أعلنت حركة المقاومة الاسلامية حماس الخميس مبادرة من سبع نقاط للمصالحة مع السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس ترتكز على إلغاء إجراءات الحكومة الفلسطينية الاخيرة وبينها إحالة آلاف الموظفين من غزة الى التقاعد، مقابل إلغاء اللجنة التي شكلتها حماس لإدارة القطاع. وقال عضو المكتب السياسي في حماس صلاح البردويل في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه «إن حركة حماس تمد يدها للمصالحة الفلسطينية على أسس واضحة وسليمة ومعمقة»، مطالبا بـ«الإلغاء الفوري لكل الاجراءات التي فرضت على غزة بحجة تشكيل اللجنة الإدارية الحكومية». كما أعلن استعداد «حماس لإنهاء اللجنة الحكومية لمهمتها الطارئة فور تسلم حكومة الوفاق مسؤولياتها كافة في قطاع غزة». وأحالت الحكومة الفلسطينية برئاسة رامي الحمد الله في مطلع يوليو أكثر من ستة آلاف من موظفيها في قطاع غزة إلى التقاعد المبكر، وكانت قبل فترة توقفت عن دفع فاتورة الكهرباء التي تؤمنها اسرائيل لتغذية القطاع، ما دفع الدولة العبرية إلى خفض الإمدادات بالتيار الكهربائي، كما أعلنت الحكومة في ابريل خفض رواتب موظفيها في قطاع غزة. وجاءت هذه الإجراءات في إطار ضغوط إثر إعلان حماس في مارس «لجنة إدارية» خاصة لشؤون قطاع غزة تألفت من سبعة اعضاء. وشدد البردويل على «الشروع الفوري في حوار وطني ومشاورات لتشكيل حكومة وحدة وطنية وتفعيل المجلس التشريعي الفلسطيني بالتوافق لأداء مهامه المنوطة به». وتضمنت مبادرة حماس أيضا «التحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية وانتخابات المجلس الوطني، وعقد اجتماع فوري للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير لاتخاذ القرارات الوطنية الملزمة للجميع». والتقى عباس الثلاثاء الماضي في مقر الرئاسة في مدينة رام الله وفدا من حماس برئاسة ناصر الدين الشاعر. وقالت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية «وفا» إنه جرى خلال اللقاء «استعراض الاوضاع العامة وسبل تعزيز الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام وإعادة اللحمة إلى الأرض والشعب الفلسطيني». ولم يجتمع المجلس التشريعي الفلسطيني منذ 2007، وهو العام الذي سيطرت فيه حماس على قطاع غزة بالقوة وطردت منه حركة فتح. كذلك، لم تجر أي انتخابات رئاسية منذ العام 2005، وبقي عباس في السلطة رغم انتهاء فترة رئاسته. وحصلت القطيعة بعد أن فازت حماس في انتخابات 2006 التشريعية، إلا أن المجتمع الدولي رفض قبول حكومة حماس وطالب الحركة أولا بنبذ العنف والاعتراف باسرائيل واحترام الاتفاقات بين الفلسطينيين والقادة الاسرائيليين، وتطور الامر الى تفرد حماس بالسيطرة على قطاع غزة بعد مواجهة دامية مع القوات الموالية لعباس. ووقعت حركتا فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحماس اتفاق مصالحة وطنية في ابريل 2014، تلاه تشكيل حكومة توافق وطني، إلا أن حركتي حماس وفتح أخفقتا في تسوية خلافاتهما، ولم تنضمحماس عمليا الى الحكومة.
مشاركة :