قتل ثمانية مدنيين نصفهم أطفال، جراء غارة نفذتها طائرات حربية لم يتضح إذا كانت سورية أم روسية ليلاً على الغوطة الشرقية معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، في أول حصيلة قتلى منذ سريان هدنة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصدر طبي أمس. وأفاد المرصد بأن طائرة حربية نفّذت غارة بثمانية صواريخ استهدفت وسط مدينة عربين في الغوطة الشرقية في ريف دمشق. ولم يتمكن المرصد من تحديد إذا كانت الطائرات التي نفذتها سورية أم روسية. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، إنّ الغارة تسببت في مقتل ثمانية مدنيين بينهم أربعة أطفال على الأقل وامرأة، مشيراً إلى إصابة ثلاثين شخصاً آخرين بينهم أطفال بجروح، عدد منهم في حالة حرجة. وأكد مصدر طبي في مستشفى ميداني نقل إليه الضحايا والجرحى حصيلة القتلى ذاتها. وتظهر صور التقطها مصور وكالة الصحافة الفرنسية داخل المستشفى، جثث أطفال ملفوفة بقماش أبيض وممددة على الأرض، اثنان منها لطفلتين رضيعتين. وفي صورة أخرى يعمل أطباء وممرضون على إسعاف طفل يصرخ وهو ممدد على السرير، فيما يجلس ثلاثة أطفال على سرير آخر، تغطي الدماء وجه أحدهم فيما يبكي الثاني ويظهر الآخر في حالة صدمة. وقالت امرأة وهي تبكي قرب ثلاث جثث مكفنة: «جاءت أختي لزيارتنا مع ابنها وابنتها وقتلوا جميعهم». في الحي السكني الذي استهدفته الغارة، شاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية مدنيين وعمال إغاثة يعملون على رفع الركام. وقال الفتى محمد «13 عاماً» وهو يساعد في رفع الركام: «كنا نائمين في المنزل قبل أن تأتي طيارة وترمي صاروخاً، كنت مع أمي وأختي سمعنا انفجاراً قوياً ثم نزلنا إلى القبو». وروى أبو بشار وهو في الثلاثينات وأب لأربعة أطفال: «تخلعت الأبواب والنوافذ وسقطت علينا، لم نعد نرى شيئاً من كثرة الغبار». تكذيب روسي وعلى الفور، نفى مسؤول عسكري روسي التقارير التي تتحدث عن غارة جوية في منطقة تخفيف التصعيد في الغوطة الشرقية، مشيراً إلى أنّها مجرد كذبة هدفها الإساءة لعملية السلام. وأشار إلى أنّه تم التواصل مع فصائل معارضة في المنطقة أكدت عدم حصول أعمال قتالية في هذه المنطقة، ولم يكن هناك غارات جوية. قذائف على دمشق في الأثناء، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط قذائف في حي تقع فيه السفارة الروسية وسط العاصمة دمشق. وقال المرصد في بيان صحافي أمس، إنه لأول مرة منذ بدء الهدنة بالغوطة الشرقية تسقط قذائف على مناطق في حي المزرعة الذي تقع فيه السفارة الروسية وعلى منطقة العباسيين. وأشار إلى أن القصف تسبب بأضرار مادية، فيما لم ترد معلومات عن خسائر بشرية. تبرير أميركي سياسياً، برّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره وضع حد للبرنامج الأميركي لمساعدة فصائل المعارضة السورية بأن هذا البرنامج ضخم وخطير وغير فعّال. ويأتي تعليق ترامب بعد ثلاثة أيام على إعلان قائد القوات الخاصة الأميركية الجنرال توني توماس، عن أنّ بلاده أوقفت العمل بالبرنامج المستمر منذ أربع سنوات. وعلى الرغم من تأكيد توماس أنّ القرار لم يتخذ لإرضاء روسيا الحليفة الرئيسية للنظام السوري من أجل التوصل معها إلى تسوية للنزاع، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» مقالاً حول الموضوع نقلاً عن مسؤولين رفضوا الكشف عن هويتهم بعنوان: «التعاون مع روسيا أصبح نقطة أساسية في استراتيجية ترامب إزاء سوريا».
مشاركة :