يذهب أحبتنا للمساجد ويصلون معنا ويقرأون القرآن ويطالعون الأخبار المؤسفة فضائياً ومحلياً وما تفرزه أدوات التواصل الاجتماعي من سفه وترف في زمن ظهرت فيه معالم تسيد «الرويبضة» على معظم شؤوننا. يقول الله عز شأنه «وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون». وفي الآية الآخرى التي لا تغيب عن ذهني يقول فيها عز شأنه «وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليهم القول فدمرناها تدميرا». في آواخر السبعينات٬ أتذكرقول شايب فلسطيني لوالدي «يا حاج كنا في فلسطين ننعم بعيش ورخاء وكان التمن أكوامه في كل أنحاء البلاد وكانت بعض السيارات تدوس عليه... نعمة لم نشكر الله عليها وغضب الله علينا وشوفنا الحين، بلا وطن وضاعت فلسطين مما كسبت أيدينا». والعراق وسورية كانا ينعمان ببساتين ونعم لا تحصى، وقبلهما مصر... فانظر لأوضاع تلك الدول من حولنا. عندما لا تحمد وتشكر ربك على النعم وتقدم المعروف وتنهي عن المنكر متسلحاً بما جاء في الكتاب والسنة... وبتجاوز أحبتنا حدود المقبول في أوجه «الترف والسفه» الذي أضحى متصدرا ما يبث لنا من خرق للعادات والقيم فعندئذ، اعلم بأننا مهددون من رب عادل بزوال النعم. ألا تتفكر في قوله تعالى «وإن كثيراً من الناس لفاسقون» و«اعملوا آل داوود شكرا وقليلاً من عبادي الشكور»، تذكر من حكم بغير شرع الله واتخذ هواه وأخذته العزة بالإثم... أقوام من بعد نوح لا ترى لها أثرا حيث نزل العقاب من رب عادل. ونحن هنا في الكويت وفي شهر يذكرنا بآثار الغزوالعراقي الغاشم، تأتي مجموعة شاذة تنوي استضافة «كاظم الساهر» في أوبرا جابر الأحمد: فأي ترف وتيه تجاوز حد المقبول تمر فيه الكويت؟ احترموا مشاعر أهل الكويت واستمعوا إلى مطالبات المصلحين... فلا كاظم الساهر صاحب أغنية «عبرت الشط» والزمرة التي تدعمه، ستنفعكم! وفي هذا الشهر يخرج لنا خبر بيع الهيئة العامة للاستثمار نسبتها في «أريفا» الفرنسية بخسارة تصل إلى 86 في المئة (استثمروا قبل سنوات بـ 600 مليون يورو وينوون بيعها للحكومة الفرنسية بما يعادل 83 مليون يورو (تذكرني بالداو وقبلها سانتافي)... والسبب أننا لم نعتمد على الكفاءات في إدارة شؤوننا ولم نشكر الله على النعم وصارت «فسفسة» المدخرات سمة العصر. لست من دعاة التشدد ولا حجب الرأي الآخر، لكن احترموا الأمور المسلم بها في دولة مسلمة بالفطرة والنعم. ومظاهر «الترف» و«السرف» التي تشهدها المناسبات الاجتماعية وتتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي بحاجة إلى من يوقفها وتوجيه النصح لأحبتنا وتربية أبنائنا على وجوب شكر الله وحمده والاتسام بالسلوك الأخلاقي. بعض القياديين يكرر قول «اشكر واحمد ربك» وهو «مسرف» متيم بمظاهر «الترف» من الجوانب الأخرى. على أي حالة... الشاهد إن المصلحين لم تعد لهم كلمة مسموعة والأدلة لا يحجبها منخل... عارف كيف! وخلاصة القول٬ إنه بالسرف والترف تستدرج الأمم، فكونوا أحبتي أصحاب القرار على حذر من زوال النعم وامنحوا المصلحين الفرصة لخلق قيادة حكيمة لمؤسساتنا. وأقسم بالله العلي العظيم إن ما ألاحظه من تيه قيادي وترويج للسفاهة لعواقب وخيمة في ظل تغييب الكفاءات عن عمد عبر مجموعة سلوكها وفكرها إنما هو أشبه بالممارسات في زمن الجاهلية مع اختلاف نمط الحياة... وعرض هذا المقال إنما هو واجب وطني بعد أن لمست عن قرب خوف المصلحين من زوال النعم: فهل من متعظ؟ وكم من أزمة نحتاج كي نفيق من غفلتنا؟... الله المستعان. terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi
مشاركة :