رغم طرد مقاتلي داعش من سرت الليبية قبل نحو 7 أشهر، إلا أن الأخيرة لا تزال تعاني حتى الآن من تبعات تحصن متطرفي التنظيم الإرهابي فيها على مدار شهور طويلة، غير أن الفاجعة التي تعيشها المدينة الساحلية هذه المرة تتعلق بجثامين العناصر المتطرفة التي قتلت فيها. وحسب تقرير مشترك لوكالة رويترز وقناة فرانس 24، لا تزال مئات الجثث لمتطرفين قاتلوا في صفوف تنظيم داعش في مدينة سرت الليبية تنتظر في مبردات بمدينة مصراتة المجاورة. المثير أن عودة تلك الجثث إلى بلادها مرهونة بمفاوضات تجريها السلطات الليبية مع حكومات تلك البلدان والتي تتعامل مع الموضوع بحساسية شديدة، وفق التقرير. ونقل التقرير عن مسؤولين محليين أن السماح بشحن تلك الجثث إلى أوطانها مثل تونس والسودان ومصر، إنما يمثل أمرا ذا حساسية لحكومات تلك الدول التي تتحفظ بشأن الاعتراف بعدد مواطنيها الذين غادروها للانضمام إلى المتشددين في العراق وسوريا وليبيا، ومن ثم ترفض استلام الجثامين. وتحدث عضو في وحدة معنية بمكافحة الجريمة المنظمة في مصراتة، وبالتعامل مع تلك الجثث، لرويترز مرتديا قناعا يخفي هويته لمخاوف أمنية قائلا، “قام فريق إدارة الجثث بإدارة الجريمة المنظمة فرع الوسطى بانتشال مئات الجثث خلال عملية البنيان المرصوص. المهمة الرئيسة تكمن في حفظ الجثث، توثيقها، تصويرها، تحريز ما فيها من مفرزات، أخذ عينة الحمض النووي”. وأضاف: “بالنسبة للصعوبات كانت أغلبها صعوبات مادية، بغض النظر عن الصعوبات الفنية. الصعوبات الفنية تجاوزناها بالتعاون مع جهة الاختصاص، أما الصعوبات المادية فالتوفير في صيانة الثلاجات كانت مرهقة جدا للإدارة”. وتابع: “أما الجنسيات فكانت مختلفة: إفريقية عربية سواء منها تونسية مصرية سودانية، من المغرب العربي، جنسيات أجنبية”. وقالت وحدة مكافحة الجريمة المنظمة في مصراتة إنها بانتظار قرار من النائب العام الذي لا يزال يخوض محادثات مع حكومات أجنبية بشأن إعادة الجثث.
مشاركة :