إن طائفة من أكثر القراصنة فتكا صارت معلومة وصار أولئك الذين يلبسون طاقيّات الإخفاء معلومين بل ربما سيأتي يوم ويمتلكون شهرة نجوم الفن والمشاهير.العرب طاهر علوان [نُشر في 2017/07/25، العدد: 10702، ص(18)] هم كائنات أشبه بتلك التي تقدّمها لنا أفلام الخيال العلمي، وهم أيضا قد يندمجون في نظر البعض بالروبوت الذي يؤدي عملا آليا من خلال برمجة رقمية متطورة. هم أولئك القراصنة أو الهاكرز الذين نتخيل أنهم يختبئون في غرف رطبة وموحشة أو يستوطنون أقبية أو عمارات ومباني مهجورة، وهم أقرب إلى الأشباح منهم إلى الشخصيات الحقيقية، وفي نظر البعض هم أقرب إلى “الجن” في قدرتهم المتفوقة على تجاوز الحدود، فمهامهم عابرة للقارات واللغات ولا مانع يمنعهم عن أداء المهام التي يضطلعون بها. بالأمس وخلال لقاء زعيمي القوتين العظيمتين: روسيا وأميركا خلال قمة G20 تحدّثا باستفاضة عن الأمن الإلكتروني بما يجرّه من حديث حول القرصنة وسلوك القراصنة، وأبدى الزعيمان اهتمامهما بالتعاون المشترك في ميدان الأمن السبراني ومكافحة القراصنة الذين يستهدفون الأمن الإلكتروني العالمي. في المقابل تشكّك الكثير من المراقبين في صدقية الزعيمين بصدد هذه القضية الإشكالية بالذات، فكلاهما يمتلك تحت إمرته أجهزة وأذرعا ضاربة لتوفير الأمن الإلكتروني من جهة وتجهيز القراصنة لهجمات مباغتة ضد الخصوم لا سيما وأن ما يربط البلدين هو ما صنعه الحدّاد. ومع تصاعد القلق العالمي المتنامي من موجات قرصنة وابتزاز قد تقع في أي لحظة على مستوى العالم فإن طائفة من أكثر القراصنة فتكا صارت معلومة وصار أولئك الذين يلبسون طاقيّات الإخفاء معلومين بل ربما سيأتي يوم ويمتلكون شهرة نجوم الفن والمشاهير مع أن التشريعات في أغلب دول العالم تعدّهم خارجين على القانون بينما لا يتورّع الزعيم الروسي بوتين عن توصيفهم بأنّهم ثروة وطنية عندما التقى ثلّة منهم قبل مدّة معلنا أنهم فتية متطوعون أخذتهم الحميّة على بلدهم وغلبت عليهم وطنيتهم فتصدوا رقميّا للأعداء، هكذا بكل بساطة يجري تزويق صورة القراصنة الرقميين حتى يقتربوا من تخوم الأبطال الوطنيين. أولئك القراصنة المموّهون لا يُعرف متى يضربون وأين ستكون الضربة المقبلة لا سيما وأن ضرباتهم موجعة عندما تتم باحتراف عال مستهدفة مواقع معلومات وخوادم رقمية ومنصات اتصال رقمي وقواعد بيانات، ولهذا فإن أجهزة تعقّب وإنذار تشتغل على مدار الساعة تحسّبا لهجمات الهاكرز التي لا ترحم. يتحدث موقع تيك كرانتش الشهير عن الظاهرة باستفاضة ويمضي بنا بعيدا باتجاه انغماس الفتية والمراهقين في الظاهرة فإدمانهم الألعاب الإلكترونية سوف يدفعهم إلى الحصول عليها بشتى الطرق لا سيما وأنها تباع بأسعار ليست بسيطة، مما يدفع بعض أولئك الفتية إلى القيام بعمليات قرصنة للحصول على كلمات المرور وما إلى ذلك بما يسّهل عملية تحميلها. وإذا كنا قد تحدّثنا في البداية عن الهاكرز المجهولين ذوي القبعات السود أو الأقنعة فإن الملفت للنظر أن يتحدث الموقع المذكور عن ثلّة من الهاكرز بأسمائهم وبالمهام التي قاموا بها لنكتشف أنهم فِرق متخصصة، كلّ منها مختص بنوع محدد من أعمال القرصنة الرقمية، وأنهم يتواصلون في ما بينهم بطرق خفيّة، ويتجاوزون الطرق العشوائية في قصف المواقع والمنصات الرقمية وقواعد البيانات إلى عمليات نوعية ذات ضرر من جهة وذات دلالة مفادها أن قراصنة الميديا من حولنا ليسوا أشباحا ولا كائنات خرافية بل مجموعات أكثر تنظيما مما نتصور. كاتب عراقيطاهر علوان
مشاركة :