مارديني تعود الى بودابست بنظرة مغايرة بعد تجربة اللجوء المضنية

  • 7/23/2017
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

بودابست (أ ف ب) - بعد عامين على "زيارة" أولى الى بودابست كلاجئة منهكة تبحث عن مستقبل أفضل، عادت يسرى مارديني الى العاصمة المجرية للمشاركة في بطولة العالم للسباحة، بنظرة مغايرة الى المدينة التي اختبرت فيها معاناة اللجوء هربا من النزاع السوري. بعد أشهر على مشاركتها في أولمبياد ريو 2016 ضمن أول فريق للاجئين يشارك في دورة عالمية تحت الراية الأولمبية، تعود السباحة الشابة (19 عاما) الى الحوض ضمن بطولة العالم للسباحة، دون ان تفارقها الذكريات المؤلمة لمحطتها الاولى في بودابست: من مشقات خوض عباب البحر في قارب على وشك الغرق، والنوم في محطات القطار، والخوف من مستقبل مجهول بعد إقفال الحدود في وجهها. وقالت مارديني بعد مشاركتها السبت في تصفيات سباق 100 م فراشة ضمن بطولة العالم المقامة في العاصمة المجرية حتى 30 تموز/يوليو، "وعدت نفسي بأن أعود الى بودابست بطريقة مختلفة". وبرز اسم مارديني المقيمة حاليا في برلين، بعد رحلتها المضنية - كما عشرات الآلاف من مواطنيها - لمحاولة بلوغ الشواطىء اليونانية عام 2015، هربا من النزاع الذي يدور في بلادها منذ 2011. وبعد عام على نجاتها من "قارب الموت"، شاركت مارديني في دورة الالعاب الاولمبية الصيفية 2016 في ريو دي جانيرو البرازيلية، وفازت في سباق التصفيات الذي شاركت فيه ضمن منافسات السباحة، كعضو في أول فريق لاجئين يشارك في الأولمبياد. وخلال رحلتها من سوريا الى الشواطىء اليونانية، أفادت مارديني من مهارتها في السباحة للمساعدة في دفع قارب صغير يعاني من التسرب، وعلى متنه 16 شخصا، لبلوغ شاطىء الامان اليوناني. وقالت مارديني "شقيقتي (سارة) قفزت الى المياه في بادىء الأمر، ثم تبعتها أنا (برفقة شابين آخرين). وضع كل منا يدا على القارب، وبدأنا بالسباحة لندفعه الى الشاطىء". بعد السباحة لأكثر من ثلاث ساعات، وصل القارب الى شاطىء جزيرة ليسبوس اليونانية، ومنها انتقل اللاجئون عن طريق البر شمالا، وصولا الى بودابست حيث علقوا لمدة أسبوع. - "أمر مروع" - في منتصف 2015، تحولت المجر الى محطة صعبة بالنسبة الى اللاجئين الذين قاسوا الأمرين لعبور البحر والسير لأيام بلياليها، بعدما منعت السلطات بشكل موقت عبورهم الى ألمانيا والنمسا المجاورتين، ما جعل من محطات القطار في بودابست مخيمات للاجئين بحكم الأمر الواقع، وعدم قدرتهم على الانتقال الى أي مكان آخر. اضطرت مارديني الى "النوم على الأرض، في محطات القطار"، كحال الآلاف على الأقل من مواطنيها، "كان الأمر مروعا فعلا". وما زاد الطين بلة اتخاذ رئيس الوزراء المجري المناهض للهجرة فيكتور أوربان، قرارا في حينه ببناء سياج على طول الحدود الجنوبية للبلاد، للحد من تدفق اللاجئين اليها تمهيدا للانتقال نحو دول أوروبية أخرى واقعة الى الشمال. وقالت السباحة "اعتقدت في حينها ان الناس كانوا فظين فعلا". أضافت "مدربي كان خائفا عندما قلت له انني عائدة (الى بودابست) مجددا، لكن الآن الأمر مختلف تماما، لذا تغيرت نظرتي حيال شعب المجر، الأمر فعلا رائع هذا الأسبوع". وأشارت الى "تفهمي الكامل للناس ومخاوفهم، لو كنت مكانهم لكانت مخاوفي هي نفسها، لكن المشكلة ان الناس لا يحاولون الانفتاح حتى (...) أنا لا أقول ان اللاجئين هم رائعون وملائكة 100 بالمئة. في كل بلدان العالم ثمة أشخاص جيدون وأشخاص سيئون، وهذا ما نحن عليه أيضا". واعتبرت مارديني ان مشاركتها في أولمبياد ريو كانت "حلما تحقق"، مشيرة الى انها "متحمسة وسعيدة" للمشاركة في بطولة كبرى ثانية. ومن المقرر ان تخوض مارديني في بطولة العالم أيضا في منافسات 200 م سباحة حرة. أما عن حياتها في برلين، فأشارت الى انها تركز على السباحة وتعلم اللغة الالمانية، آملة في ان تحقق حلما جديدا: السباحة لأجل سوريا. وأوضحت "سأنتظر لأرى ما سيحدث. بالطبع لن أنسى أبدا ما قدمته ألمانيا إلي، لذا آمل في ان أتمكن من تمثيل البلدين بطريقة جيدة". وتعتزم مارديني الشروع في تأليف كتاب عن مسيرتها بعد بطولة العالم، علما بان فيلما عن حياتها هو في طور الاعداد حاليا. © 2017 AFP

مشاركة :