لماذا «لن ننسى»؟!

  • 8/2/2017
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

في 2 أغسطس 1990 لن تجد كويتيًا لا يردد «لن ننسى».. فقد أصبح هذا التاريخ ذكرى مؤلمة في تاريخ الكويت. 8/2 يوم يتحدث عن نفسه بكلمات تعبر في فحواها عن الغدر. 8/2 عندما سقط قناع الأخوة الذي كان النظام العراقي المقبور يرتديه، فكشف في وجهه الحقيقي عن الخسة والنذالة، عندما تنكر لجميل الكويت التي وقفت إلى جانبه في حربه مع إيران ثماني سنوات، وساعدته في شتى المجالات، ليقابل هذا المعروف، بعد أن توقفت الحرب بالنكران، فكان الغزو العراقي الغادر رغم التعهدات والوعود. 8/2 عندما امتزجت مشاعر الشعب الكويتي ما بين الصدمة والحزن والرهبة والخوف. 8/2 مفاجأة أصابت العالم كله بصدمة لا تُوصف؛ فكيف يخون من كنا نظنه أخًا، ويطعننا من كنا نظنه الأمن والأمان، ويغدر بالجار من كان يزعم أنه بوابة الشرق ضد أي احتلال! 8/2 عندما أطلق الغزو العراقي رواية جرح نازف في خاصرة الأمة العربية، كتبت بحروف الدم الكويتي. 8/2 عندما كنا، كقوات مسلحة، منوطًا بها الدفاع عن أرض الوطن ضد من يعلن عداوته ويعد عدته للحرب، ولم يكن ضمن أهدافنا إعداد العدة والعتاد ضد دولة جارٍ وشقيقٍ كان قد بيت النية للغدر والغزو. 8/2 عندما حاولت كل وحدات القوات المسلحة، كلٌ من موقعه، صد الغزو العراقي الغاشم. ورغم الصدمة بذلنا كل ما أوتينا من عزيمة وإرادة وما توافرت لنا من إمكانات، حاولنا صد هذا العدوان بكل الوسائل. لكن عنصر الغدر والمباغتة ألحق بنا الخسائر، والكثرة تغلب الشجاعة. 8/2 أصبحنا نحن وآخرون أسرى حرب من دون حرب تندلع، فالغزو لا يعتبر حربًا، بل غدرًا وخيانة. وكانت رحلة الأسر المريرة جداً، كنا أشبه بأموات نسير على الأرض، لا نعرف مصيرنا ولا نرتجي فرصة للنجاة في ظل نظام طاغٍ لا يقر ولا يعترف بمواثيق أسرى الحرب. كنا نموت باليوم الواحد ألف مرة ونحيا، لكن في المقابل كنا على ثقة بأن الله معنا؛ مع الحق ومع الكويت التي كانت ومازالت مناصرة للمستضعفين في الأرض، وكنا نشعر بهذه الثقة أن النصر قريب، فعشنا شهور الأسر والإذلال على هذا الأمل، إلى أن جاء يوم 1991/2/26 يوم تحرير الكويت،، ويوم 1991/3/27 يوم العودة إلى أرض الكويت،، للوطن الحبيب.. وطن الأوطان. الغزو، رغم مرارة ذكراه، وحّد صف الشعب الكويتي ووحد كلمتهم تجاه قيادتهم الشرعية، فهنيئًا للكويتيين بهذه الأرض الطيبة، وهنيئاً للكويت بمثل هذا الشعب المخلص.. لن ننسى.. ودمتم سالمين.ناصر سلطان سالمين عقيد ركن متقاعد .. وأسير محرّر

مشاركة :