اعتبرت «الواشنطن بوست» في افتتاحيتها أمس أن الحرب المصغرة التي تشهدها غزة منذ الثلاثاء بين إسرائيل وحركة حماس، وكما كانت الحال في حربي 2009 و2012- بأنها لا يمكن أن تنتهي بانتصار أي من الجانبين. فرغم مخزونها من آلاف الصواريخ التي أصبحت أبعد في مداها في هذه الحرب، فإن حماس تفتقر إلى القدرة على إلحاق أضرار جسيمة أو خسائر بشرية في الجانب الإسرائيلي لاسيما في ظل القبة الحديدية التي نجحت في التصدي للعديد من صواريخ حماس التي صوبت نحو تل أبيب وغيرها من المناطق . واستطردت الصحيفة بأن إسرائيل في المقابل تستطيع استهداف قادة حماس والبنية التحتية في غزة، لكنها لن تستطيع إسكات صواريخ حماس . كما انه من شأن الغزو البري للقطاع والذي يجري حشد المدرعات على مشارفه أن يتسبب في خسائر بشرية فادحة، وحتى إذا أدى إلى القضاء على حكم حماس، فإنه سيترك لإسرائيل مهمة حكم منطقة يقطنها قرابة 2 مليون شخص.واعتبرت الافتتاحية أنه ينبغي إعطاء الأولوية لوقف إطلاق النار قبل أن يؤدي التصعيد إلى فقدان قدرة الطرفين على احتواء الموقف.ورأت الافتتاحية أن هذا التدهور الحاصل يعتبر نتيجة طبيعية لفشل الجانبين في التوصل إلى تسوية سلمية شاملة، وأن المطلوب الآن ليس المزيد من المهاترات السياسية، وإنما بذلت الإدارة الأمريكية جهودًا حقيقية لاستعادة الثقة بين الجانبين، وتحسين الظروف الاقتصادية في الضفة الغربية وقطاع غزة وخلق الأسس الكفيلة بالتوصل إلى تسوية نهائية «هذا إذا أمكن إخماد النار المشتعلة في غزة الآن».
مشاركة :