أصبح الرباط الصليبي كابوس لاعبي دوري نجوم قطر، في المواسم الأخيرة. فلا يكاد ينتهي موسم دون تسجيل حالات، أحياناً تكون متتالية بشكل أصبح يتطلب دراسة شاملة من المؤسسات المعنية، بداية من اتحاد الكرة، وانتهاء بمستشفى «اسبيتار»؛ للوقوف على أسباب الإصابة والعوامل المتحكمة فيها والسبل الكفيلة لتجنبها، خصوصاً أنها تحكم على اللاعبين بالغياب لمدة لا تقل عن ستة أشهر، تمر وكلها معاناة وصبر وتدريب مضنٍ بعد إجراء العملية.مناسبة الحديث، إصابة لاعبين بقطع في الرباط الصليبي في ظرف أسبوع واحد، ويتعلق الأمر بعبدالرحمن الديري، الذي أُصيب يوم الجمعة 21 يوليو، في المباراة التي جمعت العنابي الأولمبي، مع نظيره الهندي، في الجولة الثانية من تصفيات كأس آسيا لأقل من 23 سنة، بعد مرور ربع ساعة فقط على انطلاق المباراة، وسعود الهاجري، حارس السد الذي تعرض للإصابة في المباراة التي جمعت فريقه الجديد أول أمس، بفريق غازي عنتاب التركي، في معسكره الخارجي في النمسا. المؤسف، أن الإصابة تأتي مع انطلاق التحضيرات للموسم الجديد، أي في وقت مبكر جداً، في الوقت الذي عاد فيه إسماعيل محمود، لاعب أم صلال إلى الملاعب، باعتباره آخر لاعب أُصيب بقطع في الرباط الصليبي، وهو مؤشر على وجود خلل ما في منظومة كرة القدم، يستدعي طرح الأسئلة بخصوص كثرة الإصابات والأسباب الكامنة وراءها؛ من أجل إيجاد حلول بالتعاون مع جميع المؤسسات المعنية؛ كاتحاد الكرة والأندية والأجهزة الطبية ومستشفى «اسبيتار». وبغض النظر عن كون الإصابة تتعلق بالرباط الداخلي أو الخارجي، فإن المصير واحدٌ، وهو الابتعاد عن الملاعب لمدة زمنية طويلة بالنسبة للاعبي كرة القدم، فستة أشهر تعني أكثر من ثلثي الموسم الرياضي، فضلاً عن المعاناة اليومية المرتبطة بمشقة العلاج الطبيعي اليومي والتدريب بالتدريج، وصولاً إلى مرحلة لمس الكرة. عدد من الأبحاث التي أُجريت في السنوات الأخيرة أثبتت أن الإصابة بالرباط الصليبي تزيد نسبتها في الرياضات التي يكون الضغط فيها على الكرة، وكرة القدم من بين أكثر الرياضات المعنية بهذا الجانب، لذلك تكثر الإصابة بها، إضافة إلى عوامل أخرى منها ضعف عضلات الفخذ، التي تزيد الضغط على الأربطة؛ سواء الداخلية أو الداخلية، وعند أي حركة غير مدروسة يُقطع الرباط، فضلاً عن أسبابٍ أخرى؛ منها التواء الركبة؛ نتيجة حركة الرياضي عامة، وهشاشة العظام. من الصعب على لاعب الكرة أن يبتعد عن الملاعب لمدة لا تقل عن ستة أشهر، والأصعب من ذلك المجهود المطلوب منه بذله بعد إجراء العملية؛ من صبر ومعاناة وعلاج طبيعي وتدريب تدريجي؛ للعودة إلى حالته الطبيعية، لذلك يمكن اعتبار القطع في الرباط الصليبي من الإصابات التي يمكن وصفها بكابوس لاعبي الكرة القدم في دوري نجوم قطر، مما يتطلب إجراء دراسة شافية من الجهات المختصة.;
مشاركة :