2/8/1990 لن تجد كويتياً لا يردد «لن ننسى». أصبح 8/2 ذكرى مؤلمة في تاريخ الكويت. 8/2 يوم يتحدث عن نفسه بكلمات تعبر في فحواها عن الغدر. 8/2 عندما سقط قناع الأخوة الذي كان النظام العراقي المقبور يرتديه فكشف في وجهه الحقيقي الخسة والنذالة. عندما تنكر لجميل الكويت التي وقفت بجانبه في حربه مع إيران ثماني سنوات وساعدته في شتى المجالات، ليقابل هذا المعروف، بعد أن توقفت الحرب، بالنكران، فكان الغزو العراقي الغادر رغم التعهدات والوعود. 8/2 عندما امتزجت مشاعر الشعب الكويتي ما بين الصدمة والحزن والرهبة والخوف. مفاجأة أصابت العالم كله بصدمة لا توصف؛ فكيف يخون من كنا نظنه أخا، ويطعننا من كنا نظنه الأمن والأمان، ويغدر بالجار من كان يزعم أنه بوابة الشرق ضد أي احتلال؟ 8/2 عندما أطلق الغزو العراقي رواية جرح نازف في خاصرة الأمة العربية، كتبت بحروف الدم الكويتي. 8/2 عندما كنا كقوات مسلحة منوط بها الدفاع عن أرض الوطن ضد من يعلن عداوته ويعد عدته للحرب، ولم يكن ضمن أهدافنا إعداد العدة والعتاد ضد جار وشقيق كان قد بيت النية للغدر والغزو. 8/2 عندما حاولت كل وحدات القوات المسلحة كل من موقعه، صد الغزو العراقي الغاشم. ورغم الصدمة بذلنا بكل ما أوتينا من عزيمة وإرادة وما توافر لنا من إمكانات، حاولنا صد هذا العدوان ولكن عنصر الغدر والمباغتة ألحقت بنا الخسائر، والكثرة تغلب الشجاعة. 8/2 أصبحنا وآخرون أسرى حرب من دون حرب تندلع، فالغزو لا يعتبر حرباً، بل غدرا وخيانة. وكانت رحلة الأسرالمريرة جداً، كنا أشبه بأموات نسيرعلى الأرض، لا نعرف مصيرنا ولا نرتجي فرصة للنجاة في ظل نظام طاغٍ لا يقر ولا يعترف بمواثيق أسرى الحرب. كنا نموت باليوم الواحد ألف مرة ونحيا، لكن في المقابل كنا على ثقة بأن الله معنا؛ مع الحق ومع الكويت التي كانت ولا تزال مناصرة للمستضعفين في الأرض، وكنا نشعر بهذه الثقة أن النصر قريب، فعشنا شهورالأسر والإذلال على هذا الأمل، إلى أن جاء يوم 26/2 يوم تحرير الكويت، ويوم 27/3 يوم العودة لأرض الكويت، للوطن الحبيب... وطن الاوطان. الغزو رغم مرارة ذكراه، الا أنه وحد صف الشعب الكويتي ووحد كلمته تجاه قيادته الشرعية. فهنيئاً للكويتيين بهذه الأرض الطيبة، وهنيئاً للكويت بمثل هذا الشعب المخلص. وبعد مرور 27 سنة على الغزو العراقي الغاشم لن ينسى كل اسير بل لن ينساه التاريخ... ودمتم سالمين... الاسير المحرر عقيد ركن متقاعد ناصر سالمين
مشاركة :