تراجع دول الحصار عن قائمة المطالب انتصار للدبلوماسية القطرية

  • 7/20/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

اعتبر محللون سياسيون تراجع دول الحصار عن قائمة المطالب الـ 13 خطوة جيدة في مسار حل الأزمة الخليجية، وأضافوا في تصريحات لـ «العرب» أن هذا التراجع لا يكفي، خاصة في ظل ما تعرضت له قطر من افتراء وكذب منذ بداية الأزمة، وأضافوا أن الدبلوماسية القطرية تعاملت مع الأزمة بطريقة متفردة، شهد بها الجميع، وطالبوا بضرورة أن تتقدم دول الحصار باعتذار رسمي عن كل ما ارتكبته من أخطاء في حق القيادة والشعب القطري.قال عبدالوهاب الأفندي -أستاذ العلوم السياسية ورئيس برنامج العلوم السياسية والعلاقات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا- «إن التراجع عن المطالب أو تغييرها -وإن كان خطوة في الاتجاه الصحيح وإدراك الخطأ- إلا أنه لا يكفي، موضحاً أن تغيير «المطالب» إلى «مبادئ» من الغرائب، لأن المبادئ لا تحددها الدول، وإنما تحددها الأديان والأعراف، وتكون بتوافق وإجماع، وأضاف أن دول الحصار آخر من يتحدث عن المبادئ، لكونها بدأت حملة كاذبة ملفقة ضد قطر، منوهاً بأنه لا يمكن استخدام لغة المطالب غير القابلة للمناقشة، لأنها لا تصلح لإعادة روح التعاون الضروري للتعايش. ولفت الأفندي إلى ضرورة أن يكون هناك اعتذار رسمي لقطر عن العدوان الإلكتروني باختراق موقع وكالة الأنباء القطرية، ونشر خطاب مفبرك لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وما تلاه من حصار وتشويه، وقال: «إن هذه الحملة التي شنتها دول الحصار ضد الدوحة لا تستقيم مع روح التعاون والأخوة». ودعا إلى ضرورة أن تقوم دول الحصار بإعلان التراجع عن كافة الخطوات التي اتخذتها ضد قطر، وإخراج مصر من هذه المعادلة، لأنها ليست عضواً في مجلس التعاون الخليجي، وباعتبارها سبب المشكلة، وفي حالة حرب مع شعبها وجيرانها، موضحاً أن عودة روح التعاون لا بد أن تبدأ بالإقلاع عن استخدام لغة التهديد والإرهاب، ووقف الحصار، والإسفاف الإعلامي المسيئ، منوهاً بأنه يمكن الجلوس بروح أخوية لمناقشة الطلبات الحقيقية لهذه الدول بعد هذه الخطوات الضرورية. وأكد الأفندي أن السياسات الحالية لدول الحصار، ومنها الحملات الإعلامية المسعورة، والتدخلات غير المشروعة في شؤون الدول الأخرى، هي من المهددات ولن تخدم مصالح الدول المعنية، ولن تحقق استقرار المنطقة. سيادة قطر قال محمود الرنتيسي -الباحث السياسي في مركز سيتا بتركيا-: «إن تراجع دول الحصار عن المطالب الـ 13، وما افتعلته من أزمة مع قطر، لا ينفي أن هذه المطالب لم تكن منطقية وكانت تستهدف سيادة دولة قطر، ولهذا لم تلقَ تجاوباً على الساحة الدولية. وأضاف أن الدبلوماسية عالية المستوى التي مارستها دولة قطر كان لها دور كبير في تفنيد مزاعم دول الحصار بهدوء تحسد عليه، كما جعلت أثر بعض السياسات المحاصرة ضعيفاً جداً، من خلال التعاون مع دول أخرى مثل تركيا وعمان في مسألة الحظر الجوي وتوريد الغذاء، إضافة للدعم السياسي. وقال: «من زاوية أخرى فشلت الدول الخليجية الثلاث في قراءة أهم موقف في الأزمة بشكل صحيح، وهو موقف الإدارة الأميركية، كما فشلت في تشكيل موقف جماعي لدول مجلس التعاون الخليجي، بضم الكويت وعمان إلى اتخاذ موقف ضد الدوحة، مما ساهم في تقوية الموقف القطري. ولفت الرنتيسي إلى أنه خلال إدارة الأزمة ظهرت ثقة أكبر لدى المسؤولين في الخارجية القطرية والمؤسسات الدبلوماسية التابعة لها، أكثر من المسؤولين والدبلوماسيين من الدول الأخرى، خاصة إمارة أبوظبي، بعد تقرير واشنطن بوست الذي كشف عن تورطها في اختراق وكالة الأنباء القطرية، وأضاف أن الثقة القطرية تعززت بالتفاف الشعب مع قيادته الحكيمة، وقد كان هذا اختباراً جيداً للعلاقة بين الشعب وقيادته.;

مشاركة :