أحزاب وشخصيات إسلامية يقاطعون جنازة رئيس الحكومة السابق رضا مالك الذي وري الثرى الأحد، ما يوحي بهيمنة مشاعر الضغينة السياسية بين الطرفين.العرب صابر بليدي [نُشر في 2017/07/31، العدد: 10708، ص(4)]يذكر الإسلاميين بتاريخهم الدموي في الجزائر الجزائر - أبدت أحزاب وشخصيات إسلامية، مقاطعة غير معلنة لجنازة رئيس الحكومة السابق رضا مالك الذي وري الثرى الأحد، في مربع الشهداء بمقبرة العالية، ما يوحي بهيمنة مشاعر الضغينة السياسية بين الطرفين. وكتب النائب البرلماني عن تحالف “الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء” حسين عريبي، على صفحته الرسمية على الفيسبوك بشيء من الازدراء “هل صحيح خبر وفاة رضا مالك صاحب مقولة على الرعب أن يغير موقعه؟ لقد صرّح بهذا التصريح الخطير لما كان رئيس الحكومة سنة 1994، وبعد هذا التصريح بساعات ازدادت جرائم القتل والتنكيل بالجثث في كل أنحاء البلاد بشكل رهيب”. وكان الإسلاميون اكتسحوا المجالس المحلية والنيابية في انتخابات العام 1991، واقتربوا من تحويل البلاد إلى نسخة ثانية من أفغانستان، لولا تدخل المؤسسة العسكرية لوقف المسار الانتخابي مطلع العام 1992. ويعرف مالك بعدائه الصريح للإسلاميين خلال العشرية السوداء واتهم قيادة جبهة الإنقاذ المحظورة بـ”توظيف الدين لصالح الأغراض السياسية والمصالح الضيقة”. وظل يمثّل أحد الوجوه الموصوفة بـ”الاستئصالية”، التي كانت تدافع لصالح المقاربة الأمنية في محاربة الإرهاب، ورفض أي تقارب أو حوار مع الإسلاميين، وهو ما أكسبه عداوات كثيرة، خاصة بعد نشره لكتاب “حرب التحرير والثورة الديمقراطية”. واستقبلت مختلف القوى السياسية الإسلامية والفعاليات المدنية المحسوبة على التيار، خبر وفاة مالك ببرودة غير معهودة، أخفت مشاعر العداء التي لم تتبدد رغم مرور عقدين على العشرية الحمراء، ومرور البلاد منذ العام 1999 الى مشروع المصالحة الوطنية والعفو على الإسلاميين المسلحين. ويعدّ رضا مالك أحد المناضلين التاريخيين، الذين ساهموا في حرب التحرير (1945 - 1962)، وكان الناطق الرسمي باسم الوفد المفاوض باسم جبهة التحرير الجزائرية مع النظام الفرنسي. ويصفه مؤرخون بـ”العلبة السوداء” التي تخفي جزءا من خفايا وأسرار التاريخ الجزائري الحديث وحرب التحرير تحديدا.
مشاركة :