متحف خليل بالجيزة .. تحفة فنية على ضفاف النيل

  • 8/4/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

متحف الفنان محمد محمود خليل، أسّسه صاحبه، للحفاظ على مقتنيات فنية مصرية وغير مصرية فذة، بالرغم من كونه رجلا سياسيا تولى رئاسة مؤسسات حكومية، إلا أنه على الجانب الآخر كان مهتما بالفنون الجميلة، حيث شارك في تأسيس جمعية الفنون الجميلة التي أنشئت عام 1924، وتولى رئاستها أيضا، كما اهتم بجمع الأعمال الفنية والكتب الأدبية والموسيقية، ما تحول فيما بعد إلى متحف فني حمل اسمه. وُلد محمد محمود خليل عام 1877، وتربى وسط عائلة تعمل بالزراعة، ولديها أراض بمساحات ساشعة، وهو ما دفع الفنان الراحل إلى دراسة المجال الزراعي والعمل به، كما أنه درس القانون، ولكن بعدما سافر إلى فرنسا خلال عام 1903 بعد ذلك بواحد وعشرين عاما، أي عام 1924 تزوج من “إميلين” وهي فنانة فرنسية، كانت تدرس الموسيقى وتحب الرسم كثيرا، بعد ذلك عاد بها إلى مصر ليقيم في بيته بالجيزة. تلاقت هوايات خليل مع زوجته الفرنسية، حيث كان يهوى هو أيضا الرسم والموسيقى والأدب، لذلك سعى الزوجان لاقتناء الأعمال الفنية المتميزة. وهذه الرحلة بدأت بتدشين مكتبة منزلية، تضم الكثير من الكتب الأدبية والموسيقية، وظلا يتابعان رحلتهما حتى جمعا أربعمائة كتاب، كانت جميعها باللغة الفرنسية، فضلا عن 2794 كتابا آخر باللغة العربية ولغات أخرى، وخصص خليل لهذه المكتبة دورا كاملا في القصر الذي كان يعيش فيه مع زوجته، وقرّر خليل أن يترك هذه الكنوز الفنية في ذمة زوجته لكي تحافظ عليها وإن لم تستطع أوصاها بتسليمها للحكومة. وفي عام 1962، تحولت مكتبة محمد محمود خليل إلى متحف رسمي افتتح من قبل الحكومة المصرية، ولكن بعد حدوث تصدعات بالقصر الذي أصبح مصدر خطر يهدد مختارات كنوز الفن، نقل المتحف في عام 1971 إلى أحد قصور الزمالك، وهو قصر مهيب كان ملكا للأمير عمرو إبراهيم أحد أحفاد الخديوي إسماعيل. يمتاز هذا القصر بفخامته ورقيه المعماري، لذلك وجدته الحكومة مكانا مناسبا لاستقبال كنوز مثل التي تضمنتها مكتبة الفنان محمد محمود خليل، وبعد مرور تسع سنوات تم افتتاح متحف الفنان الراحل بحي الزمالك رسميا. وبعد إتمام مهمة ترميم قصر الفنان خليل بالجيزة وبناء الأجزاء المتهدمة منه، قامت الحكومة بنقل المتحف إليه بكافة مقتنياته الفنية من كتب ولوحات وتماثيل، لا سيما بعدما تعرض المتحف في حي الزمالك للسرقة، حيث سُرقت إحدى اللوحات الفنية المهمة، ولكن سرعان ما عادت هذه الكنوز إلى قصر الزمالك مرة أخرى، فقد تبين أن موقع المتحف بالزمالك يضيف إلى الكنوز الفنية التي يقتنيها، لا سيما أن القصر المقام به المتحف من أكثر الأماكن عراقة، كما أن قربه من النيل منح المتحف رونقا آخر تفرّد به عن كافة المتاحف المصرية. ويتكون متحف الفنان محمود خليل من مدخل شيّد على الطراز الفرنسي الكلاسيكي، حيث يجمع بين الكثير من الزخارف الفنية التي تعبر عن الثراء والرقي، بالإضافة إلى مدخل آخر في الجانب الشمالي من المتحف، يحتوي على نافذة غطت بالزجاج المعشق، تلي المدخل الرئيسي للمتحف حديقة صغيرة تفصل بينه وبين مبنى القصر يتوسطها ممر يمتد بين المدخل ومبنى القصر، ثم مدخل صغير داخلي يعقبه سلم يؤدي إلى الطابق الأول والثاني، وسلم آخر داخلي يجمع بين الأدوار الثلاثة، حيث يتكون المتحف من الدور الأرضي أو ما يسمى بـ "البدروم" والأول ثم الثاني، كما أن به مخزنا خصص للاحتفاظ بالمقتنيات الفنية التي تحتاج إلى معالجة وإعادة ترميم مثل التماثيل. وتشير د. فاطمة مدكور، أستاذة الآثار بكلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا، إلى أن مقتنيات متحف الفنان محمود خليل شملت الكثير من الأعمال الفنية النادرة، بعضها مصري والبعض الآخر أجنبي، حيث يضم المتحف مجموعة من الآثار ذات الطراز الياباني، وضعت هذه الكنوز في مدخل المتحف بالدور الأرضي، الذي يحتوي على خمس قاعات أبرزها قاعة تضم تمثالا واحدا من البرونز لأحد الفنانين الأجانب. يتميز هذا التمثال بكونه فريدا ومميزا، كما تضم القاعة أيضا مجموعة من الأطباق التركية تجاورها سجادة بلجيكية معلقة على الحائط، تمتاز برسومات راقية ونادرة، بالإضافة إلى صورتين للفنان محمود خليل برفقة زوجته يعقبهما عدد من الفازات التي يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر، بينما يوجد أسفل هذا الطابق ما يُسمى بالمخزن، يوجد به عدد من القاعات إحداها خصصت للاحتفاظ بالأعمال التي تحتاج إلى إعادة ترميم، كما يحتوي على قاعة أخرى يُطلق عليها المركز المعلوماتي، تقع بجوارها قاعة صغيرة المساحة، يسمونها غرفة المكتبة، والتي تضم كافة الكتب والمضامين الورقية التي احتفظ بها الفنان الراحل خليل، وتتعلق بالأدب والموسيقى والرسم، بالإضافة إلى ذلك قاعة كبيرة خصصت لمناقشة الأبحاث الفنية. وأضافت فاطمة: توجد في الطابق الأول قاعة كبيرة تحتوي على لوحات كثيرة أبرزها لوحة أهديت إلى الرئيس الراحل السادات تجسد رحلة صيد رسمت بمهارة وتقنية عالية، كما أن بها لوحة أخرى تجسد ملامح إحدى زوجات نابليون بونابرت دي فاجرام، بالإضافة إلى لوحتين أخريين من اللوحات الفنية النادرة، وهما "الحياة والموت" و"زهرة الخشخاش". أما الطايق الثاني فيضم عددا من التماثيل البرونزية والجصية يعود تاريخها إلى القرن العشرين، فضلا عن 50 تمثالا من الجبس لفنانين أجانب، وعدد آخر من الأحجار النادرة والكريستالات.

مشاركة :