على الرغم من كونها أقرب إلى الموقف القطري.. تُحاول أنقرة القيام بدور الوسيط في الأزمة.. من خلال جولة خليجية بدأها الرئيس رجب طيب أردوغان بالمملكة والكويت أمس، ويختتمها اليوم بالدوحة. ولكون الدبلوماسية التركية - ذات المواقف المتغيرة تجاه الأزمة -.. لكونها ليست بذات الثقل لنظيرتها الأمريكية أو البريطانية أو الفرنسية أو الألمانية، فليس من المنتظر أن تلقى مساعي أنقرة لحل الأزمة رداً مُغايراً لما تلقته واشنطن ولندن وباريس وبرلين، إذ لم تلُح في الأفق بوادر لنجاح جهود تركيا تقود لانفراج الأزمة دون التزام الدوحة بمطالب «الرباعية العربية». مسؤولية أكبر الرئيس التركي أكد أن المملكة يقع على عاتقها أكبر قدر من المسؤولية فيما يخص حل أزمة قطر، وقال في تصريحات بمطار أتاتورك إسطنبول، قُبيل بدء جولته الخليجية: تقع على عاتق المملكة مسؤولية أكبر من بقية الدول من أجل حل أزمة الخليج، مضيفاً أن العالم الاسلامي بحاجة إلى تعاون وتضامن وليس إلى انقسامات جديدة. علاقة استراتيجية ومضى أردوغان في القول: المحطة الأولى لزيارتنا هي السعودية التي تحولت علاقتنا معها إلى علاقة استراتيجية في كل المجالات، وسأبحث مع الجانب السعودي قضايا، بينها الملف السوري، ونحن عازمون على مواصلة تعزيز العلاقات مع المملكة. في الكويت وقطر وفي الكويت التقى أمير الكويت الرئيس التركي ضمن سعيه إلى عرض وساطته في الأزمة، رغم اعتباره أقرب إلى قطر. ويزور أردوغان اليوم الاثنين قطر حيث يلتقي أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في سياق الجهود الدبلوماسية التي تشهدها المنطقة لمعالجة الأزمة. مساعي الاتحاد الأوروبي وبالتزامن مع المساعي التركية، دخل الاتحاد الأوروبي على خط حل الأزمة.. حيث دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني من الكويت إلى عقد مباحثات مباشرة سريعاً لحل الأزمة، معربة عن دعمها لجهود الوساطة الكويتية. وطالبت موغيريني إثر لقائها أمير الكويت، كافة الأطراف للدخول في مفاوضات للاتفاق على مبادئ واضحة وخريطة طريق لحل سريع للأزمة، وأبدت استعداد الاتحاد الأوروبي لدعم عملية المفاوضات والمساعدة في تطبيق خطة لحل الأزمة، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب. الالتزام على صعيد متصل قال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن الأمير خالد بن فيصل بن تركي آل سعود إن إنهاء الأزمة مع قطر يرتهن بتنفيذها لمطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب. وأوضح سموه أن الالتزام بما وقعت الدوحة عليه وتنفيذ ما طُلب منها هو ما يُنهي الأزمة. مطالب لا تمس سيادة قطر وبيَّن سموه أن قائمة مطالب «الرباعية العربية» تترجم الاتفاقين الموقع عليهما أمير قطر في 2013 و2014 بالرياض، مؤكداً أن تلك المطالب واضحة ولا تمس سيادة قطر، وفي مقدمتها وقف دعم وتمويل الإرهاب. دلائل دعم الدوحة للإرهاب وأوضح سموه أن ثمة دلائل كثيرة على الإرهاب المدعوم من قطر، فضلاً عن تدخلها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، مشيراً إلى أن التسجيلات أثبتت تآمر الدوحة على المملكة. التواجد العسكري التركي وفيما يتعلق بالتواجد العسكري التركي في قطر مع بدء الأزمة، قال سموه إنه لا يوجد أي تهديد من دول الجوار لقطر والخيار العسكري في هذه الأزمة غير مطروح للنقاش، مبدياً اعتقاده بأن القاعدة التركية موجودة لهدف داخلي، «ربما لحفظ الأمن هناك على ما يبدو». قناة الجزيرة الإعلام القطري.. وعلى مدى سنوات.. كان النافذة الوحيدة.. والصوت الوحيد لعدد من التنظيمات الإرهابية.. بينهم تنظيم « القاعدة» ... فكان ظهور أسامة بن لادن إلى العلن بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر عبر نافذة حصرية هي قناة الجزيرة القطرية، ليمتد النهج طوال سنوات وتكون تصريحات بن لادن المتلفزة ورسائله لأنصاره لا تبث إلا عبر الدوحة!! القوة الناعمة للإرهاب ويُمكن القول بأن هذا النهج شكل قوة «ناعمة « للإرهاب.. بـ « تغليف» ما يتم اقترافه من جرائم إرهابية بمسميات خادعة، بهدف تغيير الصورة الذهنية لدى المتلقي العربي لمصطلح الإرهاب أو على الأقل تشويشها!!.. في محاولة لإعلام الدوحة لتجميل تلك الجرائم وربطها بتفسيرات مغلوطة للدين!!. ترويج حصري وفي جانب آخر يجيء ظهور زعيم جبهة النصرة في سوريا عبر شاشات الإعلام القطري.. ما يؤكد استمرار قناة الجزيرة بالترويج الحصري للتنظيمات الإرهابية. خطاب العنف كما استغل الإعلام القطري.. الشعارات كثيرا في ترويج خطاب العنف، وكان من أبرز آثار هذا الموقف الخادع أن انحاز هذا الإعلام إلى الإرهاب بدعوى الحياد، لكن من وجهة نظر كثيرين فإنه لا توجد منطقة فاصلة بين الموقفين، فإما أن ينحاز الإعلام القطري إلى الإرهابي أو إلى الضحية.
مشاركة :