إعداد:بنيمين زرزورتعرضت مؤشرات الأسهم العالمية لضغوط نهاية الأسبوع الماضي، أفقدت بعضها مكاسبها ودفعت البعض الآخر إلى النطاق الأحمر، وسط مؤشرات على تصحيح تمليه لهجة البنوك المركزية وتقلبات في أسواق صرف العملات.وأنهت بعض المؤشرات على خسائر هي الأكبر منذ عامين وهو ما عكسه أداء مؤشر داكس الألماني الذي تقدم قائمة الخاسرين بنسبة فاقت 3% وسط استمرار المكاسب التي تحققها العملة الأوروبية الموحدة. على ضفة الأطلسي الأخرى أحدثت نتائج شركة جنرال إلكتريك هزة في مؤشر داو جونز الذي فقد نصفاً بالمئة ما زاد من حذر المتداولين حيال قدرة نتائج الشركات على منح الأسهم ما يكفي من طاقة للصمود في وجه تصحيح أشد أو ربما تراجع منفلت في حال أظهرت قراءة الناتج الإجمالي المحلي الأمريكي للربع الثاني نمواً أقل من 2.5% المتوقعة.وكان أداء أسهم قطاع الطاقة الأمريكي الأسوأ نهاية الأسبوع حيث تخلت عن كل المكاسب التي تحققت في بدايته. ولم يفلت مؤشر داو جونز من الخسائر في حين كانت مكاسب «ستاندرد أند بورز 500» أقل من أن تذكر عند0.54% ليتصدر ناسداك قائمة الرابحين عالميا وأمريكياً بنسبة أرباح بلغت 1.19% منهياً الأسبوع عند 6387.75 نقطة.وتصدر مؤشر داكس الألماني قائمة الخاسرين عالميا وأوروبيا تحت ضغوط سياسة البنك المركزي الأوروبي والمخاوف من استمرار موجة نزوح الاستثمارات من الأسهم الأوروبية في حال بدأ البنك في تخفيف مشترياته من السندات، لينهي على خسائر بنسبة 3.10% مغلقا على 12240.06 نقطة.وفي آسيا كانت المؤشرات قادرة على الاحتفاظ بتماسكها رغم تقلبات أسواق أوروبا حيث نجح مؤشر شنجهاي في تجاوز الخسائر وتحقيق مكاسب محدودة لم تزد عن 0.48% مغلقا على 3237.98 نقطة. أما مؤشر نيكاي الياباني فقد تراجع بنسبة 0.09% مغلقا على 20099.75 نقطة.وكانت مكاسب اليورو التي تحققت يوم الخميس وهي الأعلى منذ عامين، بعد اجتماع مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، قد حرضت على موجة بيع في الأسهم الأوروبية التي استقطبت خلال السنوات الماضية الكثير من الاستثمارات في ظل برنامج التيسير الكمي.وحظيت بورصات تداول العملات باهتمام بالغ وسط استمرار مكاسب اليورو الذي بلغ مستوى جديدا هو الأعلى أمام الدولار منذ عام 2015 عندما سجل يوم الخميس 1.1677 دولار قبل أن يستقر عند 1.149 دولار. وقد تراجع مؤشر قياس الدولار أمام سلة العملات الرئيسية إلى أدنى نقطة منذ عام تحت ضغوط التخبط السياسي في واشنطن. وقال ستيف بارو رئيس قسم التخطيط الاستراتيجي في «ستاندرد بانك»: «سوف يحاول البنك المركزي الأوروبي إعادة صياغة سياسته بطريقة تحول دون تحليق اليورو رغم قناعتنا بأن البنك سيتغافل عن ارتفاع العملة الموحدة بنسبة محددة».وتزامنت مكاسب اليورو مع تراجع لافت في العائد على سندات الدول المحيطية في القارة الأوروبية وهو ما عزز القناعة بأن البنك المركزي الأوروبي مقدم على خطوة ما على صعيد وقف التحفيز المالي.وقد تحرك العائد على سندات السنوات العشر الألمانية عكس مسار أسعارها فاقداً 0.3% يوم الجمعة ليبلغ مجموع ما فقدته خلال الأسبوع 9 نقاط أساس بينما فقدت نظيراتها الإيطالية 22 نقطة. ولم تخالف سندات الخزانة الأمريكية المسار حيث فقدت فئة السنوات العشر 8 نقاط خلال الأسبوع ليستقر العائد عليها عند 2.24%.وتقلبت أسعار النفط الخام مرتفعة بداية الأسبوع وسط آمال بضبط فائض إنتاج الدول المصدرة في أوبك بعد اجتماع المراجعة الذي يعقده فنيون في المنظمة،لكن نهاية الأسبوع لم تكن سعيدة حيث تراجعت الأسعار تحت ضغوط فائض المعروض في الأسواق ليفقد برميل برنت 1.2% على مدار الأيام الخمسة مستقرا عند 48.32 دولار بعد أن تجاوز حاجز الخمسين دولارا في بداية الأسبوع.واستفاد الذهب من تراجع الدولار أمام سلة العملات الرئيسية ليضيف إلى مكاسبه 25 دولارا على مدار الأسبوع منها 8 دولارات يوم الجمعة حيث أنهت الأونصة الأسبوع على 1253 دولارا.وتترقب الأسواق نتائج الشركات ومؤشرات من البيت الأبيض حول ما إذا كانت الإدارة الجديدة سوف تتمكن من كسر الجمود فيما يتعلق بتنفيذ أجندتها الاقتصادية ما قد يضاف إلى موسم أرباح جيد متوقع يمنح المؤشرات فرصة للاحتفاظ بمسارها الصعودي رغم هزة الأسبوع الماضي.
مشاركة :