فضحت صحيفة الشروق التونسية، إحدى أوسع الصحف باللغة العربية انتشاراً في البلاد، في عددها الصادر الثلاثاء 18 يوليو (تموز) 2017، محاولة السفير القطري في تونس ابتزازها وفرض مواقفه الشخصية، ومن ورائها مواقف بلاده، على خلفية الأزمة الخليجية، على الصحيفة وقرائها، والتهديد بفسخ عقود إشهارية قطرية كبرى، إذا أصرت على موقفها. وفي مقال خاص، نشرته الصحيفة التونسية “الشرسة” باسم هيئة تحريرها والعاملين فيها، قالت الشروق، إن السفير القطري في تونس سعد ناصر الحميدي، عرض على الصحيفة إجراء حوار صحافي مطول معه لاستعراض تطورات الأزمة الخليجية، وموقف بلاده منها، ورؤيتها للحل. وحسب ما جاء في المقال المنشور على أعمدة الشروق الثلاثاء، رحبت الصحيفة بالفكرة، وبادرت إدارة تحريرها إلى تنظيم عناصر اللقاء والإعداد المادي والصحافي له، ولكن السفير، وفي سابقة غير معهودة في تونس، طالب بتمكينه من تحويل الحوار إلى منبر يستعرض فيه خطاب بلاده، باسم الصحيفة التونسية، مُشترطاً إعداد الأسئلة بما يناسبه، وتقرير طبيعة ونوعية الأسئلة، واختيار الصحافي المناسب لإجراء الحوار. وفي ظل رفض الصحيفة لشروط السفارة، عاد السفير ليلوح بمعاقبة الصحيفة المتمردة، وذلك بفسخ أحد أكبر العقود الإشهارية التي تؤمن للشروق جزءاً هاماً من مداخيلها المالية، وذلك بمنع شركة الهاتف المحمول المملوكة لقطر، أوريدو، من دفع المستحقات المالية، وشراء المساحات الإعلانية على أعمدة الشروق. وبعد تمسك الصحيفة بموقفها وإصرارها على استقلاليتها، أمر السفير شركة أوريدو بسحب إعلاناتها من الشروق لمعاقبتها على تمردها، كما أوضح المقال. يُذكر أن السفير الحميدي، يشغل منصب سفير قطر في تونس للمرة الثانية في تاريخه المهني، في سابقة نادرة في العلاقات الدبلوماسية بين الدول، وعاد الحميدي إلى تونس في 2016، بعد سفارة أولى بين 2006 و 2014، ربط فيها شبكة علاقات هامة مع الطبقة السياسية التونسية، خاصةً مع حزب النهضة الشريك في الائتلاف الحاكم.
مشاركة :