تأصل شرب حليب الإبل مع الإفطار خلال شهر رمضان بين أهالي الخرمة منذ القدم، للفوائد الغنية التي يحتويها، إذ يتوارث أبناء المحافظة هذه العادة من آبائهم وأجدادهم. وأوضح محمد محسن السبيعي، أن شرب حليب الإبل مع الإفطار خلال شهر رمضان عادة متأصلة منذ القدم في محافظة الخرمة، لافتا إلى أنهم يحرصون على تواجد الحليب على موائدهم للفوائد الغذائية التي يحتويها، مؤكدا أنه لا يوجد منزل في المحافظة بدون حليب النوق، سواء كان في الحاضرة أو البادية. من جانبه، أكد شجاع منير السبيعي أن حليب الإبل يظهر بكثرة في موائد الخرمة الرمضانية، ملمحا إلى أن ملاك الماشية يحرصون على توزيع الحليب للعوائل التي ليس لديها نياق، خصوصا أن فترة التوزيع تبدأ من بعد العصر إلى قبيل المغرب. وذكر السبيعي أن حليب الإبل لا يقل جودة عن حليب الأغنام والأبقار، بل به من العناصر الغذائية ما يسد رمق الجائع، لافتا إلى الآباء والأجداد كانوا يرددون بأن حيلب الإبل يدخل ولا يُدخل عليه. «أي أنه يغني عن غيره من الأغذية التي لا حاجة لها بعد تناوله». بينما، أفاد محمد حباب البقمي أن حليب الإبل يتسيد السفرة الرمضانية على موائد الإفطار لأهالي تربة، لافتا إلى أنه يتناوله الكبير والصغير. وأوضح ذعار نايف السبيعي (أحد تجار الإبل) أن حليب الإبل أبيض اللون، ويتباين مذاقه من الحلو إلى الحاد والمالح حسب عمر الناقة ومرحلة الإنتاج ونوع العلف وطبيعة ماء الشرب، مبينا أن «الحليب الساخن» هو الذي يحلب مباشرة من ضرع الناقة، إذ ترتفع فوقه الرغوة، لافتا إلى أن الحليب يشرب ساخنا أو باردا. بدوره، أوضح الدكتور محمود النجار (طبيب الباطنية بأحد مستشفيات محافظة الطائف) فوائد حليب الإبل أنه يحتوي على كامل العناصر الغذائية اللازمة لاحتياجات الجسم، مضيفا أن التحاليل أثبتت أن نسبة الماء في ألبان الإبل تبلغ 89.6 في المائة وهي أعلى نسبة ماء في الألبان على الإطلاق ويرجع ذلك إلى هرمون البرولاكتين. ونصح بعدم شرب حليب الإبل مباشرة إلا بعد تعقيمه تفاديا للإصابة ببعض الأمراض والتي عادة ما تكون في ضرع الناقة.
مشاركة :