أبوظبي: «الخليج» أكد خبراء ماليون أن أسواق المال المحلية، ما زالت تعاني من ضعف السيولة، مرجحين ارتفاع معنويات المستثمرين مع بدء ظهور نتائج الربع الأول للشركات التي استهلتها بنوك قيادية وأظهرت نمواً قوياً في أرباحها، والذي من شأنه أن يحسن مؤشرات الأسواق، بالتزامن مع ارتفاع أسعار النفط.أوضح الخبراء أن عامل الخوف والحذر والترقب لا يزال يلازم المستثمرين، بالرغم من توافر فرص استثمارية واعدة، معربين عن تفاؤلهم بترقية الأسواق المحلية من قبل «ام اس سي آي» إلى مصاف الأسواق المتقدمة في 14 مايو/أيار المقبل.أفاد المحلل المالي زياد الدباس بأن الأسواق لم تتفاعل بصورة إيجابية مع العديد من الأخبار الايجابية خلال جلسات الأسبوع الماضي، وبقيت تعاني من ضعف السيولة بشكل واضح، بالرغم من انطلاق معرض سيتي سكيب العقاري، وما تضمنه من إعلان عن مشاريع عقارية ضخمة، وارتفاع عدد العارضين، إلا أن ذلك كان تأثيره محدودا على أسعار أسهم شركات العقارات وفي مقدمتها الدار العقارية والتي رفعت حصة الاجانب في رأس مال الشركة.وأكد الدباس، أن النمو القوي في أرباح بنك الإمارات دبي الوطني خلال الربع الأول ب 2.4 مليار درهم وبنمو 27%، تعتبر نسبة نمو قياسية، بينما بلغت نسبة النمو في أرباح بنك دبي الاسلامي 16% بعد تحقيقه أرباحا قيمتها 1.5 مليار درهم خلال الربع الاول من هذا العام. وقال الدباس إن الأرباح التي حققتها البنوك القيادية رفعت معنويات المستثمرين في أسهم قطاع البنوك وخاصة البنوك الكبرى، ومن المفترض أن تتحسن مؤشرات الاسواق مع ارتفاع سعر النفط، في وقت لا تزال أسهم الإدراج المزدوج موضع اهتمام نسبة هامة من المضاربين.وتطرق الدباس إلى موضوع رفض الجمعية العمومية لشركة دانة غاز تأجيل النظر في التوزيعات النقدية بعد أن أصدر القضاء الانجليزي أمراً بمنع الشركة من إعلان وتوزيع أرباح على المساهمين ونسبتها 5% أي ما يعادل خمسة فلسات للسهم.وتابع: «اللافت الخسائر الفادحة التي تعرض لها سهم ماركة مع إعلان الشركة هيكلة رأسمالها لإطفاء الخسائر مع توقعات عودة الشركة للربحية في نهاية هذا العام حسب تصريحات رئيس مجلس إدارة الشركة من حيث تعزيز أعمالها ذات الربحية والتخارج من الشركات غير المربحة».وأشار الدباس إلى أن الخسائر المتراكمة تقارب قيمة رأسمالها وبالتالي حاجتها إلى رأس مال عامل للاستثمار في أنشطة جديدة ودعم استثماراتها الحالية، وضعف السيولة بشكل كبير يوم الخميس في نهاية الاسبوع مؤشر هام على سيطرة عامل الخوف والحذر والترقب على قرارات المستثمرين بالرغم من توفر فرص استثمارية واعدة وهامة. من جهته، قال إياد البريقي، المدير التنفيذي لشركة الأنصاري للخدمات المالية: «ارتفعت الاسواق في مطلع الاسبوع تأثرا بقرارات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن مجموعة من الحوافز الاقتصادية والتسهيلات الاستثمارية أدت هذه القرارات إلى دخول سيولة وارتفاع الاسواق.وأضاف «شهد سوق العاصمة ارتفاعات ايضا تزامنا مع انطلاق فعاليات معرض سيتي سكيب وقيام شركات التطوير العقاري ببيع وحدات عقارية أدت إلى ارتفاع اسعار شركات العقارات ودخول سيولة على قطاع العقارات، وكذلك شاهدنا دخول سيولة وعمليات شراء تجميعية على قطاع البنوك في سوق أبوظبي، بدعم من نتائج البنوك». وأشار البريقي إلى أن نتائج البنوك أثبتت أداء مميزا خلال الربع الاول بنمو في معدل الارباح كبنك الإمارات دبي الوطني وبنك دبي الاسلامي، إلا أنه عادت السيولة إلى التحرك في مستويات أفقية وترقب لإعلانات باقي الشركات عن نتائج الربع الاول تزامنا مع ضغوط بيعية وجني أرباح على الاسهم التي ارتفعت، وكذلك ضغوط على بعض الشركات بسبب بعض قرارات إعادة الهيكلة، وتريث المستثمرين حتى وضوح الرؤيا وإعلان معظم الشركات عن نتائج الربع الاول.وأوضح أن السوق بشكل عام لا يزال محافظا ومستقرا فوق مستويات الدعم وما زالت الفرص مهيأة لدخول سيولة اضافية واقتناص فرص الاسعار المغرية والاستثمار في بيئة آمنة و ملائمة بالاضافة إلى تخطي أسعار النفط حاجز ال 70 دولارا في هذه الفترة.وتوقع أن تتحسن مستويات السيولة والأداء بشكل عام في ظل الحديث عن ترقية الأسواق المحلية من قبل «ام اس سي آي» إلى مصاف الاسواق المتقدمة في 14 مايو/أيار المقبل، مشيراً إلى أننا قد نرى اقتناصا لهذه الفرص قريبا، لا سيما أن الأسعار جذابة للشراء.
مشاركة :