اتهمت الرياض أمس، الحكومة القطرية بدعم الإرهاب في المنطقة، وقال السفير السعودي في واشنطن الأمير خالد بن سلمان عن الأزمة مع قطر: «أعتقد أن سياسات قطر تشكل تهديداً لأمننا الوطني، خصوصاً عندما تتدخل في سياساتنا الداخلية وتدعم المتطرفين»، مضيفاً: «دعموا في سورية التنظيمات التابعة للقاعدة وبعض الميليشيات الإرهابية في العراق، ونأمل بأن تتوقف قطر عن دعم الإرهاب والتطرف. وأكد الأمير خالد في حديث إلى «واشنطن بوست»، أن الحكومة السعودية «تقف في الخطوط الأمامية لمكافحة الإرهاب، وقد يكون هنالك أشخاص كثر من بلدان مختلفة يدعمون الإرهاب، غير أن المشكلة في قطر تكمن في أن الحكومة هي التي تمول الإرهاب». ووسعت الكويت أمس حراكها الديبلوماسي لحل الأزمة بين قطر والدول الأربع، وواصل مبعوث أمير الكويت تسليم رسائل خطية إلى قيادات البحرين والإمارات وسلطنة عُمان تتناول الوساطة الكويتية وآخر التطورات فيها، بالتزامن مع وصول موفدَين أميركيين إلى الكويت في محاولة جديدة للدفع بحل للأزمة. وسلم النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد، يرافقه وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله (المشرف على ملف الأزمة مع قطر)، رسائل خطية إلى عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى، وإلى نائب رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن راشد، وإلى سلطان عُمان السلطان قابوس، بعد زيارات قصيرة أمس إلى البلدان الثلاثة. وكان المبعوث الكويتي سلم رسائل خطية ليل أول من أمس، إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. وتحفظت الكويت عن كشف فحوى الرسائل، إلا أن مراقبين أكدوا أن الكويت تريد أن تحيي وساطتها من جديد بعد شهرين من أزمة قطع السعودية ومصر والإمارات والبحرين علاقاتها مع قطر بسبب دعمها الإرهاب والتطرف في المنطقة. ولم تتضح أي بوادر لحل الأزمة بعد تشدد الدول الأربع في ضرورة تلبية المطالب الـ١٣ التي وضعتها أمام قطر لتنفّذها، ورفض الدوحة تنفيذها وتأكيدها أنها تتعلق بسيادتها. من جهة أخرى، أعرب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عن تقديره الجهود التي يقوم بها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد على الساحة العربية، وحرصه على تعزيز التضامن والتوافق العربي. وذكر الناطق باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف في بيان بعد تسلم الرئيس السيسي الرسالة الكويتية، أن الاجتماع تناول آخر التطورات المتعلقة بأزمة قطر، في ضوء المساعي التي تقوم بها الكويت على هذا الصعيد، سعياً إلى الحفاظ على وحدة الصف العربي. وأكد الرئيس السيسي دعم بلاده هذه المساعي، مشدداً على ضرورة «تجاوب قطر مع شواغل مصر والدول الخليجية الثلاث، إلى جانب الاتفاق على مواصلة التنسيق والتشاور المكثف بين الجانبين خلال الفترة المقبلة»، مشيداً بالمواقف المقدَّرة للكويت إزاء مصر والتي لن ينساها الشعب المصري. إلى ذلك، بحث نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله، مع الموفدين الأميركيين لحل الأزمة مع قطر، الجنرال المتقاعد أنطوني زيني ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في الولايات المتحدة تيم لندركنغ، الجهود التي تقوم بها البلدان لرأب الصدع في العلاقات الخليجية. وأكد المسؤولان الأميركيان خلال اللقاء استمرار دعم بلادهما المساعي التي تقوم بها الكويت ومضاعفة الجهود لإنجاحها، إضافة إلى استعراض أوجه العلاقات بين البلدين الصديقين وتطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية. وفي لندن، نفى بيان تسلمته «الحياة» أصدرته «المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا»، أن يكون في فريق عملها شخص يدعى عبدالرحمن نوفل، أو أن تكون أصدرت أي بيان يحذر من اعتقال السلطات القطرية معارضين لموقفها من معاداة دول الخليج.
مشاركة :