الملابس المستعملة تجذب الأسر المصرية بقلم: نجوى درديري

  • 6/29/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الملابس المستعملة تجذب الأسر المصريةتمثل الأسواق الشعبية للملابس في العاصمة المصرية القاهرة حلا للطبقة محدودة الدخل لشراء الملابس خاصة في أيام العيد، ومن تلك الأسواق سوق “العتبة” و”وكالة البلح” وتعد سلعهما الأكثر مبيعا وجذبا للمصريين من مختلف طبقات المجتمع. أما الطبقة التي تبحث عن الملابس ذات العلامات التجارية العالمية المرتفعة الثمن فقد اتجهت إلى المراكز التجارية الكبرى، غير أن محلات الملابس التركية تعرض منتجاتها بأسعار تناسب ميزانية الأسرة متوسطة الدخل.العرب نجوى درديري [نُشر في 2017/06/29، العدد: 10676، ص(21)]ربات بيوت يجدن ضالتهن في الأسواق الشعبية في جولة لـ”العرب” بعدد من الأسواق الشعبية قبل عيد الفطر لوحظ الازدحام الشديد بها عقب موعد الإفطار، سواء لشراء الملابس الجديدة أو المستعملة، في حين كان الإقبال على المحلات غالية الثمن محدودا ولا يوجد بالمحل إلا زبون واحد (مشترٍ) أو زبونان على الأكثر في نفس الوقت. رواد أزقة وكالة البلح الضيقة المزدحمة بالمارة والملابس من مختلف العلامات التجارية يعرفون مواعيد فتح “بالات” الملابس (البالة هي كيس ضخم من نسيج الخيش مملوء بالملابس يأتي من الخارج) فيسارعون إليها ليفوزوا بالقطع الأفضل والأجود من حيث الشكل وخامة القماش، و”الوكالة” الموجودة في قلب القاهرة بمنطقة بولاق أبوالعلا يأتي إليها الغني والفقير ليشتري كل منهما احتياجاته بأسعار ارخص مقارنة بتلك العلامات التي تباع بمبالغ مرتفعة في المولات الكبرى والتي ازداد سعرها بشكل قياسي بعد ارتفاع الدولار. ورغم ارتفاع الأسعار أصرت بعض المحلات على المحافظة على زبائنها من خلال تقديم أسعار معقولة حتى ولو كانت السلع من ماركات عالمية. وأكد محمد علام وهو بائع بأحد هذه المحلات لـ”العرب” أن حركة الشراء ازدادت اطرادا منذ منتصف رمضان، وأن الأسعار تبدأ من مئة جنيه (حوالي 5 دولارات) للقطعة الواحدة، كما تمنح زبائنها عروضا وتخفيضات تجذبهم للشراء. وكان لافتا أن إقبال متوسطي الدخل الذين تتجاوز مداخيلهم 1000 دولار شهريا على شراء ملابس العيد من المحلات الكبرى قد انخفض بسبب ارتفاع الأسعار إلى أكثر من الضعف وراحوا يقبلون على شراء الملابس التركية الأقل سعرا والأفضل من حيث الجودة من السلع المصرية، وهناك توكيلات تركية بمصر تنتشر فروعها بكثافة في المحافظات الكبرى وتتركز بشكل كبير في العاصمة. محروس محمد البائع بسوق وكالة البلح لفت إلى أن نسبة إقبال الزبائن على الشراء هذا العام مرتفعة للغاية مقارنة بالأعوام الماضية، مرجعا ذلك إلى ارتفاع الأسعار في محلات بيع الملابس، لافتا إلى أن الغني والفقير ومتوسط الحال يأتون لشراء الملابس المستعملة ذات العلامات التجارية العالمية، فأسعارها لا يمكن مقارنتها بمثيلتها في المحلات الأخرى. وأكد أن الزبائن لا يعنيهم إن كانت الملابس مستعملة أو جديدة، فالزبون يهتم في الأساس بحالتها وبعد تنظيفها وكيها يصبح شكلها جيدا فلا يستطيع أي أحد التمييز بينها وبين الجديدة. نجلاء مصيلحي، مهندسة كمبيوتر وأم لثلاثة أطفال، أكدت لـ”العرب” أن الميزانية التي تخصصها كل عام لشراء احتياجاتها من ملابس العيد لها ولزوجها ولأطفالها لم تعد تكفي. وقالت إنها كانت في الأعوام السابقة تستطيع شراء علامات تجارية معروفة أما في هذا العام فقد لجأت إلى المحلات التركية، وأضافت “حتى هذه المحلات ارتفعت أسعارها بشكل كبير لكننا مجبرون على الشراء منها في نهاية الأمر مع خفض الكميات، فبدلا من شراء قطعتين أو ثلاث من الملابس للطفل الواحد أصبحنا نكتفي بقطعة واحدة”.وكالة البلح الموجودة في قلب القاهرة يأتي إليها الغني والفقير ليـشتـري كل منـهما احتيـاجاته بأسعار أرخص وأشارت إلى أنها لجأت إلى سوق وكالة البلح غير أنها لم تستطع قضاء شؤونها بسبب الزحام الشديد، ولفتت إلى أن الزبائن القدامى يعرفون جيدا الوقت المناسب للشراء فيحصلون على أفضل الملابس، كما أشارت إلى أن تلك الأماكن ليست مجهزة بأركان لتغيير الملابس، وبالتالي تجد النساء تحديدا صعوبة في ذلك ما يضطرهن للشراء دون قياس الملابس فيصبح الأمر خاضعا للحظ. أشارت منى عمر، وهي طبيبة، إلى أنها مازالت تشتري الملابس ذات العلامات التجارية العالمية رغم ارتفاع أسعارها فهي لا تستطيع التنازل عن مستوى معين في اللباس، ولكونها تعمل مديرة لمستشفى خاص فهي تحتاج دائما إلى وجاهة المنظر كما أنها تختلط بأوساط اجتماعية يحرص أفرادها على ارتداء الملابس من أفضل بيوت الأزياء العالمية. ولفتت منى لـ”العرب” إلى أنها في أضيق الحدود تشتري ملابسها من مصر لأنها كثيرة السفر إلى الخارج وتشتري ما يلزمها من ملابس من أوروبا وأميركا، وأكدت أن الأسعار في مصر أغلى من الخارج بسبب استغلال التجار مسألة ارتفاع الدولار لجني مكاسب هائلة مُبالغ فيها. اتجهت سيدات مصريات كثيرات منذ سنوات للسفر إلى تركيا وشراء ما يلزمهن وعائلاتهن وصديقاتهن من الملابس الأوروبية والتي تقل أسعارها بكثير عن أسعار مثيلتها في مصر، كما أن سعر تذكرة الطيران لتركيا وتكاليف الإقامة بها تُعد في حدود المعقول، والبعض منهن تحوّل التسوق عندهن إلى تجارة مربحة في هذا التوقيت من كل عام. قالت هند مصطفى، ربة بيت، لـ”العرب”، إنه حتى قبل ارتفاع أسعار الدولار كانت محلات الملابس المصرية ذات العلامات التجارية العالمية تغالي جدا في أسعارها ما جعلها تفكر مع صديقاتها في السفر إلى تركيا من أجل الترفيه وشراء الملابس، ولفتت إلى أنه عقب تعويم الجنيه المصري زادت الأسعار إلى أكثر من الضعف، علاوة على فرض الحكومة “الضريبة المضافة” على المنتجات المصرية والتي تبلغ نسبتها 13 بالمئة، ما جعل الأسعار مبالغا فيها. وقارنت مصطفى بين سعر فستان تركي يباع في مصر بالنسبة لمثيله في تركيا قائلة إن الأول يصل سعره إلى 20 دولارا في حين يتعدى سعره في مصر الخمسين دولارا، أما القميص الرجالي فإن الذي سعره بتركيا 15 دولارا يبلغ ثمنه في مصر 70 دولارا. وقالت إنها أنشأت مجموعة خاصة بالسيدات على تطبيق الـ”واتس آب” تضع عليه صور الملابس التي تستوردها ليخترن منها حاجياتهن وتتفق معهن على موعد ومكان للتسليم، إضافة إلى أنها تخصص يوما من كل شهر لعرض تلك الملابس في منزلها، وأكدت أنها تسافر أكثر من مرة في العام الواحد ويكون ذلك قبل المناسبات والأعياد بشهر كامل.

مشاركة :