دبلجة الأعمال الفنية في خدمة السياحة المصريةاستطاع الشاب المصري وسام مجدي أن يستخدم أدواته التي لازمت شخصيته منذ الطفولة كحبه للترجمة الفورية من اللغة العربية إلى الإنكليزية، ودبلجة الأعمال الفنية الناطقة بالعامية المصرية إلى لغات أجنبية، وذلك خدمة للسياحة المصرية.العرب نجوى درديري [نُشر في 2017/08/02، العدد: 10710، ص(16)]ترجمة بعيدة عن الابتذال القاهرة – أسس الشاب المصري وسام مجدي، وهو مهندس صوت، مع خمسة من أصدقائه مشروعا أطلقوا عليه “مبرمجو الفن” يضم مطربين ومترجما، واستطاعوا خلال فترة وجيزة ترجمة أكثر من 74 أغنية من التراث والأغاني الحديثة، وتمت ترجمة أناشيد وابتهالات للشيخ النقشبندي إلى اللغة الإنكليزية، وأداءها صوتيا بشكل أبهر من استمعوا إليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وتقوم فكرة “مبرمجو الفن” على ترجمة الأعمال الفنية المصرية إلى اللغة الإنكليزية، بإضافة الصوت إلى الصورة على أن يكون الأداء غير مخل بأداء الممثلين الحركي. وقال مجدي لـ”العرب”، إنه استفاد كثيرا من عمله في مجال تصنيع ماكينات التحكم الرقمي بأحد مصانع الأجهزة الكهربائية وعمله كـ”فويس أوفر” يقوم بقراءة خلفية الأفلام الوثائقية والتسجيلية ومقدمات الإعلانات والدوبلاج للأفلام. وأكد أن هذه الأمور دفعته إلى دبلجة الأعمال الفنية الدرامية المصرية، ثم انتقل إلى العمل بشركة للنظم والمعلومات يعمل بها أجانب، وهو ما ساعده على البدء بشكل جاد في تنفيذ مشروعه. ولاحظ إعجاب جنسيات كثيرة بالأعمال الفنية المصرية، والاستماع إلى الأغاني القديمة، لكن الأجانب لا يفهمونها بسبب عدم إتقان اللغة العربية، وكانوا يتأثرون بالألحان والأغاني، الأمر الذي جعله يفكر في ترجمتها إلى اللغة الإنكليزية. وبدأ مجدي بمقطع من إحدى أغنيات أم كلثوم، فأعجبت الفكرة من كانوا حوله من خبراء صينيين وتفاعلوا معها، وبالتدريج استطاع ترجمة أغانٍ كاملة، وجعل عمله لساعات متأخرة من الليل في صيانة الماكينات ومسألة ترجمة الأغاني ومشاهد الأفلام أمرا مسليا له ولغيره من فريق العمل. وأوضح لـ”العرب” أنه يقوم بعرض الكلمات المترجمة للأغنية والتي يقوم بتركيبها على ملحنين، ليؤكدوا له عدم شذوذه عن اللحن الأصلي للأغنية. ولم يكتف بأن تكون فكرته داخل أسوار المصنع الذي يعمل فيه، فهو يقوم بالتمثيل والغناء بصوته، ولأنه يقوم بتسجيل صوته على أعمال فنية تتم دبلجتها من الإنكليزية إلى العربية، طرح فكرة دبلجة الأعمال المصرية على المخرج مجدي أبوعميرة، فأعجب بها كثيرا ولفت انتباهه إلى عرضها على شركات إنتاج لتبنيها.مجدي يعتقد أن دبلجة الأعمال الفنية للإنكليزية تحقق مكاسب هائلة للمنتج بتوزيعها على أسواق في أوروبا وآسيا وأفريقيا ويعتقد مجدي أن دبلجة الأعمال الفنية للإنكليزية تحقق مكاسب هائلة للمنتج، بتوزيعها على أسواق في شرق أوروبا وآسيا وأفريقيا. ودبلجة الأعمال الفنية لا تكلف مبالغ كبيرة، ويمكن أن تساهم في تحقيق العالمية لفنانين مصريين تعتبر اللغة عائقا أمامهم للانتشار خارج المنطقة العربية. وفن الدوبلاج يقوم على دراسة حركة شفاه الممثلين بشكل جيد، ويتم تطابق الصوت على الصورة بما لا يجعل هناك نشازا، وتهتم شركات الإنتاج والتوزيع باستجلاب الأعمال التركية والهندية والأميركية والمكسيكية إلى العربية وأحيانا العامية المصرية، وتخصص قنوات الأطفال مساحة كبيرة لدبلجة أفلام الكرتون إلى اللغة العربية. ولا ينسى مجدي فضل والدته عليه منذ طفولته وحرصها على تعليمه اللغة الإنكليزية بطلاقة، وقال لـ”العرب” “بدأت بترجمة أغاني أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب ووديع الصافي ومحمد عبده، والأمثال الشعبية والمقولات المصرية المأثورة منذ صغري، وهي التي دفعتني، ولا زالت، لطرح الفكرة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لجذب انتباه مستخدميها”. ويمكن للفكرة أن تساعد إلى حد كبير في تنشيط السياحة المصرية، حينما يقوم مجدي بعمل دوبلاج للأفلام التسجيلية عن أهم المناطق السياحية إلى عدة لغات في العالم، وقال إنه على استعداد لعمل ذلك دون مقابل مادي حبا في بلده مصر ورغبة في تنشيط اقتصادها. ومن المقاطع التي قام مجدي بعمل دوبلاج لها وحققت شهرة عالية المقطع الذي كان لمشهد من أحد أعمال الفنان المصري محمد رمضان، وكان يصور بلطجة الشارع واستخدام مفردات لا يفضلها المشاهدون. وعن اختياره لمشاهد العنف في الدراما المصرية ونقل صورة سلبية إلى المشاهد في الغرب، أكد مجدي أن أفلام الرعب موجودة في السينما العالمية وتنقل أعمال العنف والسرقة والقتل والبلطجة جنبا إلى جنب نقلها للصفات الجيدة في المجتمع الأميركي، مثلا. ويتغلب مجدي على الكلمات البذيئة أو التي لا يستطيع ترجمتها من اللهجة العامية المصرية إلى الإنكليزية، باستبدالها بكلمات لائقة تكون الأقرب إلى إيصال المعنى دون الإخلال بالمشهد. ولفت إلى أن مشروع الدوبلاج الخاص به لن يتوقف على الأعمال الفنية فقط، بل سيتطرق إلى دبلجة الموسوعات والمواد العلمية حتى يسهل فهمها من قبل تلاميذ المدارس وتسهيل تعليم الإنكليزية للأطفال، ناصحا بأهمية أن يشاهدوا الأعمال الفنية والعلمية ويستمعوا إلى الأغاني الأجنبية، حال رغب الأطفال في تحسين نطق الإنكليزية، كما فعلت أمه معه في طفولته.
مشاركة :