أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن الوضع الأمني في بلاده «يتحسن»، متعهداً المضي في طريق «القضاء على الإرهاب»، ولفت الى أن برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تمضي بلاده في تنفيذه «كان حتمياً للحفاظ على مكانة الدولة وقدراتها». ونبه الرئيس المصري، على هامش مؤتمر الشباب الذي اختتم فاعلياته أمس في مدينة الإسكندرية الساحلية (شمال القاهرة)، إلى أن أي تردد في اتخاذ قرار سليم ومدروس «يعد بمثابة خيانة في حق الوطن. وأي مسؤول يخشى من اتخاذ القرارات الصحيحة هو غير أمين وغير جدير بالمسؤولية التي يتحملها»، موجهاً التحية إلى الشعب المصري على تحمله، لكنه طالب بـ «مزيد من الصبر والتحمل في سبيل تقدم مصر». وكان السيسي شارك مساء أول من أمس في جلسة «اسأل الرئيس»، على هامش مؤتمر الشباب، حيث أجاب عن عدد من الأسئلة والاستفسارات التي تركزت على ملفي «مكافحة الإرهاب والوضع الاقتصادي»، لافتاً إلى أن المصريين «تحدوا أقوى تنظيم في العالم، مما دفعه إلى القيام بأعمال عنف وإرهاب». مشيراً الى أن مصر تمر بمرحلة صعبة ولا بد من مواجهة تلك الظاهرة». وأكد أن «الأوضاع الأمنية تتحسن، ولدينا إصرار على التعامل مع الإرهاب والقضاء عليه»، وثمّن «التضحيات الكبيرة التي يقوم بها ضباط وجنود الجيش والشرطة في سبيل تأمين حدود مصر ومكافحة الإرهاب»، وأشار إلى أن الفكر المتطرف «يمتد منذ مئات السنين، والقضاء عليه سيستغرق وقتاً، ويحتاج لزيادة الوعي وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة من دون المساس بثوابت الدين». وفي الموضوع الاقتصادي، أكد السيسي أن «قرارات الإصلاح التي تبنتها الدولة كانت حتمية ولا بديل عنها، وسعت الدولة للتخفيف من آثارها بعدة إجراءات»، وكشف أن المشاريع القومية التي تنفذها الدولة أسهمت في توفير 3 ملايين فرصة عمل جديدة. وعرض الرئيس المصري جهود الحكومة في مجالات الكهرباء والصحة والطرق والجسور والسكك الحديد والإسكان، مؤكداً وجود تحسن كبير في الخدمات المقدمة للمواطنين في تلك المجالات. ورداً على استفسار بخصوص إمكان ترشحه لولاية ثانية، تجاهل السيسي الجزم بالأمر لكنه اكتفى بدعوة المصريين إلى «المشاركة بكثافة وفاعلية في الانتخابات»، منبهاً إلى أن عملية الانتخابات «تحدد مصير الدولة، ويجب على المواطنين اختيار من يريدون بحرية تامة». وحول تراجع قطاع السياحة، أشار الرئيس المصري إلى أن «نمو قطاع السياحة بحاجة إلى استقرار أمني لفترة زمنية طويلة، وكل من يسعى لتهديد استقرار مصر يحاول ضرب السياحة التي تمتلك مصر فيها العديد من المقومات»، وكشف أن مصر بصدد إنشاء عدد من المدن الجديدة على شواطئ البحر المتوسط لجذب السياحة وتوفير فرص عمل جديدة. وتعقيباً على الأحداث التي يشهدها المسجد الأقصى، دعا السيسي «الشعب الإسرائيلي والقيادة الإسرائيلية إلى ضرورة احترام مشاعر المسلمين تجاه مقدساتهم، وعدم تبني الإجراءات التي تستفز المسلمين سواء في فلسطين أو في العالم الإسلامي»، مطالباً بـ «احترام مشاعر الآخر». وأكد أن «مصر لم تستغل تلك الأحداث للمزايدة، بل تسعى لتوجيه رسالة بضرورة قيام كل الأطراف بالعمل على التعايش المشترك وعدم زيادة الاحتقان في المنطقة».
مشاركة :