ضوء أخضر أميركي لاستمرار الوساطة الكويتية حيال ملف الأزمة.العرب [نُشر في 2017/08/09، العدد: 10717، ص(1)]زيني ليس منجدا الكويت – قالت أوساط خليجية مطلعة على جهود الوساطة الكويتية إن تركيز الدوحة على إشغال العالم بحملات إعلامية وترويجية لن يحل مشكلتها مع الدول الأربع التي تستمر بتشديد إجراءات المقاطعة ضدها، لافتة إلى أن المبعوث الكويتي إلى الرياض والقاهرة جوبه بحقيقة أن لا قيمة لوساطة وحوار مع الدوحة ما لم تبادر إلى وقف حملاتها في الإساءة لسمعة السعودية والإمارات ومصر والبحرين، وأن ترسل إشارات جدية عن رغبتها في الحوار لحل الأزمة على قاعدة المطالب الـ13. وأكدت هذه الأوساط أن الكويت تعطي فرصة أخيرة لقطر لتمنع التدهور الواضح للعيان لاقتصادها بسبب المقاطعة. كما توفر لها الفرصة لإنقاذ صورتها بعد أن بدأت دول غربية كبرى في التقصي عن تمويل الدوحة للإرهاب وتوفير ملاذات آمنة لجماعات وقيادات متشددة، وإرباك الجهد الدولي في الحرب على الإرهاب. واعتبر متابعون للشؤون الخليجية أن الوساطة الكويتية، التي تحوز على دعم أميركي واضح، يجب أن تتحول إلى ورقة ضغط جدية على قطر، وألاّ تتحول إلى قناة تساعدها على ربح الوقت والاستمرار بالعناد، وأن تُفهمها أن المماطلة ستقابل آليا بإجراءات عقابية جديدة، وأن الدول الكبرى لا تقدر أن تفعل لها شيئا حتى وإن أطلق بعض المسؤولين الغربيين تصريحات مجاملة أو توحي بتفهم الموقف القطري. ويرى المتابعون أن الحملات الترويجية التي تصرف لأجلها قطر الكثير من الأموال قد تلمع صورتها بعض الشيء، لكنها لن تحول دون محاسبتها وفق القضاء الدولي إذا تم فتح ملفات تورطها في دعم الإرهاب، والكشف عن دورها في تمويل جماعات متشددة في سوريا وليبيا واليمن، فضلا عن الصفقات تحت الطاولة مع جماعات مثل حزب الله اللبناني وميليشيات شيعية عراقية. وتحاول الكويت أن تتحدى حالة الجمود في الأزمة بإرسال مبعوث إلى دول المنطقة لإطلاعها على تفاصيل الوساطة الجديدة والظروف المحيطة بها، وخاصة ما تعلق بالدعم الأميركي. ووجّه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رسالة خطية إلى وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي ينوب والده الملك سلمان في إدارة شؤون البلاد. ونقل الرسالة وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح. وقام الوزير الكويتي بجولة مكوكية في المنطقة حيث سلم رسالة مشابهة إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قبل أن ينتقل إلى سلطنة عمان الثلاثاء ثم البحرين ودولة الإمارات. ومن الواضح أن الجولة الجديدة من الوساطة الكويتية تستند إلى مؤشرات طارئة قد يكون حملها الوفد الأميركي الذي زار الكويت الاثنين. ورجحت مصادر كويتية أن يكون هذا الوفد قد حمل معه تعهدا قطريا بالتعاطي الإيجابي مع الجهد الكويتي والتوقف عن التصريحات المستفزة التي تهدم محاولات المسؤولين الكويتيين في إقناع الدول الأربع بجهود الوساطة. وزار الكويت الاثنين الجنرال المتقاعد والمبعوث السابق إلى الشرق الأوسط أنطوني زيني يرافقه الدبلوماسي تيم لندركينغ على رأس وفد أميركي قام بتشكيله وزير الخارجية ريكس تيلرسون للعمل على حلّ الأزمة. وقالت وكالة الأنباء الكويتية إن نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله بحث مع الوفد الأميركي، الذي من المفترض أن يزور عدة دول في المنطقة، “الجهود التي يقوم بها البلدان لرأب الصدع في العلاقات الخليجية”. وأعلن مجلس الوزراء الكويتي أن أمير البلاد سيزور واشنطن في السادس من سبتمبر المقبل، في أول زيارة له إلى الولايات المتحدة منذ تسلم دونالد ترامب الرئاسة. ويعتقد مراقبون أن تركيز واشنطن على دعم الدور الكويتي في الأزمة القطرية فيه رسالة واضحة عن نأي واشنطن بنفسها عن الدوحة وإظهار الحياد التام في الملف وأنها تدعم جهود حلّه خليجيا وفق آليات عمل مجلس التعاون. ويشير المراقبون إلى أن النأي بالنفس الذي تبديه واشنطن الآن يعكس رغبة إدارة ترامب في تجاوز مخلفات موقف وزير الخارجية الذي كان منحازا لقطر بشكل أفشل وساطته الشخصية ودفعه لاختيار وفد يتحرك لتطويق الأزمة بدلا عنه. وانضمت فرنسا إلى الولايات المتحدة في دعم مساعي تطويق الأزمة، حيث عكس اتصال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوليّ العهد السعودي وبالشيخ محمد بن زايد آل نهيان وليّ عهد أبوظبي عن تقارب في المواقف بين باريس والرياض وأبوظبي في الحرب على الإرهاب. وقالت وكالة الأنباء الرسمية السعودية إن الأمير محمد بن سلمان تلقّى اتصالا هاتفيا الثلاثاء من ماكرون استعرضا خلاله “سبل مكافحة الإرهاب والتطرف، والاتفاق على ضرورة بذل المزيد من الجهد لتجفيف منابع الإرهاب”. وكانت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام) ذكرت، مساء الاثنين، أن الشيخ محمد بن زايد تلقى اتصالا هاتفيا من ماكرون استعرض خلاله الجانبان أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية وآخر المستجدات والأوضاع التي تشهدها المنطقة.
مشاركة :