لا مزايدات على أمننا الوطني.. - يوسف الكويليت

  • 6/29/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

البيان الملكي الصادر يوم الخميس الماضي يعد احترازياً أمام تنامي مخاطر منظمات إرهابية في العراق وسورية، ومثل هذا الإجراء أمر طبيعي؛ لأن الجوار المقلق يخلق مبررات أخذ الحذر والحيطة طالما كل الاحتمالات تطرح المخاطر، وتجربتنا مع عناصر الإرهاب ليست جديدة فقد عشناها، واستطعنا مقاومتهم وضربهم في العمق، ونفس الأمر حدث عندما اعتدى الحوثيون على حدود المملكة مع اليمن وتم الرد عليهم عسكرياً وإيقافهم.. فالوضع في العراق أنشأ حالة خطيرة من عدم الاستقرار، والمملكة لها حدود طويلة تزيد على ثمانمائة كيلو متر معه، ليأتي الإعلان الملكي تحسباً لأي طارئ أو مستجد، وكحق طبيعي في حماية أمن المملكة، والتي رغم الإساءات الكثيرة والمتعمدة سواء من زعامة دولة، أو تنظيم إلا أنها نأت بنفسها ألا تكون طرفاً في مشكلة أو قضية داخلية أو خارجية لأي بلد لأنها تدرك حساسية أي إجراء خاطئ، ومع ذلك لم نسلم من هذيان المالكي الذي أصبح بسياساته لا يهدد العراق وحده وإنما كل جوار يتصل به حتى أصبح الحضانة لعناصر الإرهاب الدولي.. الفوضى العارمة في المنطقة العربية، وتداخل المصالح الإقليمية والدولية في تدعيم عدم الاستقرار أقرّ بهما كتّاب وسياسيون ورأوا أن المنطقة على لائحة التفتيت وإعادة صياغة خرائطها، والنموذجان العراقي والسوري شاهد على هذه الحقيقة، والأبعاد الخطيرة، أنشأت واقعاً جديداً جعلهما مصدراً لتهديد الأمن العربي كله.. وإذا كانت المملكة حلقة القوة والضامن للدفاع عن مصالحها وأشقائها فإنها هدف لزعزعة أمنها واستقرارها من قبل أكثر من طرف، وهنا كانت اليقظة لأي طارئ بإعلانها الاستعداد لأي احتمال قادم من خارج حدودها أو داخلها.. وجود الرادع السريع مهم جداً، ولدينا ما يوفر لنا قوة الرد، واستعداداتنا ليست بنت اللحظة فقد استطاعت أجهزتنا الأمنية الكشف عن العديد من الحوادث سواء بتدفق الأسلحة أو إرسال العناصر التي تستهدفنا، وقد تعاملنا معها باحترافية علمية وبقدرات وطنية تدربت على مواجهة حالات الطوارئ وصدها مع أن طابع المجرم متقلب ويلجأ لكل الوسائل المحرمة، والخطر الأكبر أن تتعهد الإرهاب دولة تعيش وضعاً يريد إشراك الآخرين في تصدير أزماته.. نحن مع الاستقرار لأي دولة عربية لأن الفوضى هي محرك أساسي للأزمات المستجدة، وقد ذهبنا في مواقفنا بأن استقرار العراق وتعايش شعبه هما ضمانة لأمن المنطقة غير أن ما يجري بدّد حلم وحدته وقاد إلى أن يتحول لساحة حرب طائفية وقومية قد تذهب إلى خارج أرضه.. معطيات الحاضر أثبتت أن تنامي الصراعات هدف ممنهج، وليست الظروف وحدها من اختارته، وإنما أطراف عديدة وجدت مناخاً مواتياً لها في أكثر من بلد، وحين تضع المملكة قواتها الأمنية في حالة تأهب، فإنها تبني رؤيتها على مصادر اللهب القادمة من أكثر من بلد تضاعفت فيه السياسات السيئة والتي انعكست على ضياع الأمن وتهديد الآخرين..

مشاركة :