القوة الناعمة لمكافحة الإرهاب - عبدالله مغرم

  • 9/28/2014
  • 00:00
  • 27
  • 0
  • 0
news-picture

قبل بضعة أشهر وأثناء تواجدي في المملكة المتحدة في دورة لغة إنجليزية. طلب منا إعداد عروض مرئية حول موضوع ما نقوم باختياره. فكرة في موضوع يتلاءم مع التنوع الثقافي المتواجد في الفصل إذ إن الطلاب في القاعة كانوا من ثقافات متنوعة من الشرق الأقصى وحتى أمريكا الجنوبية وبينهما العديد من الثقافات المتنوعة التي قد لا يسلط إعلامها على كثير مما يحدث في الشرق الأوسط. اخترت موضوعا كثيرا ما يحدث لغط حوله ربما عن قصد وهو الربط بين الإسلام والإرهاب فاخترت الحديث حول هل المسلمون إرهابيون؟ قمت بالتحضير الجيد للموضوع واختيار الصور والأمثلة المعبرة مستحضراً نماذج لجماعات إرهابية مختلفة، وما أن انتيهت من الحديث إلا وتفاجأ الكثير من الحاضرين من غير العرب بحدوث عمليات إرهابية في المملكة في وقت سابق واقتصار الصورة الذهنية لديهم على أحداث 11 سبتمبر، وهذا ما يعطي إشارة واضحة على أهمية تعريف الآخر بما عانيناه من إرهاب وعدم ربطه بالإسلام وخطر الإرهاب على العالم واستقراره. أدوات مكافحة الإرهاب عديدة ولعل آخرها استخدام القوة العسكرية – الصلبة – التي يستخدمها العالم اليوم ضد داعش إذ إن العالم وصل إلى قناعة متأخرة بخطره، وفي المقابل لا بد من تطوير أدوات مكافحة الإرهاب الأكثر تأثيراً والتعريف بخطره علينا وعلى العالم الإسلامي والعالم وربما من أهم الأدوات التي يجب استخدامها هي القوة الناعمة والتي تأخذ الإعلام والإنترنت كمكونات رئيسة وأسرع تأثيراً ونفوذاً إذ إن الإرهابيين وبحسب بعض مراكز الفكر في الغرب تشير إلى استخدامهم للقوة الناعمة وتحديداً الإنترنت من خلال شبكات التواصل الاجتماعي والذي بات ملحوظاً وبشكل كبير لمحاولة التجنيد والحصول على مصادر للتمويل ولتبرير ممارساتهم، وعلى أثر ذلك لا بد من إعداد إستراتيجية وطنية للقوة الناعمة كمرحلة أولى تأخذ بعين الاعتبار الإعلام كجانب مهم داخلياً على مستوى الإعلام المرئي والمسموع والمطبوع بحيث يتم تحديد الشرائح المستهدفة وطرق التأثير الأكثر ملاءمة لكل شريحة، وفي نفس الوقت تعزيز الحضور المضاد للإرهاب عبر شبكات التواصل الاجتماعي والإنترنت عموماً لتعريف العالم الإسلامي بخطورة تجنيد مثل هذه المنظمات للشباب وأثر الإرهاب على المسلمين والعالم. ومن ناحية أخرى تعريف العالم بجهود المملكة في مكافحة الإرهاب وخطر الإرهاب المحدق، ويتطلب لتحقيق ذلك تعزيز ذراع الإعلام السعودي الخارجية للتواصل مع وسائل الإعلام العالمية وتعزيز تمويل الملحقيات الثقافية لتنظيم فعاليات نوعية تستهدف التعريف بالمملكة وجهودها المتنوعة وأبرز إنجازاتها على المستوى الوطني وكذلك على المستوى الدولي فضلا عن تنظيم فعاليات ذات علاقة بتعريف العالم بجهود المملكة في مكافحة الإرهاب بالاستفادة من أبنائنا المبتعثين المتواجدين في الخارج واستقطاب نخبة من وسائل الإعلام العالمية لتغطية مثل هذه الفعاليات، كل تلك الجهود مجتمعة ستساهم حتماً في توضيح الصورة الحقيقية عن الإسلام التي يشوهها الإرهابيون وفي نفس الوقت تقلل من قدرة الجماعات الإرهابية على تجنيد الشباب وتمدد الإرهاب وهذا واجبنا جميعاً.

مشاركة :