القرار القطري الجديد لا يتضمن سوى دولة عربية واحدة من قائمة 80 دولة تم إعفاء رعاياها من تأشيرة الدخول إلى الدوحة.العرب [نُشر في 2017/08/10، العدد: 10718، ص(1)]استثمار إعلامي ليس أكثر الدوحة - وصفت أوساط خليجية قرار قطر بإعفاء 80 جنسية من تأشيرة الدخول إلى البلاد بأنه جزء من تخبط القرارات والمواقف التي بادرت الدوحة إلى اتخاذها في الفترة الأخيرة في محاولة منها للإيهام بأنها يمكنها أن تنعزل عن عمقها الخليجي، وتبحث عن بدائل لتوقف زيارات الخليجيين إليها. ومن نقطة اتصال رئيسية لحركة الطيران المتجه إلى آسيا، تخفت حركة الطيران في الدوحة شيئا فشيئا. وساعد على ذلك الخطاب السياسي الذي يتبناه النظام القطري والقائم على فكرة “الحصار”. وأدى هذا الخطاب تدريجيا إلى ورطة للنظام الحاكم، إذ أدى إلى انتقال نفسية الحصار إلى المواطنين القطريين الذين باتوا يصدقون أن قطر واقعة بالفعل تحت “حصار”، وليست مقاطعة أوشكت على إدخال البلد في عزلة تامة. وستمنح قطر بهذه الخطوة المرتجلة رعايا 33 دولة حق الإقامة لـ180 يوما من دون تأشيرة. أما بالنسبة إلى رعايا الـ47 دولة الأخرى فيسمح لهم بالإقامة من دون تأشيرة لمدة 30 يوما، على أن يتمّ تجديد هذه الفترة مرة واحدة فقط. ولاحظت الأوساط الخليجية أن قائمة الثمانين دولة المعنية بالقرار القطري ليس فيها سوى دولة عربية واحدة، وهي لبنان، ما يجعل إمكانية الاستفادة منه عمليا أمرا محدودا جدا، عدا فتح الباب أمام جمهور مونديال 2022، وهي مناسبة مازالت بعيدة، ولا تحتاج إلى قرار كهذا. وإغراق قطر بالوافدين ظلّ أحد المخاوف المرتبطة ببطولة كأس العالم لكرة القدم المنتظر تنظيمها في قطر عام 2022. لكن على ما يبدو فإن هذا القرار سيحول كل أيام قطر المقبلة إلى “كأس عالم” متواصل. ويقول مراقبون خليجيون أن هذا قد يؤدي إلى حدوث صدمة لتركيبة المجتمع القطري المحافظ، الذي لم يعتد على هذه الحركة الكثيفة في السابق، في وقت كان فيه غالبية المسافرين إلى قطر بحثا عن عمل يعلمون طبيعة المجتمع، وينتمون إلى مجتمعات عربية أو إسلامية أو محافظة. وقالت هذه الأوساط إن قرار التوقف عن اشتراط التأشيرة لدخول البلاد حركة هدفها الاستثمار الإعلامي ليس أكثر، فقطر ليست وجهة سياحية معهودة، ولا يسافر إليها عادة إلا العاملون أو المرتبطون بالتيارات المتشدّدة في المنطقة التي كثفت من اجتماعاتها ومؤتمراتها في الدوحة، وهؤلاء يحصلون على التأشيرة بصفة آلية وبشكل سريّ. وقال مراقبون إن الخطوة تهدف إلى استباق التأثيرات السلبية لقرارات الدول الأربع بتصنيفها دولة راعية للإرهاب ووضع قائمة بالكيانات والأفراد المورّطين في الإرهاب. وأعلنت قطر الأربعاء إعفاء 80 جنسية من تأشيرة الدخول إلى البلاد بهدف تنشيط السياحة والنقل الجوي، في وقت تواجه الدوحة أزمة مع جيرانها الخليجيين الذين يشتبهون بدعمها “للإرهاب”. وجاء الإعلان خلال مؤتمر صحافي مشترك بين المدير التنفيذي لشركة الخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر ورئيس قطاع تنمية السياحة حسن الإبراهيم وممثل وزارة الداخلية القطرية العقيد محمد المزروعي.
مشاركة :