الصلهبي يرفد المكتبة بمختارات «هكذا يموت العالم» لإليوت

  • 7/23/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

صدر حديثًا عن الدار العربية للعلوم ناشرون بالتعاون مع نادي جازان الأدبي «هكذا يموت العالم» للشاعر والمترجم حسن الصلهبي, والذي يتضمَّن مختارات جديدة من قصائد ت. س. إليوت, هذا الشاعر الأميركي الذي أحدث ثورة كبيرة في حركة الحداثة الشعرية على مستوى العالم. والجدير بالذكر أن هذا الكتاب هو الرابع ضمن سلسلة الكتب المترجمة التي نشرها المؤلف مؤخرًا مثل «كيف سقط قوس قزح على قلبي» و «جسدها والبياض» و «صوت الماء» الصادر عن مجلة الفيصل. ويحوي الكتاب الذي يقع في 152 صفحة من القطع المتوسطة على مقدمة موجزة لحياة إليوت وبعض اللمحات النقدية التي كُتبت عن شعره, تتبعها سلسلة من أشهر قصائده كأغنية العاشق جي ألفريد بروفروك, مارينا, ما قاله الرعد, الفتاة الباكية, الخاوون, العيون الغارقة في الدموع, والكثير من القصائد التي «كانت تمثل طفرة شعرية لم يسبق لها مثيل حينها حيث رسمت ملامح إنسان ذلك العصر، وما شابه من قلق وتشظٍ بسبب التغيرات والثورات التي اكتسحت العالم وقتها» كما يؤرخ المؤلف لذلك. كما يحتوي الكتاب على الكثير من الهوامش النقدية والتاريخية التي تعزز الخلفيات الثقافية والموروث الديني للحضارات السابقة والفلسفات العالمية التي كان إليوت يستقي منها إدراكه الوجودي ويبلورها في قصائده. ويشير الصلهبي في مقدمته التعريفية إلى أن هذا الكتاب «يُظهر بشكل جلي مفارقات الذات المتشظية في حياة الإنسان المعاصر حيث تعمق إليوت في رسم معالم عصره وقد سادها الخراب المادي والمعنوي في الفترة ما بين الحربين العالميتين وأسهب بإبداعه المألوف في تقصي أبعاد هذه المفارقات». إن ما يميّز هذا الكتاب هو أن المترجم شاعرٌ أيضاً، يتوغَّل في تخوم إليوت وعوالمه ويخرج بعد ذلك بترجمة شعرية في أغلبها تقتفي أثر الشعر من خلال تلمس الإحساس الذي لا يرتهن للمعنى، ولكنه يستقر في الروح متمرداً على كل الأطر. وهو بذلك يضيف إلى الكتاب بُعدًا أدبياً مختلفاً تتوطّن به القصائد في لغتها الجديدة وتتوهج بروح الشعر الذي لا يمكن القبض عليه بسهولة. إن هذا الكتاب -كما يقول حسن الصلهبي-: هو دعوة جديدة لإعادة قراءة هذا الشاعر العظيم «إليوت» في ظل الثورات المتلاحقة والتغيرات الجذرية في تركيبة الإنسان وعلاقة العالم ببعضه في الحقبة التي نعيش فيها، فالشعر العظيم متصل بالماضي - كما يقول هو- وممتد في أعماق المستقبل وذلك عائد للهم الإنساني الكبير الذي يفوح من خلجاته.

مشاركة :