يرغب بعض العملاء في إضفاء لمسة شخصية على السيارة، التي وقع عليها اختيارهم، وذلك للتعبير عن تفردهم وتميز أسلوبهم. واستجابة لهذه الرغبة، تقدم بعض شركات السيارات للعملاء إمكانية اختيار تجهيزات السيارة من خلال بعض التقنيات الحديثة، مثل نظارات الواقع الافتراضي «Virtual Reality». وقال خبير السيارات الألماني، هانز جورج مارميت، إن العدد المتزايد في الطرز وأنواع الهياكل والمحركات والتجهيزات، لم تنتج عنه زيادة الاختيارات فقط، وإنما زاد من صعوبة اختيار السيارة أيضاً، كما زاد الخوف من الوقوع في الخطأ بسبب فقدان الرؤية الشاملة، ما دعا الشركات المنتجة لبرمجة إعدادات يتمكن العميل عن طريقها من تصميم وتكوين سيارته على الإنترنت أو لدى الوكيل أو الموزع المعتمد. البعد الثالث ويعوّل بعض الشركات، مثل فولفو، على التقنيات الحديثة، مثل نظارات الواقع الافتراضي «Virtual Reality»، لعرض التفاصيل المختلفة الخاصة بتجهيزات سياراتها الفاخرة، التي تتيح للعميل إمكانية اختيار مكونات سيارته بالبعد الثالث. وكلما ارتفع ثمن السيارة زادت كلفة إعداداتها، ولذلك قامت لاندروفر وجاجوار بتأسيس قسم يعرف باسم «Comissioning Suite»؛ حيث يمكن للعميل هنا إضفاء المزيد من التفرد من خلال نماذج الحياكة الخاصة على الفرش الجلدية، والتجزيعات على وحدات الكونسول الزخرفي، وحتى على أنواع الطلاءات المتوافرة للسيارة، وبعد ذلك تتم مشاهدة ذلك كله على شاشة بحجم الطاولة الخاصة بلعبة تنس الطاولة. ومَن يطلب تهيئة سيارة Chiron بشركة بوجاتي، سيحصل على عرض إلكتروني للسيارة في بيئتها المستقبلية وبالحجم الطبيعي. اتجاه مضاد لكن مع كل هذه التقنيات الفائقة هناك اتجاه مضاد؛ حيث أوضح كلاوس جيرهارد فولبيرت، المسؤول عن تطوير سيارة فولكس فاجن بولو الجديدة، أن بنيات الموديلات وعمليات الشراء المرتبطة بها أصبحت معقدة للغاية بالنسبة للعملاء؛ لأنهم يفقدون النظرة الشاملة، وبالنسبة للشركة المنتجة أيضاً؛ لأنها تطور موديلات لا تعدّ ولا تحصى بتكاليف عالية للغاية. وعندما يتم طرح سيارة بولو الجديدة في الخريف المقبل سيكتفي العميل بخمس نقرات فقط بفأرة حاسوبه حتى يتم إعداد وطلب السيارة. وبالنسبة لشركة فورد، لا يحصل المرء على الكثير من هذا السحر الافتراضي، على الأقل مع السيارة GT الجديدة، والمحظوظ من ممتلكي هذه السيارة السوبر رياضية، البالغ عددهم 1000 شخص، هو مَن سترسل إليه الشركة الأميركية وحدات تصميمية للموديل الفاخر، ومن خلالها يمكنه، وهو جالس على مكتبه، أن يحدد كيف ستبدو GT الخاصة به في ما بعد.