كُ نْ فِ د ر ا ل يّ ة

  • 7/23/2017
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

قبل خمسة وعشرين عاماً، قال الرئيس الإيراني الحالي روحاني، حين كان رئيساً للجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الإيراني، للدكتور عبدالله النفيسي، الذي كان ضمن وفد برلماني لإيران: «كلكم في الضفة الأخرى من الكويت إلى السلطنة ستعودون للوطن الأم.. إلى بلاد فارس، وهذا حتماً سيحصل». لذا فإن أي اعتدال يمارسه سياسي إيراني ما هي إلا أساليب مختلفة يستخدمها سياسيوهم وفق الحاجة، أما السياسة الواضحة لإيران فهي التهديد العلني للاريجاني (رئيس مجلس الشورى)، الذي مسَّ الكويت في مارس من العام الماضي، حين قال إن سقوط بشار سيكون مقدمة لسقوط الكويت التي تشكل عمقاً استراتيجياً لإيران لن تتخلى عنه. الخلاصة، إن التهديد الإيراني ليس تاريخياً فحسب، بل حاضراً ومستقبلاً، وقد حذرنا منه على مدى اثني عشر عاماً، وكتبنا قرابة ستين مقالاً في هذا الشأن، وكانت تأتينا ردود منظمة على بعض المقالات، لا يمكن أن يصيغها أشخاص عاديون، بل ربما من مؤسسات مدفوعة الأجر. قد لا نعي التحالفات لمصالح الدول العظمى مع إيران، التي كتبنا عنها مراراً، وهي ليست سراً، بل حديث الساسة في الغرب في كل مناسبة، وقد تحدث عنها أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جون هوبكينز، تريتا بارسي، في أشهر مؤلفاته الذي فاز بالميدالية الفضية، بعنوان «التحالف الغادر» عن التعاملات السريّة بين إسرائيل وإيران وأميركا، وكتابه أيضاً «لفة واحدة من حجر الزهر»، الذي يتحدث عن دبلوماسية أوباما مع إيران. نقول لساستنا إن كل ما يبدو إعلامياً خلافاً بين أميركا وإيران ما هو إلا غطاء سياسي لمصالحهم المشتركة، التي أسقطت العراق وأفغانستان، وأسقطت لبنان بيد حزب الله، وكادت تسقط البحرين، وأشعلت الحرب وأسقطت صنعاء بيد الحوثيين، وسلمت دمشق لإيران، وأخيراً وليس آخراً زعزعة أمن الكويت، بما صار يسمى «خلية العبدلي»، التي لا نود التعليق عليها كثيراً، والتي سخرت من هروبهم وسائل التواصل، سوى قولنا: «ما أشبه تسهيلات هروب ياسر الحبيب بتسهيلات هروب خلية العبدلي». لقد تحدثنا كثيراً عن خطر إيران، التي نبارك لها مولد مؤسس الدولة الصفوية، الذي تمر ذكراه بعد يومين من عام 1487، الذي عاش 37 عاماً فقط ومات بالسل، وكان سبباً لتحويل مذهبي في إيران أسس لإمبراطورية مناهضة للعرب استمرت 530 عاماً. إن هذا الخطر، الذي طالما حذرنا منه، لا يمكن الانتصار عليه إلا بتأسيس كونفدرالية جيوش وثروات وإلغاء الحدود، مع بقاء السيادة لكل دولة حتى يمر المشروع بسلام، تضم دول الخليج التي ما زالت على وفاق، ولنسرع قبل أن تفتل سبحة التعاون، كونفدرالية بح صوتنا بالنداء لها، حتى لا نزول في مواجهة أمم عقيدتها مبنية على فنائنا، مصطلح ليس تحقيقه صعبا، ويمكن تهجئته لسنة أولى سياسة بأنه: كُ نْ فِ د ر ا ل يّ ة. *** إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان. بدر خالد البحر bdralbhr@yahoo.com

مشاركة :