أكد السياسي العراقي الدكتور عبدالكريم العلوجي أن ما يجري بالعراق ثورة ضد ظلم حكومة نورى المالكي ، وأن «داعش» دخلت على الخط بإيعاز ممن لا يحبّون الخير للعراق وهى بتصرفاتها الارهابية الدموية تحاول اختطاف وسرقة الثورة العراقية والثوار منها براء. واوضح في حوار خاص لـ «المدينة» أن القوة الفعلية لعناصر «داعش» لا تتعدى 3000 عنصر، مضافا إليهم العناصر التي عادت من سوريا وليس بإمكانهم إحداث هذا التغيير الدراماتيكي الكبير في مجرى السياسة العراقية ، مشيرا إلى أن الثورة العراقية يقوم بها العشائر والأحزاب السياسية السنية بقيادة ضباط كبار من الجيش العراقي القديم، وأشار إلى أن هذه الثورة تسعى الى تطهير العراق من الفساد وعودة الدولة الوطنية ووقف التدخلات الخارجية في الشأن العراق ، فإلى نص الحوار : * ماذا يحدث في العراق الآن ؟ ـ ما يحدث في العراق ثورة شعبية تقودها القيادات العسكرية المتقاعدة من الجيش الذي تم تسريحه عقب الغزو الأمريكي للعراق في 2003، وقادة الثورة هم العشائر العربية ـ حزب البعث ـ جيش محمد ـ أصحاب الطريقة النقشبندية ـ الجيش الإسلامي ـ عناصر قليلة من تنظيم داعش استغلت المشهد لتجيّره لصالحها والثورة براء منها . * بما تفسر تصدر تنظيم داعش المشهد العراقي؟ ـ «داعش» دورها هامشي ، وتتصدر المشهد السياسي بسبب الإعلام الذي يفتقد إلى المهنية ، ويعتمد على وسائل الإعلام الأجنبية كمصادر للمعلومات دون تدقيق وراء أسباب تضخيم التنظيم ، ويروج نظام المالكي لمثل هذه المعلومات من 25 فضائية عراقية ، يدفع رواتب العاملين بها ، بينما أغلق كل القنوات التي تدعم الثورة والثوار * إذن هناك مبالغة في قوة « داعش « ودورها في الأحداث بالعراق ؟ ـ نعم هناك مبالغة في تضخيم « داعش « التي لا يتعدى عدد قواتها 3 آلاف مقاتل ، يملكون ما لا يزيد عن 200 سيارة دفع رباعي ، والهدف من هذا التضخيم تحويل أعمال الثوار إلى أعمال إرهابية مما يكسب حكومة المالكي التعاطف الدولي والاقليمى ، كما أن تضخيم « داعش « محاولة إيرانية - مالكية -غربية لتشويه صورة الإسلام وإبرازه بأنه يحرّض على القتل والإرهاب. دعم إيران وأمريكا * هل هناك علاقة لإيران فى دعم « داعش « ؟ ـ إيران ساعدت ودعمت تنظيم « داعش « خلال عمله في سوريا و هناك عدة دول إقليمية ودولية دعمت « داعش « خلال وجودها فى سوريا ثم انقلبت على الجميع * هل ما يحدث محاولة لعودة البعث لحكم العراق ؟ ـ البعث يشارك باقي الفصائل فى الثورة ولا يريد العودة للحكم ، كما أن عزت الدوري لا يقود العمليات الثورية ، ولكن يشارك مع المجلس العسكري العام للثورة العراقية ، الذى يدير العمليات العسكرية باحترافية حيث يضم قيادات وجنود الجيش العراقي السابق الذين احترفوا العمل العسكري ، والمجلس يضم في تشكيله قيادات سنية وشيعية . * ماذا عن العشائر وهل من يدعم الثورة العشائر السنية فقط ؟ ـ العشائر هي من أشعلت الثورة بسبب طائفية الحكومة وسياسات القمع والقتل التى عاشها العراق ، والعشائر تضم الشيعة والسنة معًا ، وهناك شيعة عرب لن يقبلوا بقتال بنى عمومتهم من العشائر السنّية. * لماذا تستبعد العمل العسكري الامريكى في العراق ؟ ـ أعتقد أن الولايات المتحدة لن تكرر عملياتها العسكرية البرية في العراق بعد الخسائر التي تكبدتها من جراء غزوها للعراق عام 2003 حيث بلغت خسائرها الرسمية 5 آلاف قتيل من الجيش الامريكى ، وأكثر من 17 ألف قتيل من قوات « المرتزقة مثل « البلاك ووتر «، و هناك رأى عام امريكى رافض لأي عمل عسكري جديد في العراق ، تؤكده المظاهرات التي تخرج أمام البيت الأبيض الامريكى منذ بدء الحديث عن سقوط محافظات عراقية في أيدى الثوار ، وأكثر ما يمكن أن تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية هو عمليات قصف جوى بطائرات بدون طيار مثل ما يحدث في أفغانستان. تأخر الثورة ضد المالكي *لماذا تأخرت ثورة الشعب العراقي عن السياق الزمني لما شهدته المنطقة بالربيع العربي ؟ ـ ليس صحيحا مثل هذا الكلام حيث أن المقاومة العراقية بدأت منذ 2003 ، ومستمرة حتى الآن، ولاشك أن التهميش الذي عانت منه القوى الوطنية من حكومة المالكي فاقم من التدخلات الخارجية في شؤون البلاد وسمح لواشنطن بوضع دستور للعراق . *ما حجم التدخل الايرانى في أزمات العراق ؟ ـ إيران تلعب دورا خطيرا في العراق والمنطقة العربية بأكملها، وهى تحتل العراق بصورة غير مباشرة ، بينما الان نعيش ثورة وطنية خالصة لا يشوبها أي تدخلات أو دعم عربي * بماذا تفسر تطوع الآلاف من الشباب العراقي لدعم قوات المالكي ؟ ـ هذه أيضا من المبالغات حيث أن حجم الإقبال على التطوع ليس كبيرا ، والسبب الرئيسي في ذلك هو تفشى البطالة بين شباب العراق ، ورغبة المتطوع في الحصول على 650 دولارا من الحكومة ، بينما المتطوع الايراني الذى يريد الذهاب الى العراق يحصل على 1000 دولار .
مشاركة :