نشرت صحيفة "كوميرسانت" مقالا بقلم غيورغي ستيبانوف عن "القوة الناعمة"، يشير فيه إلى تصدُّر فرنسا قائمة الدول المؤثرة في هذا المجال. كتب ستيبانوف: تقدمت فرنسا على الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وكندا، واحتلت المركز الأول في قائمة الدول المؤثرة وفق معيار "القوة الناعمة". وتحتل روسيا في هذه القائمة المركز الـ 26، والصين الـ 25. هذا ما جاء في دراسة The Soft Power، التي تجريها شركة Portland الدولية للاستشارات. وبحسب الشركة، فإن تراجع موقع الولايات المتحدة في القائمة يعود إلى استخدام الرئيس الأمريكي الخطاب "الانعزالي والشعبوي"، وكذلك النشاط الدبلوماسي الفرنسي. و"القوة الناعمة"، وفق الخبراء، هي قدرة الدولة على الاحتفاظ بمصالحها بواسطة ثقافتها الوطنية والمنجزات التكنولوجية والنشاط الدبلوماسي. وتقابلها "القوة القاسية" hard power، التي تعتمد على الضغوط العسكرية والاقتصادية. وكان أول من استخدم مصطلح "القوة الناعمة" هو أستاذ جامعة هارفرد جوزيف ناي عام 1990، حيث بحسب قوله، تكون "القوة الناعمة" في الظروف الاعتيادية نسبيا موردا ثابتا. بيد أن الأوراق اختلطت في هذه السنة بنتيجة تغير الرئاسة في أمريكا وفرنسا. لذلك تربعت فرنسا في الدراسة الجديدة على رأس القائمة بعد أن كانت في السنة الماضية تحتل المرتبة الخامسة. وحدث هذا بنتيجة فوز رئيس حركة "إلى الأمام" إيمانويل ماكرون بالانتخابات الرئاسية في فرنسا، حيث تشير الدراسة إلى تمكُّن هذا السياسي من توحيد الأمة حول "أفكار العولمة والتقدم"، وتمكُّنه عمليا من إخراج البلاد من حالة الاكتئاب الاجتماعي، الذي كانت تعيشه. كما أن فرنسا، على الرغم من بقاء خطر العمليات الإرهابية قائما، فإنها بمتاحفها ومواقعها الثقافية والحضارية حافظت على قدرتها على جذب السياح الأجانب. Reuters Gonzalo Fuentes إيمانويل ماكرون أما الولايات المتحدة، التي تصدرت قائمة "القوة الناعمة" عام 2016، فقد تراجعت إلى المرتبة الثالثة بسبب تخلي الرئيس دونالد ترامب عن سياسة "الصبر الاستراتيجي" تجاه الخصوم التقليديين للولايات المتحدة مثل إيران وكوريا الشمالية، التي كانت تنتهجها إدارة أوباما. وإضافة إلى هذا تشير الدراسة إلى أن ترامب يستخدم الخطاب الانعزالي والشعبوي، وقد أثبت أنه يفضل "القوة القاسية". أما بالنسبة إلى روسيا، فلم تتطرق إليها الدراسة المذكورة إلا بالإشارة إلى أنها ارتقت مرتبة واحدة من المرتبة 27 إلى 26. ترجمة وإعداد كامل توما
مشاركة :