مفاجآت اللحظات الأخيرة.. صدمات تفسد الأوقات السعيدة

  • 7/21/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: زكية كردي الحديث عن مفاجآت اللحظات الأخيرة يجر عادة الكثير من الذكريات التي حصلت معنا أو مع غيرنا، فبعضها يكون غريباً، والبعض الآخر مضحكاً حد الدهشة، كأن تركز على الوصول إلى المطار فى الوقت المناسب، وتنسى فى البيت جواز السفر، أو أن تذهب إلى منطقة فتكتشف أنها ليست هي بل تشبهها في الاسم، حوادث يشاركها أصحابها معنا كل بطريقته، ونرصدها لكم خلال التحقيق التالي.من الذكريات التي لا ينساها سليمان الصالح، مدير محل مبيعات، والتي يضحك عليها الأصدقاء كثيراً حادثة نسيانه لجواز سفره، وهو متجه نحو المطار، حيث لم يكن ثمة مجال للتأخير على حفل زفافه الذي سوف يقام فى اليوم التالي، ويقول: «عندما وصلت إلى المطار اكتشفت المفاجأة، فقد وضعت جواز السفر والأوراق المهمة في ظرف قرب باب البيت، حتى لا أنسى عند خروجي، والمشكلة أنه لم يكن بإمكاني الاعتماد إلّا على عمي لجلبه لي، والأزمة الأخرى كانت في الازدحام المروري خلال فترة المساء، والتي رافقت قدوم عمي للمطار، ولم يكن لدي طريقة سوى أن أحكي قصتي لمسؤول الرحلة الذي تعاطف معي وحاول تأجيلها قدر المستطاع ريثما يحضر عمي»، ويوضح الصالح أنه بالفعل حصل على جواز السفر، ليصل في موعد حفل زفافه.من المفاجآت المضحكة والغريبة تلك التي حصلت مع نوارة ونوس، موظفة، وعائلتها، عندما كانوا في إجازة خارج الدولة، وتقول «كنا نستمتع بوقتنا معتقدين أن موعد رحلة العودة في الثانية ظهراً من اليوم التالي، إلى أن اكتشفنا في المطار أن الرحلة كانت في الليلة السابقة، والغريب أننا جميعاً لم يخطر لنا أن نتأكد من الموعد مرة أخرى»، وعن الطريقة التي تعاطت بها مع الموقف تؤكد أنهم قرروا ألّا يدعوا هذه الحادثة تفسد رحلتهم الجميلة فجددوا الحجز في اليوم الذي يليه، وقضوا أمسية مميزة مع الأصدقاء في أحد المطاعم التي لم يزوروها من قبل. ولم تكن تتوقع ندى محمد، موظفة حكومية، أن رحلتها التي خططت لها لأكثر من أسبوع مع صديقاتها سوف تلغى لسبب لا يخطر على بال، فتقول: «لم أكن أتوقع أن اقتراب موعد انتهاء جواز السفر سوف يوقفني في المطار، ويعيدني إلى المنزل، ولسوء الحظ لم تكن لدي فكرة مسبقة عن هذه التفاصيل، والفارق بالأصل كان يوماً واحداً».نقص المعلوماتأحياناً لا يكون النسيان هو بطل الحكاية، بل نقص المعلومات التي نحتاجها في رحلتنا، خاصة عندما تكون هذه الرحلة غير مرتبطة بمجموعة سياحية ترشدنا، ولأن زيارة الأهرامات في مصر تعتبر من البديهيات، قررت روعة الخطيب أن تكون مقصدها الأول في تلك الإجازة، واستعدت وعائلتها وأخذوا التاكسي إلى الأهرامات، وتتابع قائلة: «كنا متفاجئين جداً من الفراغ الذي يحيط بالمكان، واعتقدنا للوهلة الأولى أن السائق غشنا، ولم نفهم القصة إلا عندما صادفنا رجلاً وأخبرنا أن اليوم إجازة، وهنا بدأنا نواجه مشكلة أخرى في إيجاد طريقة للعودة فحتى طرق المواصلات لم تكن متوفرة للسبب ذاته».ويحرص الكثيرون عند الاستعداد للسفر على وضع خطة تتضمن الأماكن التي سوف يزورونها ويرغبون في التعرف إليها، ويقومون بأخذ معلومات كاملة عن البلد الذي يقصدونه، إلّا أن هذا لا يمنع الأخطاء من الحدوث، كما حصل مع منال غنيم، ربة منزل، وتقول «السفر بالنسبة لنا كعائلة يعتبر هواية ومغامرة في الوقت ذاته، فلسنا نحب الارتباط بالمجموعات السياحية التي تحددنا بأماكن معينة، بل نفضل اكتشاف كل شيء بأنفسنا، وأذكر أننا في زيارتنا الأولى إلى ألمانيا كنا متجهين بالقطار الذي يصل إلى المنطقة التي تقيم بها أخت زوجي، وكنا نعرف بعض ملامحها من الصور، والوقت الذي يستغرقه الطريق، وهذا ما جعلنا نكتشف بعد مدة أننا أخذنا الطريق المعاكس تماماً، بسبب تشابه أسماء المناطق والتباسها»، وتضيف أن هذا الموقف لم يوترهم لأكثر من خمس دقائق، حيث وجدوا أنفسهم في منطقة جميلة، تناولوا الغداء فيها وقضوا وقتاً مرحاً ليعودوا إلى وجهتهم في اليوم التالي.إنقاذ الموقفأحياناً تلعب الظروف دوراً فى حدوث المفاجأة، وزيادة ارتفاع الأدرينالين، ويتذكر عمر فاضل، مدير مركز تحصيل، أنه لم يكن يتوقع أن الطريق الذي سلكه صديقه، وهو يوصله إلى المطار سوف يكون مزدحماً جداً لدرجة الوقوف في الشارع ذاته لأكثر من ساعة، وقد أقنعه صديقه بأنه ليس هناك داعٍ للاستعجال، فالمطار في الشارقة والطريق إلى المطار لن يكون مزدحماً، وهكذا بدأ توتره يزيد وهو جالس في سيارة لا تتحرك، بينما يتخيل الطيارة وهي تغادر بعد وقت قليل، ويقول «قراري بتحديد موعد الزواج ذاته كان مفاجأة حينها، وعليه ترتب الكثير من المفاجآت، وكان علي أن أتصرف وأنقذ الموقف، لذا نزلت من السيارة على عجل وأخبرت شرطي المرور بأن حفل زفافي اليوم وطائرتي سوف تغادر بعد ساعة تقريباً، فتعاطف معي وسمح لي بالعبور لأستطيع اللحاق بالطائرة وتكتمل الأمور بخير».بدوره يوضح د. نادر ياغي، استشاري نفسي، أن شدة التركيز في شيء معين يرافقه في بعض الأحيان فقدان التركيز، نتيجة خلل، وهذا ما ينتج عنه ما نطلق عليه (مفاجآت اللحظات الأخيرة) كنسيان الأشياء الأكثر أهمية في رحلة ما، ويقول «الترتيب والتنظيم مهمان جداً في كل ما نقوم به في حياتنا، فعندما ننوي السفر، علينا أن نخطط لرحلتنا وفقاً لعدة معطيات، مثل الحالة النفسية والصحية، الطقس، تغيير الوقت، الوضع المادي، طبيعة المجتمع الذي أزوره، والطعام والشراب»، ويذكر أن الرحلات الأولى غالباً ما يتخللها بعض الأخطاء، لكن مع التكرار يمتلك الناس الخبرة في السفر وكيفية التخطيط للرحلة، وللأشياء التي يتركونها مثل المنزل والسيارة، والحيوانات الأليفة، وأخيراً يشير إلى أن الوقوع بالأخطاء والتعرض لهذا النوع من الحوادث هو أيضاً ليس بالأمر الجلل، بل يتوقف على طريقتنا في التعاطي معه، فقد يتحول فيما بعد إلى نكتة طريفة حصلت، نشاركها مع الأصدقاء، أو قد ينطوي هو بذاته على خير ما لم نكن نتوقعه أو نعرفه.

مشاركة :