المال لا يجلب السعادة!

  • 7/27/2017
  • 00:00
  • 30
  • 0
  • 0
news-picture

< الكثير منا يؤمن بأن المال يجلب السعادة، ويحقق كل أمنياته وأحلامه، ويمسح كل دمعة ذرفتها، ويرسم الابتسامة على وجهه العابس، ويجعله يسبح في نهر من نعيم، ولكن ماذا لو كان الواقع عكس ذلك؟! في الصفحة الأخيرة على صحيفة «الحياة» نشر خبر عن رجل فرنسي كان قانعاً بعمله، إلا أنه خسر كامل ثروته بعد فوزه باليانصيب، إذ كانت تبلغ ثروته بأكثر من ٢٦ مليون يورو،، وعندما فاز باليانصيب الذي لم يكن في حسبانه، انقلبت حياته رأساً على عقب، وبهذا المال قرر أن يشتري قصراً وسيارة فخمة، وأن يضع لنفسه خطة اقتصادية يكون فيها مصروفه اليومي لا يتجاوز 3 آلاف يورو، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فبسبب ثرائه الفاحش تكاثر عدد معجبيه من النساء اللواتي يقمن بإرسال صورهن المغرية لكي يختار إحداهن لتكون زوجته المستقبلية طمعاً بثروته، إضافة إلى أن عدداً كبيراً من الفقراء والمحتاجين كانوا يلتفون حول منزله طالبين مساعدته، فلم يستطع الخروج من منزله، مما جعله ينطوي على نفسه ويعاني من الوحدة، فأدى به ذلك إلى الإدمان على الكحول، وأصبح يقود سيارته وهو تحت تأثير المشروب، ونتيجة لذلك كان يدفع مبلغاً باهظاً لكل مخالفة سير كان يرتكبها، حتى بلغ ذروة الحد وتم سجنه لمدة ثلاثة أشهر ومصادرة سيارته الباهظة الثمن. لم يكن الرجل سعيداً في حياته، إذ ظل يبحث عن السعادة بعد ربحه الجائزة بحسب ما ذكره مقربون منه، وقبل أيام قليلة توفي صاحب المليون يورو بعد صراع مع المرض وهو لا يزال في مقتبل العمر. انتهى الخبر. وغالباً ما يكون المال أحد أهم أسباب الخلافات، مما قد يؤدي أحياناً إلى أفعال جنونية، وإليكم المثال: قام رجل إماراتي بتحويل مبلغ ٥٠ ألفاً من حسابه في أحد الفروع البنكية في الإمارات إلى حساب زوجته الغاضبة منه لمحاولة لإرضائها، ولكن إرضاء الناس غاية لا تدرك، إذ لم تقتنع الزوجة بالمبلغ الذي حوَّله زوجها لها، فما كان منها إلا أن تقوم برفض المبلغ وإيقاف عملية التحويل، والعجيب أن الزوج لم ييأس واستمر بعملية التحويل خلال يومين فقط حتى بلغ عددها ٤٧ مرة، ولكن من سوء حظه ففي كل عملية كانت زوجته توقف التحويلة البنكية، ولكن ما جعل المصيبة أعظم هو أن البنك قام بتجميد حسابهما معاً، فبحسب ما صرح به مصدر في بنك الإمارات لصحيفة إماراتية، فإن عدد التحويلات بين الحسابين كان غير منطقي وفي خلال مدة زمنية قصيرة، فالبنك لا يهمه نية الزوج الطيبة، ما يهمه هو الحقائق. وأغبى من هذا الرجل لم أرَ في حياتي، إذ وقع رجل أعمال أميركي ضحية لعملية احتيال ونصب في ولاية أورنلاندو الأميركية، إذ يزعم أنه تلقى عرضاً من سيدة أعمال أميركية مشهورة للإسهام في بناء شراكة تجارية، وكم كانت هذه السيدة ماكرة وكما يقول المثل الصيني «الرأس الممشوط يخفي أقداماً قبيحة»، إذ أخذت السيدة الأميركية كل نقود الشراكة معها من دون أن تترك لها أثراً، وكأن الأرض ابتلعتها، فهي استهدفت فريستها وعرفت كيف تقوم بالاحتيال عليه، وقد تكون قد انتحلت شخصية سيدة أعمال مشهورة حتى يسهل عليها خداع أي شخص كان. بودي أن أسأل الرجل الأميركي، كيف لم تسأل المرأة عن صفقاتها السابقة؟ ومن هم الأشخاص الذين تعاملت معهم؟ وكان لا بد من أن تجري بحثاً عنها في «غوغل»، ومن المفترض عليك أن تطلب من المرأة عقداً رسمياً يثبت هذه العملية التجارية. وصدق من قال إن «المال لا يجلب السعادة».     * باحث في الشؤون الإعلامية.

مشاركة :