الكل يترقب اجتماع المنامة، وقد أفاض المحللون خلال اليومين السابقين في التوقعات، ولم يتركوا شاردة أو واردة إلا وجاؤوا على ذكرها، إنهم متطوعون وليسوا مطلعين، بعضهم يريد أن يسبق الأحداث، والآخرون يريدون أن يوصلوا ما يجول في خاطرهم إلى وزراء الخارجية للدول الأربع المقاطعة لقطر، هي أمنيات يترجمها حجم الاندفاع عند كل شخص، فهذا يتحدث بعقلانية تعكس ما اعتدنا عليه من دولنا، وذاك يصل إلى السقف الأعلى للإجراءات التي تخطر على البال. نحن نترقب، ونتريث، ولا نطرح نبوءات، فالقضية أكبر من الأمنيات التي نتمناها، وأهم من التوجسات التي نخشاها، إنها قضية قطيعة مع دولة تقع في وسطنا، ومع ذلك تصر على أن تكون خنجراً مصوباً إلى ظهورنا، منحناها فرصاً تجاهلتها، وأعطيناها وقتاً قتلته في إنكار مسؤوليتها عن أخطائها، ووافقنا لها بأوقات مستقطعة حتى يتمكن الوسطاء من القيام بمحاولاتهم، ولكنها لم تقدّر أحداً، ولم تحترم من سعوا إليها، فرفعوا أيديهم، كل الوسطاء ما عادت لوساطاتهم قيمة، وما بين اجتماع القاهرة في 5 يوليو واجتماع المنامة اليوم شهدنا تحركات كانت جميعها فاشلة في مواجهة شرور الدولة المعزولة. قادتنا هم أصحاب القرار، ووزراء الخارجية مكلفون بوضع آلية التحرك للمرحلة المقبلة، وإن كنا قد أكدنا في مناسبات كثيرة أننا سنلتزم بالمواثيق الدولية، فهذا لا يعني أن حقوقنا السيادية ليست بأيدينا، فأي إجراء يحمي بلداننا مقدم على القانون الدولي وكل المواثيق المبرمة، وبالأخص عندما يكون هناك طرف مخالف لها، ويصر على التمادي في الإضرار بالدول الأخرى. إذا كان اجتماع اليوم قد خلص إلى تأكيد موقف الدول الأربع وتثبيته فنحن معه، وإن كان هناك إجراءات جديدة تكمل الإجراءات السابقة فنحن معها أيضاً، فالرؤية الواضحة عند الجهات المعنية بالأمر هي التي تقرر حسب المصلحة وبعيداً عن العواطف، ولأننا لم نتخذ أي خطوة عدائية ضد قطر، بل اتخذنا إجراءات وقائية تحمينا من مؤامرات قطر، سيكون أي إجراء جديد ضمن هذا المفهوم. مرة أخرى أقول لكم إننا منتظرون، فالأبواب مشرعة أمام كل الاحتمالات، والنوايا الحسنة للأسف لم تجد عقلاء يقدّرونها في قطر.
مشاركة :