دول الحصار في قفص الاتهام

  • 8/8/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة-  الراية : نجحت قطر في إدارة الأزمة الخليجية التي بدأت بحصارها منذ الخامس من يونيو الماضي من قبل بعض الدول العربية، وأجبرت دول الحصار على التحول من الهجوم بمزاعم وأكاذيب وافتراءات واهية إلى الدفاع عن نفسها في المحافل الدولية وسط توقعات بعقوبات قاسية ستوقع عليها في حالة عدم الالتزام بالاتفاقيات الدولية. ويري مراقبون أن دول الحصار الأربع وجدت نفسها في أزمة أمام التحركات الدبلوماسية الدولية التي تتفق مع القانون الدولي التي تنتهجها دولة قطر في إدارتها للأزمة وهو ما كان مفاجأة بالنسبة لهذه الدول التي لم تكن تتوقع أن تستطيع قطر أن تصمد أمام الحصار. وأشاروا إلى أن قطر استطاعت أن تخترق المجالات الدولية العديدة للتعبير عن موقفها الذي يتفق مع القانون الدولي وإثبات أن دول الحصار تتخذ إجراءات غير قانونية ولا تمت للمعايير الدولية بصلة وهو ما جعل قطر تكتسب المصداقية في الكثير من المحافل الدولية وهو ما بدا واضحاً أيضاً في فشل دول الحصار في الترويج لموقفها وضم أي من القوي الدولية الفاعلة إليها. وقد سارت قطر للتعبير عن موقفها القانوني عبر اللجوء إلى 3 منظمات دولية هي منظمة الطيران المدني «إيكاو» ومنظمة التجارة العالمية ومجلس الأمن لإثبات أن دول الحصار ترتكب مخالفات قانونية دولية ضدها والحصول على تعويضات للأضرار التي وقعت على المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والأفراد وهو ما جعل دول الحصار تتحول من الهجوم على قطر إلى الدفاع عن نفسها في المحافل الدولية خوفاً من توقيع عقوبات دولية عليها في حالة عدم الالتزام بالاتفاقات الدولية. وأكد المراقبون أن قطر استطاعت أن تضع المحاصِرين لها في موقف دفاعي بعد لجوئها للمؤسسات الدولية بشكاوى موثّقة حول الأضرار التي تعرضت لها والمخالفات القانونية التي ارتكبتها دول الحصار فيما تؤكد المؤشرات الأولية أن هذه الدول ستجبر على الاستجابة لمطالب قطر تحت وقع الضغوط التي بدأت تمارسها المنظمات الدولية بهدف حل الأزمة، في حين أن التحركات القطرية كانت هادئة وملتزمة بالقانون.  منظمة التجارة العالمية تنتصر لحقوق قطر   جاء التحرك نحو منظمة التجارة العالمية بهدف وقف الأضرار التي ترتبت على الحصار واسترداد الحقوق القانونية ولا سيما أن الخسائر امتدت إلى القطاع الخاص والأفراد، حيث استطاعت قطر أن تقدم الأدلة والمستندات الموثقة الداعمة لموقفها على عكس دول الحصار التي قد تواجه عقوبات قاسية من قبل المنظمة الدولية التي أعلنت أنها تلقت شكوى قطر ضد 3 من دول الحصار وهي السعودية والإمارات والبحرين وذلك بعدما قامت بتقييد حركة تجارة السلع والخدمات وكذلك حقوق الملكية الفكرية المتصلة بالتجارة، والتي تحميها المنظمة.وأشارت المنظمة إلى أنها تعطي مهلة 60 يوماً لإجراء مشاورات بين الدولة الشاكية والدول المشكو في حقها، حيث تتاح الفرصة، وفقاً للمنظمة لمناقشة المسألة وإيجاد حل مرض دون المضي قدماً في التقاضي، ولكن بعد 60 يوماً، إذا أخفقت المشاورات في حل النزاع، يجوز لصاحب الشكوى أن يطلب من هيئة قضائية الفصل فيها. وقد حاولت دول الحصار الدفاع عن موقفها أمام منظمة التجارة العالمية، بزعم أن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها على قطر لا تتناقض مع اتفاقيات منظمة التجارة العالمية ولكن يبدو أنه من الواضح أن موقف هذه الدول ضعيف للغاية في مواجهة المنظمة الدولية التي تنتظر 60 يوماً وبعدها يمكن لقطر أن تحرك دعوى لمقاضاتها في حال عدم التوصل إلى حل.    هزيمة مصر في مجلس الأمن   لم تتوقف التحركات القطرية لإثبات قوة موقفها على جميع الأصعدة حيث كان اللجوء إلى مجلس الأمن هو الخيار الثالث الذي توجهت إليه قطر، حيث اتهمت مصر بـاستغلال عضويتها داخل المجلس لتحقيق أغراض سياسية خاصة، فيما استبعدت مصر طرح الأزمة الخليجية على طاولة مجلس الأمن الدولي، خلال أغسطس الجاري، الذي تتولى فيه القاهرة الرئاسة الدورية للمجلس. وقد رفضت قطر في خطاب لمجلس الأمن الاتهامات المصرية، التي أثبتت التقارير الدولية والمعلومات الاستخباراتية العالمية الموثوقة وذات المصداقية أنها مفبركة فضلاً عن أن الاتهامات تأتي في إطار الحملة المغرضة التي تستهدف دولة قطر والتي تعد مصر جزءًا منها.    مكافحة تمويل الإرهاب   تعتبر قطر من أفضل الدول في مجال مكافحة تمويل الإرهاب عبر إجراءات تشريعية وتنفيذية اتخذها مصرف قطر المركزي في هذا الإطار كما أن توقيع اتفاقية مكافحة تمويل الإرهاب مع الولايات المتحدة بعد الحصار، يعكس الثقة الكبيرة في قطاعها المالي وعدم صدق الاتهامات التي وجهتها لها دول الحصار.    موقف الإيكاو يكشف الانتهاكات   لم يتوقف الأمر على منظمة التجارة العالمية بل إن ثاني المؤسسات الدولية التي بدأت الضغط على دول الحصار هي منظمة الطيران المدني التابعة للأمم المتحدة (إيكاو) إذ أجبر الموقف القطري هذه الدول على الإعلان عن فتح ممرات طوارئ وهو ما يعد تراجعاً كبيراً عن مواقفها المتشدّدة وذلك بعد أن أعلن المجلس التنفيذي للمنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) أنه على جميع الدول الأعضاء في المنظمة الالتزام والامتثال لاتفاقية شيكاغو التي تكفل حرية الطيران وفتح الأجواء الدولية. وقد كان هذا الإعلان من جانب الإيكاو بمثابة الانتصار لدولة قطر في موقفها ضد دول الحصار التي تم إجبارها على الامتثال للاتفاقية وفتح ممرات دولية للطيران القطري، ولعل ما يؤكد ضعف موقف دول الحصار هو أنها أعلنت عن فتح ممرات دولية للطوارئ أمام الطيران القطري قبل اجتماع الإيكاو اعترافاً منها أنها خالفت القانون الدولي وتفادياً لإدانتها من المجتمع الدولي وعدم احترامها للقانون.

مشاركة :