أدعو – ولو لم يرق هذا الاقتراح - لشركات الاتصالات، على عالمنا العربي أن نقفل هواتفنا المنقولة والثابتة من ساعة إعلان رؤية هلال شوال حتى آخر يوم من أيام العيد. وأن نوفّر بدلاً عن ذلك الوقت الكافي للتضرع إلى المولى جلت قدرته أن يزيل الكربة والغمّة عن أرضنا العربية، وأن يُنزل نصره – وهو القادر – وطمأنينته على أهلنا في غزة، ويرحم الشهداء في العراق والشام وفلسطين وجنوبي بلادنا، شهداء منفذ الوديعة. مهما اشتدت الأحزان وازداد ألم الفراق يبقى العيد مناسبة للفرح والأمل، وربما لا يبدو ملائماً تذكر الحزن والأسى بالأعياد، إلا أن الظروف الخاصة التي يمر بها وطننا العربي تدفعنا لذلك، تلك الخطوة وإن لم تحظ بالكثير من القبول فإنها ستُظهر للعالم أن كل التهاني والتبريكات تأتي لحلول الانشراح والنعمة، وما خلقت لتردادها وسط ما نحن فيه من أزمات وتشتت وتشرذم ومفاجآت متتالية. هل سمعتم بتهان تأتي إثر مصائب؟ وهل سيترقب أطفال العرب حلول عيد الفطر المبارك؟ لأسئلتي طعم الأسى. مازال كابوس الحصار والإغلاق والغارات يؤرّق "الغزيين" ويجدد فيهم الأحزان، وفي الوقت ذاته يتسارع في منعهم من فرحة العيد واستقباله على النحو المطلوب، غلاء في الأسعار نتيجة البضاعة المهربة عبر الأنفاق، وأساسيات تتحول إلى كماليات نتيجة الغلاء وقلة الحيلة، وناس يقضون رمضان وعيد الفطر بتقشف وحرمان، وآخرون يفتقدون أحبة في سجون الاحتلال أو شهداء تحت التراب فتنقب أحزانهم. وفرصة أن أشيد بأمر خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمنح الهلال الأحمر الفلسطيني تبرّعاً سخياً قي نهاية الشهر الفضيل لتضميد الجراح. شعور إنساني يتمشى مع ما أمر به الدين.
مشاركة :