تحقيق:مهند داغر أبدى وسطاء وخبراء في أسواق المال المحلية تفاؤلهم بأداء الأسهم خلال النصف الثاني من العام الجاري، نتيجة تجاوز «إعادة هيكلة» عدد من الشركات بنجاح، واستيعاب الأوضاع الجيوسياسية الإقليمية، ووجود فرص مغرية للاستثمار في عدد من الأسهم فضلاً عن الاكتتابات المرتقبة ل«إعمار» و«أدنوك»، ما من شأنه تعزيز مستويات السيولة ورفع أسعار الأسهم.أكد عدد من الوسطاء والخبراء في قطاع الأسهم ل«الخليج»، أن الأداء سيكون انعكاساً للنتائج الفصلية للشركات، وأية استحواذات أو اندماجات جديدة، ودخول مستثمرين استراتيجيين، فيما سيكون النفط لاعباً مهماً في التحكم بمعنويات المستثمرين الأجانب والمحليين، مع توقع استقرار أسعار الفائدة عالمياً وتحركها بشكل هامشي. في المقابل، تحفظ آخرون على الأداء، مشيرين إلى أن الأسواق تمر بمرحلة ترقب، لنرى مدى قدرة الشركات التي تكبدت خسائر فادحة على تحقيق ما وعدت به، لا سيما ان المستثمرين دفعوا ثمناً باهظاً نتيجة أدائها المخيب للآمال، مشيرين إلى إمكانية ارتفاع جديد في أسعار الفائدة الأمريكية، ما قد يلقي بظلاله على الأسواق وخاصة القطاع المصرفي.انعكاس للنتائج الفصليةوقال كفاح محارمة، المدير التنفيذي لشركة الدار للخدمات المالية «إن الأداء سيكون انعكاساً لنتائج الشركات الفصلية، لا سيما أن التراجعات السعرية وانخفاض مستويات السيولة في الآونة الأخيرة تعني أن الأسواق تمر في حالة ترقب وانتظار، فيما الحدث الأقرب هو نتائج الربع الثاني. وأضاف: «إذا كانت هناك أرباح جيدة سنرى ارتفاعات في الأسعار، أما إذا كانت النتائج السلبية فسنشهد انخفاضات، فيما نترقب في النصف الثاني حدثا مهما يتمثل في إطلاق «إعمار العقارية» الطرح العام الأولي لوحدة الشركة للتطوير العقاري، حيث تعتزم الشركة طرح حصة قد تصل نسبتها إلى 30% من نشاطها للتطوير العقاري للاكتتاب والإدراج في سوق دبي المالي، على أن يتم توزيع الجزء الأكبر من حصيلة بيع الأسهم على مساهمي إعمار».سيولة السوقوتوقع محارمة أن يسحب «اكتتاب إعمار» جزءا مهما من سيولة السوق، مشيرا إلى أنه في حال كانت السيولة قوية وتمتلك عمقاً لن يكون أي تأثير يذكر، لكن في حال كانت السيولة ضعيفة سيؤثر هذا الاكتتاب على حركة التداولات، في وقت ستشهد قيم التداول تذبذباً كون الجزء الأكبر من السيولة مضاربية، وستواصل الانتقال من سهم لآخر حسب الأخبار والنتائج المالية.وفيما يتعلق بالعوامل الجيوسياسية، قال محارمة: «إذا بقيت على ما هي عليه الآن فلن نشهد أي تأثير على أداء الأسواق، بينما سيحدث التأثير سلباً أو إيجاباً في حال حدثت أي تطورات على ذلك، خاصة وأن الأسواق استوعبت الأوضاع القائمة، وستبقى المحفزات الداخلية أحد العوامل المهمة في رفع سيولة الأسواق، وخاصة في القطاع العقاري».نتائج فرديةوأبدى وضاح الطه، عضو المجلس الاستشاري في معهد تشارترد للأوراق المالية والاستثمار، تحفظاً بشأن مدى التفاؤل في النصف الأول قائلاً: «من المرجح ان تكون نتائج الربع الثاني للشركات فردية أكثر منها قطاعية، حيث ستتحرك الأسهم بشكل فردي، وستكون النتائج متناقضة، و لا يمكن أن نعطي صفة الأداء الجيد على مستوى قطاعي، ونتائج هذا الربع مختلفة وسيظهر هذا الاختلاف في قطاعي البنوك والعقارات».وأضاف الطه: «نمر بمرحلة ترقب.. يجب أن نرى مدى قدرة الشركات على تحقيق ما وعدت به، خاصة وأن المستثمرين دفعوا ثمناً باهظاً نتيجة أداء مخيب للآمال، حيال أرابتك ودريك آند سكيل، على أمل ان تفي إدارتهما بما وعدت به في خطة إعادة الهيكلة، ومن المبكر أيضاً أن نتنبأ بأداء الشركتين». وفيما يتعلق بتأثيرات النفط، قال الطه: «درجة التأثير تكاد تكون اختفت، لكن يجب أن نراقب حركة النفط، وقد ينزلق إلى مدى سعري آخر يربك المستثمرين أو قد يعود للارتداد، وهذه تعتمد على عوامل سوق النفط وتخفيضاتها والنفط الصخري الأمريكي»، مشيرا إلى احتمال حصول ارتفاع جديد في أسعار الفائدة الأمريكية، والتي قد تنعكس على أداء البنوك.صيف يمتاز بالحركةبدوره، توقع وليد الخطيب المحلل المالي ألا تواصل الأسواق حالة الهبوط الحالية مع بداية شهر يوليو/تموز، وخاصة ان التراجعات الماضية، خلقت فرصاً مهمة للمستثمرين، ومن المتوقع ان نرى صيفاً مهماً جداً يمتاز بالحركة. ولفت الخطيب إلى أن هنالك العديد من المحفزات التي سيشهدها السوق خلال شهر يوليو، ومن بينها النتائج المالية للربع الثاني للشركات المدرجة التي سوف تمتد من نصف الشهر حتى شهر أغسطس/آب.وأشار إلى أن أسعار النفط لن تكون عاملاً محفزاً في أداء الأسهم، مع احتمال أن تساهم في استقرار الأسواق عند تحرك الأسعار ما بين 45 و 55 دولارا للبرميل.وأوضح الخطيب أن هنالك تركيزا من شركات مهمة على أسهم معينة مثل «آبار» و«أرابتك» و«تبارك للاستثمار» و «دريك آند سكل»، مؤكدا أن هذا الأمر سيخلق فرصا حيوية في الأسواق.إياد البريقي: تجاوزنا مسألة شركات «إعادة الهيكلة»إياد البريقي، المدير التنفيذي لشركة الأنصاري للخدمات المالية قال: «من المنطق أن تتحرك أسواق المال المحلية بمنحى إيجابي خلال النصف الثاني، مع قوة ومتانة الاقتصاد الوطني وصلابة القطاع المصرفي، وكذلك استقرار أسعار النفط وتحركها في نطاق ضيق ارتفاعاً وانخفاضاً مع احتمال ارتفاعها بسبب زيادة الطلب وقلة المعروض، إلى جانب استقرار أسعار الفائدة عالميا وتحركها بشكل هامشي وارتفاعها لجزء من نقاط بسيطة جداً».وقال البريقي إن بعض القرارات التي صدرت من بعض الشركات مثل «أرابتك» و«دريك آند سكال»، قد انتهت آثارها السلبية على الأسواق في النصف الأول، وبالتالي فإن المجال يبقى مفتوحاً أكثر على نتائج وأخبار إيجابية في النصف الثاني، مما سيساهم في زيادة الثقة في الاستثمار بأسواق المال، وبالتالي تنشيط حجم السيولة والتداولات بشكل عام، بالإضافة إلى أن الأسعار لا تزال مغرية جداً مقارنة بغيرها من أسواق المنطقة والعالم، كون الإمارات تشكل بيئة خصبة وآمنة، ما يشجع على جذب سيولة واستثمارات جديدة محلية وعالمية. وأشار إلى أن حساسية الأسواق المحلية تزداد بزيادة السيولة والاستثمار الأجنبي وترتبط ارتباطاً وثيقاً في حركة الأسواق العالمية والمتغيرات التي تطرأ عليها، حيث إن التداول في أسواق المال هو نوع من الاستثمار ويتأثر بعلاقة عكسية مع أسعار الفوائد العالمية لأنه من المناسب للاستثمار واستمرار السيولة، بقاء الفوائد عند حدود متدنية.زياد الدباس: دور محوري للمستثمر الاستراتيجيقال زياد الدباس: «هناك عدة عوامل سيكون لها تأثير على حركة الطلب والعرض على أسهم الشركات المدرجة وبالتالي حركة الأسعار، العامل الأول نتائج الشركات عن فترة النصف الأول والشهور التسعة الأولى من هذا العام، حيث يساهم نمو أرباح الشركات المدرجة في ارتفاع حجم الطلب عليها وبالتالي ارتفاع سعرها السوقي». وتابع الدباس: «أية اندماجات أو استحواذات بين الشركات المدرجة أو دخول مستثمرين استراتيجيين كما حصل مع بعض الشركات المدرجة سيكون له تأثير إيجابي على الشركات في ظل توقعات أن يلعب المستثمر الاستراتيجي دورا إيجابيا وهاما في تعزيز الأرباح التشغيلية وتنويع مصادر الدخل واستغلال الاستثمار الأجنبي والمحلي المؤسسي الفرص الاستثمارية الهامة المتوفرة في الأسواق». وأشار الدباس إلى فرص استثمارية هامة لعدد من الأسهم في مختلف القطاعات قيمة، في حين أن الأرباح الاستثنائية التي ستوزعها «إعمار» من الإدراج المزمع في شهر نوفمبر/تشرين الثاني القادم ستساهم في ارتفاع سعر أسهم الشركة وقد يمتد الارتفاع إلى شركات قيادية أخرى وخاصة في قطاع العقار. ورأى زياد الدباس أن اللاعب الآخر الذي سيكون محط اهتمام المستثمرين خلال النصف الثاني، حركة أسعار النفط وتأثيراتها المعنوية على المضاربين والمستثمرين الأجانب والمحليين، مع خسارة سعر النفط 20% من قيمته خلال الفترة الماضية من هذا العام، معتبرها خسارة تاريخية مقارنة بسنوات سابقة. وبحسب الدباس، سيؤثر التراجع في أسعار النفط سلباً على إيرادات الحكومة وبالتالي نفقاتها الاستثمارية وتحركات سعر الفائدة خلال النصف الثاني بعد ارتفاعها ربع نقطة مئوية قبل فترة زمنيه قصيرة، وهذا الارتفاع سينعكس سلباً على فائدة الإقراض التي يدفعها المقترضون والمستثمرون للبنوك كما ستتأثر الأسواق المحلية بتحركات أسواق المال العالمية.وائل أبو محيسن: حركة استثنائية لبعض الأسهمرأى وائل أبو محيسن، مدير عام شركة جلوبال للأسهم والسندات، أن هناك مشاكل كثيرة قد تم حلها لشركات مثل أرابتك التي كانت قد تكبدت خسائر كبيرة، وعلى إثرها وافق مجلس إدارة الشركة على خطة إعادة هيكلة رأس المال، وإصدار أسهم جديدة، فيما أظهرت البيانات تحولها للربحية خلال الربع الأول من العام. وأضاف أبو محيسن، أن دريك آند سكل كذلك تكبدت خسائر في الربع الأول من العام الجاري، مرجحاً تحسن أداء الشركة في أسواق المال خلال النصف الثاني مع الأخبار الجديدة حيال الشركة، والمتعلقة بإعادة هيكلة رأس المال وتملك «تبارك للاستثمار» 10.4% في «دريك آند سكل». وأكد أبو محيسن أن كل هذه التطورات من شأنها الدفع للتفاؤل في النصف الثاني، والذي سيفتح شهية المستثمرين نحو الشراء في ظل انخفاض الأسعار، في وقت تبقى السيولة رهن الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة، متوقعاً أيضاً أن تكون اكتتابات جديدة إذا تحسنت قيم التداولات، مشدداً على أن السيولة متوفرة لدى المستثمرين، لكنها لا تخرج بسبب انعدام الفرص، وتبقى حركتها تتبع أخبار الأسهم في مختلف القطاعات وفي مقدمتها القطاع العقاري، ورجح تحسن أسهم شركات التأمين في الوقت الذي تتحرك السيولة على قطاع التأمين بأكمله ولا تقتصر على سهم دون آخر. وبشأن التوقيت الأكثر نمواً في حركة الأسهم والتداولات، قال أبو محيسن: «في شهر أكتوبر/ تشرين الأول بالتزامن مع ظهور النتائج الفصلية والتي ستكون محفزاً للأسهم، فيما سنرى تحركاً استثنائياً لبعض أسهم الشركات التي ستتأثر إيجاباً أو سلباً مع الأخبار».
مشاركة :