قبل أن أبدأ مقالي أود أن أهنئكم بشهر رمضان ، بارك الله لكم في أيامه ولياليه ، وتقبل منكم صيامه وقيامه ، وأعاده عليكم وعلى كل مسلم وأنتم تنعمون بالصحة والعافية .. فهانحن نستقبل في رمضان ثلاثين عيدا من أعياد القلب والروح ، تفيض أيامها بالسرور وتشرق لياليها بالنور ، بعد أحد عشر شهرا تشابهت أيامها ولياليها وطفحت أحداثها بمآسيها . رفقا بالقوارير يا أنجشة قالها صلى الله عليه وسلم لصحابي أسود اسمه أنجشة حينما كان ينشد وهم في سفر ومعهم مجموعة من النساء ، خوفا عليهن من أن يُفتنّ بصوت هذا الصحابي ، فإذا كان الرسول لم يأمن على النساء من الصوت الجميل فكيف بحالهن اليوم مع من يجمعون بين جمال الصوت وجمال الشكل ممن نراهم يتلاعبون بمشاعر النساء ويثيرون غرائزهن بالكلمة واللحن والحركة ؟! خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتفقد أحوال المسلمين بالليل ، فسمع امرأة غاب عنها زوجها تنشد قائلة : هل من سبيل إلى خمر فأشربها *** أم من سبيل إلى نصر بن حجاج فأجاب في نفسه قائلا : أما وعمر حي فلا ، فلما أصبح بعث إلى نصر بن حجاج فجيئ به ، فإذا به رجل جميل له شعر طويل ، فأمر بحلق شعره ، فحُلق ، فأصبح أجمل من ذي قبل ! فأمر به وأُلبس عمامة ، فصار أجمل ! فأمر بإخراجه من المدينة فأُخرج منها . لا أكاد أقلب قنوات التلفاز إلا وأجد الكثير من أحفاد نصر بن حجاج يتفننون في تجميل أشكالهم وتحسين مظاهرهم لنيل إعجاب من ينظر إليهم ، ومع الأسف فقد انتقل هذا الداء إلى من نظنهم صالحين من دعاة ومذيعين ومنشدين وعبر قنوات تدّعي الاستقامة ، وتزعم الحرص على نشر الفضيلة ، حتى صار نصر بن حجاج في كل بيت ! هي دعوة لكل غيور رجل ولكل غيور أنثى ، ولكل حريص وحريصة ، ولكل مسؤول ومسؤولة إلى أن يرحل نصر بن حجاج .. إما بحلق شعره أو بتعميمه أو بإخراجه ، والسعيد من وعظ بغيره . رابط الخبر بصحيفة الوئام: رفقا بالقوارير ..
مشاركة :