في كل يوم يمر من مهلة الأشهر الستة التي حددتها الجهات المختصة لإزالة عقارها الواقع ضمن مشروع الإزالة لصالح الطريق الدائري في مكة المكرمة، تزداد معاناة أم عيسى، وبعد انقضاء نصف المدة، وبقى ثلاثة أشهر منها، لم تعد تدرك المسنة أين تذهب مع أبنائها وأحفادها، لاسيما أنهم يعيشون على مخصص الضمان الاجتماعي ومبلغ زهيد تحصل عليه من بيع منتجات زراعية تجنيها من بستان متواضع في فناء منزلها القديم الذي ورثته عن زوجها منذ سنوات طويلة. وروت أم عيسى لـ«عكاظ» من على كرسيها المدولب معاناتها مع مرض الفشل الكلوي لسنوات وضيق ذات اليد إذ تعول المسنة المريضة أكثر من 13شخصا يقطنون في البيت المتواضع وهم أبناؤها وأحفادها ولا دخل لديها سوى مخصص الضمان الاجتماعي وما تبيعه من المزروعات. وذكرت أم عيسى بأنها تعاني من مرض الفشل الكلوي وتجري عملية الغسل لمرتين في الأسبوع ما حد من قدرتها على مواصلة الحياة بشكل طبيعي كما كانت في السابق، إضافة إلى بعض الأمراض المزمنة التي تتطلب توفير الأدوية باهظة الثمن، لتتفاجأ مؤخرا بقرار إزالة جزء من بيتها الواقع في منطقة مشروع الطريق الدائري الثالث. وبينت أنها علمت من الجهات المختصة أنه سيتم تعويضها على المساحة التي يشملها المشروع فقط، لافتة إلى أنها مضطرة وأفراد أسرتها لإخلاء المنزل بالكامل بعد ثلاثة أشهر والبحث عن سكن بديل، الأمر الذي سرق لذة النوم من عينيها على حد قولها، في ظل ارتفاع قيمة الإيجارات للضعفين في مكة المكرمة، مستغربة أن اللجنة لم تقدر قيمة البيت حتى الآن كما هو حاصل مع أهالي الحي جميعا رغم انتهائهم من جميع الإجراءات. تتمنى أم عيسى أن تجد من يساعدها بتوفير مسكن بديل يحويها هي وأسرتها ومساعدتها بتكاليف علاجها المرتفعة للتخفيف من معاناتها النفسية والعضوية.
مشاركة :