الإرهاب: علاج الرأس مقدم على علاج فكر الرأس - د. مطلق سعود المطيري

  • 7/7/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كلما رمي الارهابي بوصف لغوي : خارجي، مغرر به، فئة ضالة، رمى المجتمع بقذائف دموية، ونستمر بانتاج الاوصاف، ويستمر هو بالقتل، يداعب حروفنا بدم ودخان.. فهل نحتاج لتسليط الضوء على الضوء لنفهم من هو الارهابي ؟ فمفرداتنا القديمة والجديدة التي تصف الارهاب عاجزة عن انتاج معنى يكشف ولا يبرر عمل الارهابيين، فقد سلحناهم بالاعذار كلما قتلوا، فهم وفق وصفنا إما مغررا بهم او من الفئة الضالة وكلتا الصفتان تتطلب معالجة الامر بالنصح والهداية، وشكلت لذلك هيئات مناصحة وعقدت برامج للهداية، انحرف الوصف فانحرفت المعالجة، فاصبحنا وكأننا نريد ان نضيء الضوء بضوء. الوصف الحقيقي للارهابي هو عدو فقط عدو لنا في الدين والانتماء، والمعالجة الحقيقية لأمر انحرافه يجب ان لا تتجه للافكار التي في الرأس بل الى الرأس مباشرة، للعقاب مباشرة فالارهابي مجرم ارتكب جريمة لا توجد لها مغفرة في الارض او السماء، قتل نفس بريئة ومخلصة وعابدة، قتل استقرار وامن، فالنقاش مع هؤلاء الاعداء يجب ان يكون نقاش عقوبة وليس نقاش اقناع أو درسا تربويا . بعد حادثة شرورة التي استشهد بها اربعة من رجال الامن على المجتمع السعودي ان يعرف اين يوجه عاطفته وبذله وعطاءه، واين يكون التسامح والعقوبة، العاطفة والرحمة والبذل والمساندة لأسر هؤلاء الشهداء، وليس لمن هتك ستر الامن واستباح دم ابنائه، لا بد ان يعرف الشريف من الخائن، قبل حدوث الشر وبعده، فمن تعاطف مع الارهاب هو صاحب مشروع خيانة مؤجل او ينتظر لحين يأتي سبب فعله فيفعل .. الجماعات الارهابية المجرمة عصابات متجددة دائما في افكارها وادواتها الاجرامية وخطابها فكل ما يخدم اهدافها مباح، الجديد لديهم استخدام النساء للترويج لشرهم والدفاع عنه مثل الاعتصامات النسائية المطالبة بخروج اعداء الدين والوطن من السجون، واستخدام ما يسمى شقيقات وزوجات المسجونين في قضايا ارهابية عن طريق كتابة نصوص ادبية وشعر وتصوير مشاهد تغذى بأصوات الشقيقات ودموعهن، ويعرفن في مقدمة هذه الاعمال الفنية بشقيقة المعتقل في سجن كذا، ودموع شقيقة المعتقل فلان، وتشاهد التعليقات بعدها الله يفك اسر شقيقها وحسبي الله على من سجن .. حالة من الاستجداء الرخيص وجمع العاطفة على العاطفة لبناء شعور يؤيد دموع الشقيقات ويتناسى جرائم الاشقاء . فلا جماعة مغرر بها ولا نصيحة ولا تجاوز، وقف الوصف وعجز التبرير ان يمنع شر اهل الشر عن المجتمع، تاريخهم بالارهاب طويل جدا واصبحوا اجيالا متعاقبة، فصاروا تاريخيا او عرفوا بالجيل الاول والجيل الثاني وفي الطريق الجيل الثالث، هذا التوالد الكثيف كان بسبب صرف سنوات طويلة في معالجة الافكار التي في الرؤوس ولم تعالج الرؤوس ذاتها، فكلما خف العقاب ولان اشتد عود الشر وانتشر . وساعد ايضا على توالد هذه الاجيال البكتيرية.. انشغالنا بتقبيح النموذج اكثر من انشغالنا بالقضاء عليه، فكأن مشاهد الموت والدمار التي نشاهدها في الواقع هي مشاهد مصورة لعمل درامي وليست جريمة موثقة بالدم والنار، انشغلنا بالصورة فاشغلونا اعداء حياتنا بالموت. هؤلاء المجرمون الذين قتلوا وقُتلو، هم امتداد عسكري وايديولوجي للموقوفين في السجون على خلفيات جرائم ارهابية وهؤلاء المساجين هم الخلفية المدنية التي تخدم التفجير العسكري، فهل بقي احد ينادي ببراءتهم بعد قتل اربعة من ابناء الوطن على يد اتباعهم؟!

مشاركة :