عقد وزير الخارجية المصرية، سامح شكري، جلسة مباحثات، أمس، مع نظيره الجزائري عبدالقادر مساهل بالقاهرة، تناولت بحث تطورات أزمة قطر وليبيا، مشدداً على التمسك بتنفيذ المطالب التي قدمت لقطر. وقال المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، المستشار أحمد أبوزيد، إن الوزير الجزائري استمع باهتمام إلى تقييم شكري لمستجدات أزمة قطر، على ضوء الاجتماع الرباعي الأخير، الذي عقد بالمنامة، والذي أكد خلاله ما تلمسه دول الرباعي من عدم جدية الجانب القطري، في التعامل مع شواغل الدول الأربع، مشدداً على التمسك بتنفيذ المطالب التي قدمت لقطر. شكري أعرب عن تطلع مصر لتنسيق المواقف مع الجزائر، سواء في الإطار العربي، أو من خلال الأمم المتحدة، للتصدي بحزم للدول الراعية للإرهاب. من جهته، أكد مساهل أن الجزائر تتابع - عن كثب - تطورات الأزمة القطرية، كما قام بإحاطة شكري بأهداف ونتائج جولته الخليجية الأخيرة. وأعرب شكري عن تطلع مصر لتنسيق المواقف مع الجزائر، سواء في الإطار العربي، أو من خلال الأمم المتحدة، للتصدي بحزم للدول الراعية للإرهاب. وأشار المتحدث باسم الخارجية المصرية إلى أن الجانبين تبادلا، خلال اللقاء، التقييم حول مستجدات الأزمة الليبية، كما عرضا لنتائج اتصالات بلديهما مع مختلف الأطراف الليبية، حيث أطلع الوزير الجزائري نظيره المصري على نتائج زيارة رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج الأخيرة للجزائر، كما استعرض شكري الجهود التي قامت بها القاهرة لتقريب وجهات النظر لرأب الصدع بين القيادات الليبية، فضلاً عن نتائج لقاءاته مع السراج، وقائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، خلال زيارته الأخيرة لباريس، مؤكداً في هذا الصدد أن الحل السياسي القائم على اتفاق الصخيرات، هو الحل الوحيد للأزمة في ليبيا، ومشدداً على ضرورة تنسيق المواقف بين مصر والجزائر، باعتبارهما دولتين جارتين مباشرتين لليبيا، والأكثر تأثراً بتدهور الأوضاع فيها، مؤكداً أن استقرار ليبيا هو ضمان لأمن واستقرار البلدين. وأضاف أبوزيد أن اللقاء تناول، أيضاً، أبرز تطورات القضايا على الساحة العربية، حيث استعرض شكري الموقف المصري الثابت منها، وفي مقدمتها الأزمة السورية، والوضع في اليمن والعراق، والتدخلات من خارج المنطقة في الشؤون الداخلية للدول العربية، فضلاً عن القضية الفلسطينية على ضوء التطورات الأخيرة في القدس. كما استحوذ ملف إصلاح جامعة الدول العربية على قدر من النقاش، حيث اتفق الجانبان على تشكيل لجنة مصرية جزائرية، لتناول موضوع إصلاح جامعة الدول العربية، والتي يمكن أن تتسع عضويتها لتشمل دولاً عربية أخرى، راغبة في التباحث بهذا الشأن. كما تناول وزيرا الخارجية التنسيق بين البلدين، حول أبرز القضايا المطروحة على الساحة الإفريقية والملفات المهمة، في إطار الاتحاد الإفريقي، إضافة إلى موضوع مكافحة الإرهاب، والتهديدات الناجمة عن انتشار التنظيمات الإرهابية في ليبيا، والقرن الإفريقي، ومنطقة الساحل والصحراء. وكان شكري أعرب، في مستهل اللقاء، عن ترحيبه بنظيره الجزائري، في أول زيارة ثنائية له لمصر، عقب توليه حقيبة الخارجية في التشكيل الحكومي الأخير، مشيراً إلى تطلع مصر إلى مزيد من التنسيق والتشاور بين البلدين، سواء على المستوى الثنائي، أو على الصعيدين الإقليمي والدولي. من جانبه، أكد مساهل خصوصية العلاقات التي تربط البلدين، معرباً عن تطلع بلاده إلى مواصلة العمل على تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف المستويات، خصوصاً السياسية والاقتصادية، والاتفاق على آليات تسهل عملية انتقال المواطنين بين البلدين، بالإضافة إلى تنفيذ توصيات اللجنة العليا المشتركة، برئاسة رئيسي وزراء البلدين، والتي عقدت آخرة دوراتها في 2014، حيث أعرب الوزير شكري في هذا الصدد عن تطلع مصر لعقد الدورة الجديدة بالجزائر، في أقرب فرصة ممكنة، قبل نهاية العام الجاري. كما بحث الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، أمس، مع وزير خارجية الجزائر تطورات الأوضاع في ليبيا. وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، علاء يوسف، في بيان، إن وزير خارجية الجزائر أكد حرص بلاده على الاستمرار في التشاور والتنسيق مع مصر، حول عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها الوضع في ليبيا، وسبل دعم جهود استعادة الأمن والاستقرار هناك، بالإضافة إلى كيفية إصلاح منظومة العمل العربي المشترك، بحيث تصبح متسقة مع التطورات المتسارعة، على المستويين الإقليمي والدولي. وطبقاً للمتحدث، أشار الرئيس المصري إلى التحديات المشتركة التي تواجهها الدولتان، وعلى رأسها خطر الإرهاب، مشدداً على ضرورة تطوير آليات التعاون بين البلدين، وتكثيف التنسيق بينهما، للتغلب على التحديات القائمة. وأكد أهمية الاستمرار في التنسيق والتشاور المكثف بين دول جوار ليبيا، من أجل تعزيز الجهود المبذولة لاستعادة الاستقرار، والحفاظ على وحدة وسيادة الدولة الليبية، ومساندة مؤسساتها الوطنية، وصون مقدرات شعبها. وبحث الطرفان بعض القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، من بينها تطورات الأوضاع في ليبيا، حيث أكد الجانبان حرصهما على دفع العملية السياسية قدماً، مؤكدين ثقتهما بقدرة الأشقاء الليبيين على التوصل إلى حل سياسي للأزمة هناك.
مشاركة :