حين تكون هذه العبارة حكمة مؤسس مدارس، فأي جيل طاهر محب سيتخرج منها...؟!نعم، فقد كان العلامة السيد أحمد شوقي الأمين منذ عودته إلى الجنوب اللبناني بعد مسيرة طويلة في طلب العلم قد دأب على نشر المحبة وعدم التفرقة بين مذهب ومذهب او لون او ديانة...! وقد أسس مدارسه لتضم أحفاده من مسلمين ومسيحيين طلابا وأساتذة واداريين، حتى أحبه كل من في المنطقة واندفع نحو مدارسه الجنوبيون الفقراء قبل الأغنياء، بخلاف المدارس الخاصة الأخرى التي كانت ولم تزل حكرا على أصحاب المال والسلطة.ذاع صيت «مدارس الأمين» وانتشر على امتداد الجنوب ثم لبنان بأكمله بعد معاناة ومثابرة من القيمين على هذه المدارس الذين لم يبخلوا بالعطاء من دون مقابل في فترة ما وكان للاحتلال الاسرائيلي وتنكيله بمؤسسي هذا الصرح أثر يتجلى في الإصرار على الاستمرار رغم الاعتقال والتنكيل! وها نحن بالأمس كنا في وداع المؤسس للحب والسلام بين اللبنانيين صاحب الكلمة الحق القاضي بالمساواة مهما اعترضت الظروف ومهما عظمت الحواجز...لقد طوى العلامة السيد أحمد شوقي الأمين ما يناهز الخامسة والثمانين من عمر أمضاه في العطاء وتقريب الأطياف والأراء، عبر منتديات الشعر وسهرات«العلية» التي كان من مؤسسيها والتي لم تزل بمثابة مساحة للناس جميعا شعراء ومثقفين للتعبير عن اختلاجاتهم شعرا ونثرا وخطابا فصارت «العلية» منارة جنوب لبنان ومنبرا حرا تشد اليها كل من احب أن يدلي بدلوه الادبي دون حاجة لوسطاء.بالأمس القريب لم نشيع السيد الأمين وحده... كأن جنازته كانت تحتوي كل عمائم الدوحة الأمينية التي نثرت شذاها في أرجاء لبنان والعالم قوافي عذبة وسطورا مفعمة بالإحساس والعاطفة وحب الناس. إن أهم ما في الإنسان هو الإنسان فلا لون يفرقنا ولا أديان، ومحبة الناس هي الأساس. هذا ما تعلمناه من مدارسك فإن غاب جسدك ما زال خطك شمسا تنير دروبنا وما زالت تعاليمك تقودنا الى المحبة والسلام والانسانية، فارقد بسلام ونم مطمئنا على أجيال زرعت فيها الحب ونزعت منها التباغض والتفرقة. نم بسلام فقد علمنا أولادنا أن يعلموا أولادهم ما تعلمناه منك وأسقيناهم مما شربناه من ينبوع عطائك وتفانيك.إلى معلمي الأول سماحة حجة الاسلام السيد أحمد شوقي الأمين.
مشاركة :