أطلق وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق، في إطلالة تلفزيونية له مساء أمس الأول، مجموعة مواقف مثيرة، عكست حجم التناقضات داخل الائتلاف الحكومي الواسع، الا انها لم تخرج عن سقف الاتفاق الناظم للحكومة الذي يتيح للقوى المشاركة فيها هامشاً يمكنها من الاحتفاظ بخطابها السياسي والتوجه الى جمهورها دون أن يمس ذلك الوضع القائم. وفق هذه الضوابط الحاكمة، وبينما رددت القوى السياسية المؤيدة لحزب الله لازمةً واحدة هي «معادلة الجيش والشعب والمقاومة»، في تلميح بأن الحزب بدأ فعلاً باستثمار نتائج طرده «جبهة النصرة» من جرود عرسال بالسياسة، أكد المشنوق أن «لا شرعية لبنانية لسلاح حزب الله، إلا من خلال استراتيجية وطنية تضمّ هذا السلاح إلى الدولة»، وقال إنه «ليس مقنعاً أن لبنان انتصر في معركة جرود عرسال، كما لا يمكنني المباركة لانتصار حزب الله في هذه المعركة، بل أبارك لأهالي الأسرى المحررين». وأشار وزير الداخلية، الذي ينتمي الى تيار «المستقبل»، بزعامة رئيس الحكومة سعد الحريري، إلى أنّ «الجيش كان قادراً على خوض معركة جرود عرسال، لكن القوى السياسية لم تعطه الضوء الاخضر»، في إشارة الى أن حزب الله أو حلفاءه رفضوا ذلك. وحذر المشنوق من «أنّنا مقبلون على تغييرات كبيرة في المنطقة، وقد نكون أمام حصار سياسي عربي وغربي كبير على لبنان بسبب حزب الله»، لافتاً الى أن «هناك جوّا عربيا لا يريد هذا الوضع القائم في لبنان، لا سيما دور حزب الله». وعن التنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري، قال المشنوق: «الجيش اللبناني عنده ضابط اتصال مع الجيش السوري، وهذا الأمر موجود منذ زمن، وهذا ليس سراً، ولا شيء يمنع التدخل السوري في المعركة المقبلة الى جانب الجيش، لأن التنسيق موجود»، في اشارة الى المعركة المتوقعة في جرود القاع وراس بعلبك، بين الجيش وتنظيم «داعش». إلى ذلك، وصل أسرى حزب الله الخمسة المحررين إلى لبنان ليل الخميس- الجمعة، حيث جرى استقبالهم في بلدة القاع البقاعية المسيحية، في خطوة قال مراقبون ان الحزب ضغط لحصولها، ليظهر أن هناك التفافاً وطنياً عابرا للمذهبية حوله. في المقابل، وصل عصر أمس الأول نحو ثمانية آلاف مقاتل من «جبهة فتح الشام» (النصرة) ولاجئ سوري تم إجلاؤهم من عرسال الى ريف حماة الشمالي الشرقي. ووسط تقارير عن ارسال واشنطن 70 جنديا الى لبنان للمشاركة في المعركة المرتقبة بين «داعش» والجيش، وحديث عن تقديم غطاء جوي أميركي-روسي للجيش، تواصلت المفاوضات مع التنظيم لانسحابه الى داخل سورية من دون قتال، في وقت جددت مدفعيات الجيش اللبناني قصفها لمواقع تنظيم «داعش» في تلال رأس بعلبك. على صعيد آخر، أعلن وزير الصحة غسان حاصباني، في مؤتمر صحافي، إحالة ملف الصيدلانية المتهمة ببيع أدوية مزيفة للسرطان الى النيابة العامة التمييزية، وأنه تم سحب رخصة مزاولة المهنة منها وشطبها من جدول الصيدلانيين، آملا أن يتمم القضاء عمله ويتوسع في التحقيق، ليشمل كل من ساهم في الاضرار بمرضى السرطان». وكانت تقارير أكدت أن رئيسة قسم الصيدلة في مستشفى بيروت الحكومي، منى بعلبكي، باعت أدوية السرطان بأسعار باهظة، وأعطت مرضى السرطان الحقيقيين وبينهم أطفال أدوية مزوّرة ومنتهية الصلاحية لأكثر من 8 سنوات.
مشاركة :