المنشآت الرياضية في قطر شدت أنظار الجميع، وباتت حديث العالم بأسره، وهذا بالتأكيد لم يكن مجرد «كلام» بل حقيقة واقعية كتبتها الدوحة ورسمتها بحروف من ذهب، حتى بات الكل يؤكد أن كل شيء مختلف في هذا البلد الذي صب جلّ اهتمامه لإحداث ثورة في عالم الرياضة، وصوب أنظار العالم للدوحة من خلال إقامة المنشآت القادرة على جذب بطولات العالم والتظاهرات الكبرى.ويثمن كثيراً جهد اللجنة العليا للمشاريع والإرث العمل الجبار الذي تقوم به، ويتنامى بشكل سريع وسلس، وفق ماهو مرسوم ومبرمج ضمن رؤية ثاقبة وأهداف استراتيجية، الظهور، البروز، السمو، الرفعة، الشهرة، التميز، جميعاً هي طموح ورغبة مشروعة للجميع في قطر، وخير دليل وبرهان على ذلك ما تشهده قطر من انفراد على كل الأصعدة الرياضية، فقد تبوأت قطر مكانة عالية عالمياً جعلتها قبلة لكل الأحداث الرياضية الكبرى والتظاهرات التي نالت علامة 10/10، وليس من قبيل المديح فقط بل هي أرقام وبراهين وأدلة دامغة استطاعت قطر أن تكتبها بأحرف من نور، من أجل أن تؤكد للجيل الحالي ولأجيال المستقبل أن بناء قطر كان ولا يزال من أجلهم هم، ومن أراد أن يبلغ هذا المستوى يجب أن يضحي ويبذل المجهود الكبير ليصل لهذا الهدف. «^» زارت موقع الأشغال في ملعب الوكرة الذي سيكون ثاني ملعب مونديالي سيفتتح بعد ملعب خليفة، ووقفت على سير العمل، والتقت بالمهندس ثاني خليفة الكواري مدير المشروع. كغيره ممن المسؤولين في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، لم يلق ثاني خليفة الزراع بالاً لما يثار من أقاويل وادعاءات كاذبة حول ملف مونديال قطر، وأشار إلى أن المطلوب من جميع القطريين والمقيمين في قطر هو عدم الالتفات لما يحدث من تقارير تشوهُ الحقائق. وأضاف الزراع في حديث لـ «^» قائلاً: أنا أتحدث كمواطن قطري، هدفنا في قطر أن نطور دولتنا، والالتفات إلى هذه الشائعات لن يفيدنا بأي شيء، بل سيعرقل العمل ويجعلنا «نتكاسل فشعارنا هو: «نعمل ونعمل ونعمل»، وإذا تأثرنا بالكلام والشائعات التي تسيء لملف قطر ودولتنا فبلاشك سيحدّ من أعمالنا. المعلب جزء من منطقة حيوية تطرق ثاني الزراع لبعض المعلومات التي تخص ملعب الوكرة، وقال: «ملعب الوكرة هو أحد الملاعب التي ستحتضن كأس العالم في 2022، والملعب بمساحة 580 ألف متر مربع، وكانت دراسة الجدوى قد بدأت للمرافق الأخرى في محيط الملعب، وهي عبارة عن فندق 4 نجوم ومدرسة ومسجد، بعد أن حصلنا على استشارة أهل منطقة الوكرة والوكير من أجل إبقاء المنطقة المجاورة للملعب منطقة حيوية لما بعد كأس العالم. تصل سعة الملعب لـ 40 ألف مقعد، وصممت المهندسة المعمارية العراقية الراحلة زها حديد التصميم الكامل للملعب، ونحن نفخر بأن يكون للملعب إرث من قبل المصممة الراحلة زها حديد». واستطرد الزراع في السياق ذاته قائلاً: «المقاول الرئيسي للمشروع يتألف من شركة مدماك المحلية، وشركة بور النمساوية، وسيسكو البلجيكية، وتم إنشاء تحالف بين هذه الشركات، من أجل الإشراف على الأعمال الإنشائية للملعب وبناء الملعب. التصميم مستوحى من المراكب الشراعية، والأقواس الموجودة في جانب الملعب توضح ذلك بجلاء، كما أنه سيكون مكيفاً بالكامل ليس في كأس العالم فقط وإنما ما بعد كأس العالم. وكون منطقة الشرق الأوسط حارة نسبياً فإن استخدام تقنية التبريد هي عنصر أساسي في المشروع. يضم محيط الملعب سوقاً مجتمعياً، ومحطة للطاقة لتزويد الملعب بالتبريد، ومواقف السيارات سيتم إخلاؤها بعد المونديال، واستخدام المنطقة لأغراض أخرى». نصف مقاعد الملعب جاهزة ونظراً لأن مقاعد الملاعب أصبحت تصنع في قطر، فقد تطرق ثاني خليفة الزراع لهذه النقطة قائلاً: «حالياً لدينا في الموقع 7 حاويات تضم 27 ألف مقعد، والمصنع لا يزال يعمل لتجهيز باقي مقاعد الملعب من قبل شركة كوستال البليجيكية. بعد كأس العالم سيتم تقليص عدد المقاعد إلى 20 ألف مقعد بدلاً من 40، والمقاعد الإضافية سيتم شحنها إلى الدول الصديقة، وهذا يدخل ضمن الإرث الذي تبحث عنه اللجنة العليا للمشاريع والإرث. ملعب الوكرة سيتم استخدامه من قبل نادي الوكرة، والملعب القديم للنادي سيتم استخدامه استخدامات أخرى من قبل اللجنة الأولمبية». مراحل المشروع وعرّج الزراع في حديثه على مراحل مشروع ملعب الوكرة فقال: «مر المشروع بمراحل عديدة منذ عام 2013 من خلال عمليات بناء السور المحيط بالملعب من قبل المقاول الذي قام ببناء مكاتب المشروع، ومن ثم قامت شركة حمد بن خالد المقاول الأولي ببناء البنية التحتية للمشروع وبناء الأساسات الأولية، وهذا مثل دعماً للمقاولين المحليين، ومن ثم أتى المقاول الرئيسي لاستلام أعمال المشروع. حالياً انتهينا من 50 % من أعمال الخرسانة الخاصة بالملعب، والوقت الزمني للمشروع سينتهي في نهاية 2018 وقت تسليم الملعب. لا تأثير للحصار على المشروع وكما سبق للمهندس غانم الكواري أن أكد في حوار سابق مع «^»، فقد أوضح ثاني الزراع بدوره أن مشروع ملعب الوكرة لم يتأثر بالحصار، مضيفاً في هذا السياق: «الحصار المفروض على قطر لم يؤثر على سير أعمال مشروع ملعب الوكرة، ولم يعرقل العمل من ناحية تأمين المواد الخام، وتم تأمين دول أخرى بديلة للدول، كما أن الحصار فتح لنا أسواقاً جديدة، وتم الاتفاق معها، فيما وفرّت شركة قطر للحديد والصلب كافة المواد محلياً». الأمن والسلامة يتم تطبيق أعلى المقاييس العالمية BWI في الأمن والسلامة في كافة مواقع المشروع في الملعب، وقد حصلت اللجنة على تقييم عال عقب زيارة معهد السلامة العالمية، وحصل المشروع على درجة تقييم عالية عقب التقارير التي تم القيام بها من خلال جولة كاملة لكل أجزاء المشروع التي خضعت لمعايير عالية حرصت اللجنة على تطبيقها. كما أن المعايير التي تمت مراعاتها في أعمال الملعب تتفق مع معايير منظمة الاستدامة العالمية « GSAS «، حيث يتم استخدام معايير صديقة للبيئة والطاقة الشمسية يعتمد عليها. مراحل الإنجاز المقبلة المرحلة الحالية تضمنت الانتهاء من أكثر من 50 % من الخرسانة، وتم بناء الأساسات في الطابق الخامس من الملعب، وتجهيز أعمال تركيب سقف الملعب المعدني الموجود حالياً في الموقع، ومع بداية الأسبوع المقبل سيتم تركيبه بعد أن تم إرساء المشروع على مقاول إيطالي، وسيباشر في البداية تركيب غالبية السقف المعدني بعد الانتهاء من التجربة النهائية له. والمعروف أن المقاول الرئيسي بدأ أعمال بناء الملعب في 2016، فيما بدأت عمليات الحفر بعد اختيار المواقع ودراسة الجدوى في 2012. صرامة في تطبيق معايير السلامة قال ثاني الزراع إن اللجنة ملتزمة حرفياً بتطبيق معايير السلامة بدقة، وقال مفصلاً في هذا الجانب: "الاهتمام بالعمال جزء أساسي في عمل المشروع، ولدينا فريق كامل يتابع موضوع العمال، والمقاول هو المسؤول الأول عن العمال وتتم محاسبته عبر تقارير دورية تكشف ما يجري في طبيعة العمل، فضلاً عن تطبيق معايير وزارة العمل. أما عن معايير سلامة العمال في المشروع فهناك نظام يتم تطبيقه بحذافيره يحمي العمال في المشروع، ولا يتم الاعتماد على درجة الحرارة فقط وإنما في حال وصول درجة الحرارة لـ 37 درجة مئوية وارتفاع مستوى الرطوبة مثلا إلى 80 % أو 90 % نضطر لإيقاف العمل وفق نظام HUMIDEX الذي يعتمد على معدلات معينة تجمع بين درجتي الحرارة والرطوبة معاً، وعندما تصل إلى مستويات معينة يتوقف العمل فوراً. يتسع لـ 40 ألف مقعد بمساحة 60 هكتاراً الملعب يحاكي المحامل التقليدية يُعتبر هذا الملعب الذي صممته المعمارية الشهيرة الراحلة زها حديد واستلهمت تصميمه من المحامل التقليدية التي استخدمها قدامى نواخذة الوكرة للغوص بحثاً عن اللؤلؤ. ويشمل التصميم المبتكر للملعب هيكلاً فولاذياً داخلياً يُحاكي المحامل التقليدية من الداخل. سيكون الملعب، الذي سيصبح مقراً لنادي الوكرة الرياضي العريق، محاطاً بمنطقة سكنية تطبيقاً لمبدأ الاستدامة، تبلغ مساحتها 580 ألف متر مربع (60 هكتاراً) وتشمل مركزاً رياضياً حديثاً ومرافق خاصة بالمجتمع المحلي تضم متنزهاً ومسجداً ومدرسة وفندقاً ومركز تدريب مهني ومجموعة من المتاجر. وسيتم تقليص القدرة الاستيعابية للملعب الذي سيتسع لـ ٤٠,٠٠٠ مشجّع، عقب البطولة إلى 20 ألف متفرج. ويرتفع السقف عالياً بمعاونة العوارض الخشبية التي تنحني تحته، يحاكي بذلك هيكل السفينة، ويسمح للضوء بالمرور داخل الملعب بكل سلاسة. الإضاءة الطبيعية التي ستغمر المكان لن تتسبب في زيادة درجة الحرارة، فإلى جانب نظام التكييف المبتكر، سيلعب التصميم البارع دوراً في ضمان راحة المشجعين واللاعبين والمسؤولين. يسهم التحليل المفصل للمناخ المحلي الذي أجري على شكل الملعب، مع الديناميكية الهوائية والتظليل الأمثل من السقف (والذي يشتمل على كمية ضئيلة من الزجاج) إسهاماً كبيراً في السيطرة على درجة الحرارة. 5 آلاف عامل وقت الذروة وبخصوص اليد العاملة في المشروع قال الزراع: «يضم المشروع في الحالة الاعتيادية 1200 عامل، أما في حالة الذروة فيصل عدد العمال إلى 5000 عامل، وتقع على المقاول مسؤولية تأمين المنشآت والتجهيزات الخاصة بالعمال، وبعد الاطلاع عليها تمت الموافقة على ما قدمه المقاول.هناك طرف ثالث مستقل يقيم و يراجع حالة العمال في المشروع، وتصدر الهيئة الرقابية «إمباكت ليميتيد» تقارير دورية بشكل ربع سنوي نعتمد عليها في اختبار حالة العمال ومقاييس أخرى.» جولة «العرب» في ملعب الوكرة قامت «^» بجولة في موقع مشروع ملعب الوكرة، واطلعت على كل مرافق الملعب والأعمال الإنشائية التي أنجزت حتى اليوم، والتفاصيل الخاصة بطبيعة عمل العمال والطاقم المشرف على أعمال البناء وتطورها. وحظيت زيارة ««^»» باهتمام كبير من قبل الجهة المشرفة على مشروع ملعب الوكرة، وتم تقديم كل التسهيلات للحصول على المعلومات الخاصة بمراحل تطور ملعب الوكرة. كما عاينت «^» مغادرة العمال للملعب عند الساعة الحادية عشر صباحاً تطبيقاً لمبدأ السلامة، حيث تصل درجة الحرارة ذروتها على أن يستأنف العمل في الموقع بداية من الساعة الرابعة عصراً بنظام المداولة بين فرق العمل. فيديو خاص لـ «العرب» قدم ثاني الزراع فيديو خاصاً بزيارة ««^»» عبر موجز يروي مراحل تقدم مشروع ملعب الوكرة بكل أعماله الإنشائية، وصولاً إلى الأعمال القائمة والمعايير المتبعة في مواقع العمال، وتطبيق مبدأ السلامة، كما تحدث الزراع عن أبرز الأعمال التي تطور بها المشروع، الذي سيتحول لملعب مونديالي بنهاية عام 2018. مترو الوكرة جاهز في 2019 تشرف اللجنة العليا للمشاريع والإرث على الملاعب، وكذا مشاريع المونديال والمناطق المحيطة بها، بما فيها مشاريع «الريل» المقرر أن تربط الملاعب بمختلف المناطق الحيوية في الدولة. محطة مترو الوكرة تبعد عن الملعب بمسافة تقدر بثلاثة كيلومترات، واللجنة تتابع سير العمل فيها بشكل دوري من خلال شراكتها مع «الريل»، ومن المقرر أن تنتهي الأشغال في 2019 بمحطة المترو الموجودة في مدينة الوكرة. مراحل بناء المشروع المقاول نوعية العمل بداية الأشغال نهاية الأشغال MANA تجهيز مكاتب /السياج/ الأشغال التمهيدية 01 ديسمبر 2013 24 أغسطس 2014 HBK الحفر / الأعمال الأرضية والأساسات 14 أبريل 2014 31 أكتوبر 2015 MPS JV MIDMAC-PORR-SIX CONSTRUCT الأشغال الأساسية: تصميم الملعب وبناؤه السوق المجتمعي 3 يناير 2016 2 نوفمبر 2018 AL BALAGH مركز الطاقة 1 أغسطس 2016 31 مارس 2018 COASTAL تركيب المقاعد 16 مارس 2016 31 أكتوبر 2018 SCHLUMBERGER OVERSEAS SA الحفريات العميقة 16 نوفمبر 2016 16 يناير 2017;
مشاركة :