تكملة للجزء الأول حول الازمة الخليجية وتطورها، فإني أرى أننا جميعا في هذه المنطقة في العالم، منطقة الخليج العربي شعوبا وحكومات واجهزة اعلام وتواصل اجتماعي، علينا ان نعمل بجد وإخلاص لإنهاء هذه الازمة التي عصفت في العلاقات بين دول مجلس التعاون وشعوبها. وعصفت بأمانها واستقرارها في الخليج، والتي يتربص بها الاعداء الذين يرقصون طربا لنشوء أزمة بين الاشقاء، ويتمنون الا تنتهي بل ان تتصاعد، لينالوا من امن واستقرار منطقة الخليج العربي، وإضعاف شعوبها وخلق الشقاق والخلاف بينها. هنا يأتي دور الحكماء والعقلاء لإنهاء الازمات، ولا شك في أن الكويت تقوم بدور رائد في هذا المجال للتوسط بين الاشقاء. فصاحب السمو الأمير والدبلوماسية الكويتية يقومان بدور كبير في رأب الصدع بين الاشقاء، وهذا ليس بغريب على الكويت التي يشهد لها القاصي والداني بأن لها مكانة وسمعة طيبة تؤهلها لأن تقوم بدور الوسيط النزيه والناجح، على أن تساعدها الأطراف المختلفة في اداء دورها من دون تدخلات خارجية. فتاريخ الكويت في الوساطة في كثير من الازمات العربية والدولية مشهود له، وعلى سبيل المثال فقد قامت الكويت بوساطة بين شطري اليمن، وكذلك في حل الازمة بين الفلسطينيين والاردن، وكذلك توسطها لإنهاء الحرب الأهلية في لبنان، بالاضافة الى حل الخلاف بين السودانيين وغيرهم. ولم يقتصر دور الكويت في ذلك على المجال العربي، بل تعداه الى المجال الدولي، عندما قامت الكويت بدور الوساطة بين باكستان وبنغلادش بعد انفصال الاخيرة عن باكستان بعد حرب 1971 بين الهند وباكستان، واستطاع الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية آنذاك ان يجمع وزيري خارجية البلدين في المؤتمر الوزاري للدول الاسلامية الذي عقد في لاهور باكستان عام 1973. فهذا السجل الحافل للدور الانساني والدبلوماسي الذي تقوم به الكويت يؤهلها لأن تكون خير وسيط لأزمة تعصف بالخليج، وانعكست على العلاقة بين دوله وشعوبه. فهل نجنح الى الحكمة والعقل والاحساس بالمخاطر التي تحيط بدولنا الخليجية، ونجتمع وجها لوجه، ونحل هذه الأزمة ونوقف التصريحات النارية ووسائل الاعلام المختلفة، ووسائل التواصل الاجتماعي التي تزيد من أوار الازمة؟! لنبعد مجلس التعاون عن الشرخ الكبير، فقد حرصت الكويت على استمرار المجلس وتبنت فكرة انشائه وحرصت على ان تكون دول المجلس كتلة واحدة متماسكة متعاونة، مما يحقق الأمن والاستقرار والتنمية والتقدم، خاصة اننا نمتلك الكثير من الثروات لنحقق ذلك، وأولاها الثروة البشرية الى جانب الثروة الطبيعية التي حبانا الله بها، والتي من المفروض ان تستغل في التنمية والاصلاح والتقدم وليس في الخلافات او الازمات. أتمنى أن يقرأ صديقي الذي سألني عن الموضوع هذا المقال، وليحفظ الله شعوب ودول الخليج من كل شر ومكروه والا تكون هناك أزمات جديدة. محمد أحمد المجرن الرومي
مشاركة :