على مائدة الإفطار المكانة والمكان

  • 7/11/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

• حسنا فعل التلفزيون السعودي «وكان بوسعه فعل الأحسن» في الدورة البرامجية الرمضانية الحالية، بإعادته لعرض بعض المواد الأرشيفية الثرية، من برامج الزمن الماضي القريب؛ ذلك الزمن الذي كلما تعاقبت عليه الأعوام ازداد أحقية بصفة «الأجمل»، الأجمل ليس فقط بالنسبة لمجايليه وما يعنيهم فيه من ذكريات عزيز وغاليات السنين المنصرمات من شريط العمر، والتي تبقى مهما كانت عليه الأحوال والظروف آنذاك، ذكرى عزيزة تستمد سعادتها في نفوس المعنيين بها من حياة البساطة وما كان يسودها من روح الألفة والتآلف والنقاء وصدق التعامل. •• أقول لا تقتصر صفة «الأجمل» على الاعتبارات المذكورة فحسب، بل لما حفل به ذلك الزمن الماضي القريب على مستوى التلفزيون السعودي، وتميزه آنذاك بتقديم عدد من المواد والبرامج الهادفة، ومن بينها ما نحمد الله أن التلفزيون لا يزال يكتنزها في أرشيفه، هذه النوعية الهادفة والمميزة من البرامج حظيت بالقبول والإعجاب لدى السواد الأعظم من المتلقين طوال الدورات البرامجية لسنوات متتالية في ذلك الزمن الماضي القريب وفق استبيانات واستطلاعات كانت تجريها عدد من الصحف آنذاك ومن بينها هذه الصحيفة «عكاظ» عبر قسمها الفني. •• تعاقب الزمن وتوقع الكثيرون أن يشهد هذا العصر الفضائي والتقني «نقلة» برامجية تستطيع أن تعوضهم عما غيب وحفظ من برامج ذلك الأمس الأجمل، وخاصة ما كان من بينها يليق بروحانية هذا الشهر الكريم وفي مقدمتها برنامج على مائدة الإفطار لفضيلة الشيخ علي الطنطاوي يرحمه الله، وقد بنى المتلقي توقعاته «المتفائلة» قياسا على ما اختص به هذا العصر من طفرة غير مسبوقة في علوم الفضاء والتقنية ومصادر المعرفة والتواصل، إلا أنه هيهات أن تمنحنا كل هذه المعطيات قطرة من بحر ملكات وثقافات وأسلوب وحضور وجذب وإثراء وتأثير ولغة وأسلوب رواد ورموز برامج الأمس وذلك إذا استثنينا برنامج على مائدة الإفطار الذي لم ولن يعوضه أي برنامج آخر، لنقف أمام نموذج آخر كبرنامج بنك المعلومات الذي كان يقدمه الدكتور عمر الخطيب، وابحث بين كل برامج المسابقات الحالية إن وجدت أي سبيل للمقارنة بقدر ما ستجد ما يبعث على الأسى من إفلاس وإسفاف وتسطيح وأما اللغة العربية فالصمت أرحم. •• صحيح أننا في عصر تقني مهول لكن الصحيح أيضا أنه ما كل بارقة تجود بمائها، والصحيح أيضا أن كل تقدم له ضريبته وما أقسى الضريبة حين تفقدنا الجوهر وتغرفنا بالمظهر و«الشو» تمنحنا أجهزة تواصل توسم بالذكية بينما تسلبنا الاعتماد على الذاكرة وممارسة حتى أدنى درجات العصف الذهني!! ** حسنا فعل التلفزيون السعودي بإعادة عرض بعض برامج الزمن الأجمل. وخاصة برنامج على مائدة الإفطار لفضيلة الشيخ علي الطنطاوي يرحمه الله والذي لا يختلف على تميزه اثنان، لكن ما الذي دفع بتلفزيوننا العزيز الزج بهذا البرنامج في قناة زمان الرياضية فذلك الزمان للرياضة وبرنامج قيم وقدير كهذا حتى وإن كان من زمان، إلا أن القناة الأولى هي منطلقه ومكانه ومكانته ولن يعجزكم التنويه، بل مثل هذا السمو من البرامج له من المشاهدة وفيه من الخير والنفع ما لم ولن نجده فيما تعج به فضائيات هذا العصر الرائد في المظهر والوائد للجوهر ..والله من وراء القصد. تأمل: ليس خطأ أن تعود أدراجك ما دمت أخطأت الطريق

مشاركة :