مؤشر فيكس من بورصة شيكاغو CBOE الذي يقيس تقلبات الأسهم الضمنية - ما يُسمى مؤشر الخوف - وصل الأسبوع الماضي إلى أدنى نقطة منذ إنشائه. بالنسبة لكثيرين. هذا سيبدو أمرا مشوها تماما في ضوء خليط عوامل اللبس التي تلقي بظلالها على السوق. تراوح المخاوف بشأن قدرة البنوك المركزية بين المقدرة على إدارة خروج سلس من برنامج التسهيل الكمي وتهديدات كيم جونج يون بمهاجمة الولايات المتحدة بالأسلحة النووية. لذلك يجب طرح السؤال التالي: هل يعمى المستثمرون بشكل متزايد عن رؤية الخطر؟إذا كانوا كذلك، لن تكون هذه أول مرة. التهاون هو واحد من الشروط المُسبقة للتحوّل من الأسواق الصاعدة إلى الأسواق الهابطة. السوق الحالية ناضجة وتتسم بكثير من علامات التحذير الكلاسيكية المرافقة. لنأخذ أولا النسبة المتزايدة باستمرار للمكاسب في مؤشر ستاندارد آند بورز 500 التي تولّدها مجموعة صغيرة جدا من الشركات، وهي فيسبوك، وأمازون، وأبل، ونيتفليكس، وجوجل (الآن ألفابيت)، أو مجموعة Faang.كنت موجودا حين نشأت السوق الصاعدة الكبيرة في الستينيات عندما انشغل المستثمرون بالمثل بمجموعة صغيرة (وإن كانت أكبر) من الشركات المعروفة باسم "نيفتي فيفتي" (الشركات الـ 50 الأنيقة). هذه كانت شركات ذات أرباح عالية ومنتظمة حيث يُزعم أن بإمكانك الشراء على أساس مضاِفات أرباح سعر مرتفعة جدا والمحافظة على الربحية إلى الأبد. لسوء الحظ، فإن الشركات الـ 50 كانت تشتمل على شركات صغيرة مثل بولارويد وزيروكس، جنبا إلى جنب مع شركات عملاقة مثل جنرال إلكتريك وكوكا كولا. لقد كانت قصة رائعة طالما كانت باقية.واشتملت قصص أخرى من هذا القبيل على الخوف في السبعينيات من نفاد العالم من النفط، الذي دفع بشركات النفط إلى مضاعِفات مرتفعة جدا. بالنظر إلى ارتفاعات أسعار النفط المستوحاة من منظمة "أوبك" في منتصف وأواخر السبعينيات، كان هناك قدر كبير من الزخم وراء السوق الصاعدة. الخلل كان أن المستثمرين تجاهلوا المرونة المتواصلة التي يُمكن الاعتماد عليها للعرض والاستبدال، وهو طريقة أخرى للقول إن آلية السعر نجحت، وإن كان مع تأخير، لضمان تخمة في الثمانينيات.ثم كانت هناك فقاعة التكنولوجيا، ووسائل الإعلام والاتصالات في أواخر التسعينيات. في حين أنه كان هناك شيء ما في القصة، كما هي الحال غالبا في أي فقاعة، إلا أنها كانت مبالغا فيها بشكل ميؤوس منه، فقد أُنفقت الثروات على أسهم في الشركات التي كانت خالية من الأرباح أو التكنولوجيات القابلة للتطبيق. بالتالي، فيما يلي بعض الدروس الصالحة للمُكرّسين لمجموعة شركات Faang.في حين أن تقييم الأسهم مُبالغ فيه اليوم بحسب مقاييس مثل "نسبة السعر إلى الأرباح" المعدلة دوريا، إلا أن دوران الطفرة ليس بمستويات فقاعة "دوت كوم". يجب أن يكون هناك مزيد من القلق بشأن نوعية الأرباح. الكثير يأتي من خفض التكاليف وليس من توليد الإيرادات؛ ويأتي أيضا من عمليات إعادة شراء الأسهم التي ترفع أرباح السهم الواحد دون تحسين أداء الشركة. وفقا لبيانات تدفق الأموال من الاحتياطي الفيدرالي، بلغت عمليات إعادة شراء الأسهم ذروتها في الربع الأول من العام الماضي وانخفضت منذ ذلك الحين. هذا أمر ينذر بالشؤم لأن قطاع الشركات كان أكبر مشتر للأسهم منذ تحوّل السوق في عام 2009.هذا يُسلط الضوء على ميزة أخرى مُثيرة للقلق لهذه السوق الصاعدة الطويلة، وهي نسبة السوق المدفوعة الآن من المستثمرين الحساسين للأسعار. عمليات إعادة الشراء مؤيدة للدورية وتوقيتها هو علامة على رغبة الرؤساء التنفيذيين في تضخيم المكافآت المتعلقة بأداء أرباح السهم الواحد. في الوقت نفسه، تم تعزيز الاستثمار السلبي من خلال وصول الصناديق التي يتم تداولها في البورصة، التي كانت ثاني أكبر مشتر للأسهم خلال السوق الصاعدة. هذا النهج يحكم مستثمري الصناديق التي يتم تداولها في البورصة لشراء أسهم بقيمة مُبالغ فيها وبيع أسهم بقيمة أقل من قيمتها الحقيقية. ولا أحد يعرف كيف سيكون أداء الصناديق التي يتم تداولها في البورصة في حالة الركود.لتقريب الصورة فقط، لا بد من الإشارة إلى أن معايير حوكمة الشركات تتآكل. حالة شركة سناب، التي تُدير تطبيق رسائل الخلوي سنابشات، تلخص لنا الفكرة بأكملها. جاءت إلى السوق في وقت سابق من هذا العام تعرض على المستثمرين أسهما دون حقوق تصويت على الإطلاق، لكن الشهية للمخاطر كانت تبدو بأعلى حدة لها في أسواق السندات. عقود السندات في كل مكان تضعُف ويتم تقييم سندات الأسواق الناشئة على أساس يبدو أنه يتجاهل أن الأسواق الناشئة هي أماكن تحدث فيها الاضطرابات والمشاكل. هذه الاضطرابات لديها عادة سيئة هي إرسال الشركات إلى خانة الإعسار، فالأرجنتين، معروف أنها تصاب بالإعسار باستمرار، إلا أنها كانت قادرة في حزيران (يونيو) الماضي على إصدار سندات لأجل 100 عام، على الرغم من أنها أصيبت بالإعسار في وقت قريب جدا هو عام 2014.المغزى هو أن هذا هو الوقت حيث ينبغي على المستثمرين فيه خفض المخاطر، وليس اتّخاذ مزيد منها. مؤشر فيكس وسندات الأرجنتين لأجل قرن يُظهران أن ما يحدث هو عكس ذلك تماما.Image: category: FINANCIAL TIMESAuthor: جون بليندر من لندنpublication date: الجمعة, أغسطس 4, 2017 - 03:00
مشاركة :