حملة علاقات عامة مكلفة لقطر لا تخرجها من مأزقها

  • 2/9/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لوبي قطري في واشنطن ليحاول التخفيف من الضغوط المتزايدة عليها، وخصوصا الاتهامات المتلاحقة بدعم الإرهاب وتمويله. وسارعت الآلة الإعلامية لقطر في الحديث عن خرق دبلوماسي على الرغم من إدراكها أن الأمر لا يعدو حركة علاقات عامة مدفوعة الثمن. وقال تقرير صادر عن المركز العربي للأبحاث التابع لقطر ويديره الكاتب عزمي بشارة، إن الحوار الاستراتيجي الأميركي- القطري، حمل مجموعة رسائل إلى الدول التي تفرض عزلة على قطر منذ صيف 2017. وحاول تقرير المركز الإيحاء بأن الموقف الأميركي من الأزمة القطرية داعم للدوحة، وأن قطر خرجت بمكاسب كبيرة بالرغم من اعتراف وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بفشله في ممارسة دور الوسيط بين قطر ودول المقاطعة. وأكدت وسائل إعلام أميركية أن قطر تواصل منذ بداية أزمتها الخليجية سباقا محموما لتحسين علاقاتها مع وسائل الإعلام والحكومة الأميركية، في محاولة لتغطية قصورها في ميدان العلاقات العامة. وأنفقت قطر العام الماضي مبالغ كبيرة في واشنطن على حملات الضغط والشركات الاستشارية لمساعدتها على تحسين موقعها في أزمتها الحالية، وأيضا لتعزيز العلاقات مع الحكومة الأميركية، وفق ما ذكرت مجلة فورين بوليسي الأميركية في تقرير لها الخميس. وتهدف قطر إلى اللحاق بالدبلوماسية السعودية، التي لها باع طويل في ميدان العلاقات العامة، فبين عامي 2015 و2017، وسعت المملكة العربية السعودية عدد الشركات الأجنبية التي استأجرتها من 25 إلى 145، وأنفقت حوالي 18 مليون دولار في الإشراف على العديد من المؤسسات الدينية ومراكز دراسات الشرق الأوسط في الجامعات الأميركية، و”مؤسسة الجزيرة العربية”، وكذلك أنشأت الإمارات “معهد دول الخليج العربية” في واشنطن في العام 2015، في حين لم تكن قطر حاضرة في أي مجال فكري أو ثقافي أو اجتماعي.قطر تواصل سباقا محموما لتحسين علاقاتها مع الإعلام والحكومة الأميركية، في محاولة لتغطية قصورها وبدأت قطر حملة التعويض عن تخلفها في العلاقات العامة، وبذلت جهودا كبيرة لعقد منتدى الحوار الاستراتيجي، وأنشأت مركزا بحثيا مرتبطا بها في واشنطن، أُطلق عليه اسم “منبر الخليج الدولي”، في الأول من فبراير مع إقامة مأدبة غداء في نادي الصحافة الوطني. وتم تعيين السفير الأميركي السابق في قطر، باتريك ثيروز، كمستشار للمركز، وهي الخطوة التي تلجأ إليها قطر لتحسين صورتها. ولا يبدو الهدف من تأسيس منبر قطر في واشنطن إجراء البحوث الاستراتيجية، بقدر ما هو جزء من المسعى القطري لإنشاء لوبي في الولايات المتحدة كقوة ضغط وتحسين صورتها عند الرأي العام الدولي. وتلاحق قطر اتهامات موثقة بدعم تنظيمات إرهابية ومجموعات متشددة فضلا عن قيام قناة الجزيرة بالترويج لمثل هذه التنظيمات. إلا أن مديرة المركز، الكويتية دانية ظافر، الحاصلة على درجة الماجستير في الاقتصاد السياسي من جامعة نيويورك، زعمت أن المركز مستقل ولا يتلقى تمويلا مباشرا من الحكومة القطرية ولكنه يحظى بدعم من منظمات قطرية تمولها الحكومة، (الأمر الذي لا يختلف عن دعم الحكومة القطرية المباشر). وقال أحد المحللين في شؤون الشرق الأوسط في واشنطن “أحد الأمور التي شهدناها خلال العام الماضي هي انتشار مراكز البحث التي من الواضح أنها تلقى دعم الحكومات التي تدفع باتجاه خط معين”. وذكرت المجلة الأميركية أن قطر واصلت استضافة أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين ورفضت قطع العلاقات مع إيران، مما دفع معظم دول مجلس التعاون الخليجي لقطع علاقاتها مع جارتها الشمالية. كما أن قناة “الجزيرة” القطرية ظلت تهاجم بشكل منتظم السعودية ومصر، في غياب الحديث عن الدوحة نفسها. ويبدو أن الأموال التي أنفقتها قطر قد أعطت ثمارها في الأسبوع الماضي عندما حضر كل من وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، ووزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، الحوار مع نظيريهما القطريين. ولا تعدو الاتفاقيات الثنائية، حول الطيران المدني ومكافحة الإرهاب والأمن السيبراني، عن صفقات كلفت قطر الكثير من الأموال، وقال جيرالد فيرشتاين، مدير شؤون الخليج في معهد دراسات الشرق الأوسط بواشنطن “العديد من منازل العطل سوف تُبنى على خلفية هذه الأموال التي تُنفق في هذه المدينة”. وفي بداية الأزمة الخليجية العام الماضي، اتخذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، موقفا حازما يدعم القيادة السعودية وقرارها بمقاطعة الدوحة. لكن الآن، ومع قيام قطر بممارسة الضغط خفف ترامب من حدة موقفه تجاه قطر. ويقول دنيس روس، وهو دبلوماسي أميركي سابق وزميل في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن “الجيش، لأسباب مفهومة، يعرف جيدا أهمية قاعدة العديد”. وأضاف “هم لم يرغبوا في القيام بأي شيء من شأنه أن يثير التساؤل في قدرتنا على استخدام القاعدة وتمويل قطر لها”، وهو ما يشير إلى الأسباب الخفية وراء مرونة الموقف الأميركي تجاه قطر، لا سيما وأن روس أعرب عن شكوكه إزاء الموقف القطري الحالي، قائلا “دعمهم للقاعدة أمر مهم، لكن لا ينبغي أن يكون ذلك بمثابة بطاقة إطلاق سراح بالنسبة لقطر. أعتقد أن الأمر يتعلق بمحاولة خلق مناخ مستقل من حرية الرأي”.

مشاركة :