يا عاصب الراس وينك - د. مطلق سعود المطيري

  • 1/19/2015
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

أصبحت أخبار داعش من الاخبار الروتينية التي تقذفها وسائل الاعلام بوجه جمهورها بشكل مستمر، وهي في مجملها اخبار من انتاج داعش وليس من المؤسسات الاعلامية الكبرى المنتشرين مراسلوها في عرض الارض وطولها، فالاعلام الدولي يخضع اليوم لابتزاز مصدر وحيد لأخبار الارهاب، فبعد ان جعلت داعش الاقتراب منها خطرا منعت المراقبة الاعلامية المحايدة لأحداثها على أرض الواقع، واضطرت وسائل الاعلام الدولية لمتابعة المنافذ الاعلامية لداعش والنقل عنها مباشرة، فما تقوله داعش تنشره وسائل اعلام الكون، فالاقتراب من داعش خطر وثمنه في اغلب الاحيان الحياة، «احتكار الخطر واخبار الخطر» . فالذي يستطيع ان يصنع مشاهد الخطر إعلاميا يستطيع ان يوصل قناعة الى الناس بخطورته والقدرة على ممارستها وهذه احدى الاستراتيجيات الدعائية التي تحرص داعش على توصيلها لجمهور خصومها، فوجود الخطر المحتمل والاقتناع به اسلوب من اساليب الحرب النفسية التي تمارسها هذه الجماعة المتطرفة، شاهدنا كيف ضجت وسائل الاعلام باحتمال دخول عصابات داعش للدول الخليجية وخاصة الكويت، وكيف سهلت وسائل الاعلام تلك الافتراضية وناقشتها كحقيقة عالية نسبة حدوثها . فالخوف من داعش وهم إعلامي وكذبة سخيفة قدمتها داعش كأحجية او اسطورة مثل الاساطير القديمة التي يخوف بها الاطفال «حمارة القايلة « فطفولة الوعي ساعدت كثيرا دعاية داعش.. السبت الماضي نشرت احدى الصحف تهديدات داعش للاعلاميين الذين يتعرضون لداعش بشكل سلبي وجاءت بما اسمتهم خبراء في الجماعات الارهابية ليسوقوا الخوف من داعش على قراء الجريدة فهؤلاء الخبراء يمكن وصفهم خبراء بوعي الطفولة وليس بالارهاب، فقد ساعد هؤلاء المحترمون بدون قصد خطاب داعش على اختراق إعلامنا والتسويق لدعايته، فتهديدات داعش ليس لها اهمية إقناعية ولكن تفسيراتها بأهمية الخبراء طامة كبرى تزيد من فرص نجاحها، فقد قدموا لداعش خدمة لا تحلم بها. على الجانب الآخر في تلقي دعاية داعش يقف المواطن غير الخبير او الاعلامي المتخصص، ورد على دعاية داعش وتهديداته بلغة واسلوب فجرا دعاية داعش وألغتها من ساحة التأثير، فقدم الاناشيد والشيلات والمشاهد والاخبار التي ترعب داعش وتصف له تماسك المجتمع بمشاهد وقعها اشد من ضرب الرصاص، فقد مسح المواطن اخطاء الخبراء وخوفهم بشجاعة وتحد عجز عنهما المتخصصون في قضايا الارهاب، الذين فضحت سطحيتهم دعاية داعش وحماس المواطن ووطنيته، شاهدوا كيف رد الطفل السعودي والشاب والمرأة والشيخ على الشيلة الداعشية « ياعاصب الراس» لتعرفوا ان الخوف من داعش وهم يسكن صدورالمسلمين بالخبراء المتخصصين في داعش وليس له وجود في صدور المواطنين، الشعب السعودي في انتاجه الاعلامي على شبكات التواصل الاجتماعي تحدى داعش واعلامه وخبراءه فاستحق عن اقتدار بأن يكون صانع اعلام المواجهة مع الارهاب. لمراسلة الكاتب: malmutairi@alriyadh.net

مشاركة :