتوراه في العلاقات الدولية بمنطقة الخليج لإطلاق مبادرات لتشجيع القطاع الخاص، للعمل في مجال الأغذية والزراعة خاصة أن قليلاً من الشباب حالياً يتوجهون للزراعة والإنتاج وكذلك منتجات الألبان وغيرها. وطالبت بدراسة تداعيات الحصار الاقتصادية، الإنسانية، للاستفادة من تلك الأزمة في المستقبل بتسليط الضوء على كل الأمور بمختلف التفاصيل وتركها كمرجع للأجيال القادمة ولنا لكي نعرف كيفية التعامل مع كافة التحديات.
مشاركة :